
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دع مزعـج اللـوم وخـلِّ العتـاب
واسمع إلى الأمر العجيب العُجاب
مـــن قِصـــّة واقصـــة غصـــّة
تُضـحك بـل تـدعو إلـى الانتحاب
فـي الكـرخ مـن بغداد مرّت بنا
يومـاً فتـاة مـن ذوات الحجـاب
لَبَّتهــــا مُـــوقَرةٌ بـــالحِلى
وكفّهـــا مُشـــَبعة بالخِضـــاب
ووجههــــا يطمـــس ســـحناءه
عنّــا ظلام مــن سـواد النقـاب
تمشــي العِرَضـْنَى فـي جلابيبهـا
مِشـيةَ إحـدى المومسـات القحاب
تختلـــب اللـــبّ بأوضـــاعها
وكــل مــا يظهــر منهــا خِلاب
قــد وضـعت تاجـاً علـى رأسـها
يلمـع فـي الظـاهر لمعَ الشهاب
يُحســــَب مـــن درّ بتَمْـــوِيهه
وهــو إذا حققتــه مــن سـِخاب
كاســـيةَ الجســم أرقّ الكُســا
مَوْشــِيّة الثــوب بوَشــيٍ كـذاب
قــد غُــولط النـاس بأثوابهـا
فـي أنّهـا مـن معمـل الانتخـاب
وهــي لعمــري دون مــا رِيبـةٍ
منســوجة فــي مَنسـَج الاغتصـاب
فــالغِشّ فــي لحمتهـا والسـَدى
وكــلُّ مــا يـدعو إلا الارتيـاب
قــال جليســي يـوم مـرّت بنـا
مـن هـذه الغـادة ذات الحجـاب
قلـــت لـــه تلــك لأوطاننــا
حكومــة جــاد بهــا الانتـداب
نحســبها حســناء مــن زيَهــا
ومـا سـوى جنبـول تحـت الثياب
ظاهرهـــا فيــه لنــا رحمــةٌ
والويـل فـي باطنهـا والعـذاب
مُصــابنا أمســى فظيعــاً بهـا
يـا ربّ مـا أفظـع هـذا المُصاب
تــالله قــد حُــقَّ لنـا أننـا
نحثـو علـى الأرؤس كـل الـتراب
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.