
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا عـدل طَـال الانتظـار فعجِـلِّ
يـا عـدل ضاق الصبر عنك فأقبل
يـا عـدل ليـس علـى سواك مُعوَّل
هلا عطفـت علـى الصـَريخ المعْوِل
كيـف القـرار علـى أمور حكومة
حـادت بهـنّ عـن الطريـق الأمثل
في المُلك تفعل من فظائع جَورها
مـا لـم تقُل وتقول ما لم تفعل
ملأت قراطيــس الزمــان كتابـةً
للعـدل وهـي بحكمهـا لـم تعدِل
أضـحتْ مناصـبها تُبـاع وتُشـترى
فغــدت تُفــوّض للغنــيّ الأجهـل
تعطــى مؤجَّلــةً لمـن يبتاعهـا
ومـتى انتهى الأجل المسمّى يعزل
فيـروح يَشري ثانياً وبما ارتشى
قـد عـاد من أهل الثراء الأجزل
فيَظَـلّ فـي دار الخِلافـة راشـياً
حــتى يعــود بمنصــب كــالأول
سـُوق تبـاع بـع المراتـب سُّميت
دار الخلافـة عنـد مـن لم يعقل
أبَـتِ السياسـة أن تـدوم حكومة
خُصــَّت بــرأي مُقَّـدس لـم يُسـأل
مَثـل الحكومـة تسـتبد بحكمهـا
مَثَـل البنـاء علـى نَقـاً متهّيِل
يـا أمـة رقـدت فطـال رقادهـا
هُبّـي وفـي أمـر الملـوك تأمّلي
أيكـون ظِـلَّ الله تاركُ حكمه ال
مَنْصـوص فـي آي الكتـاب المُنزل
أم هــل يكـون خليفـةً لرسـوله
مـن حـاد عن هّدْي النبي المُرسَل
كـم جـاء مـن مَلِـك دهاك بجَوره
ولـواك عـن قصـد السبيل الأفضل
يَقضي هواه بما يَسُومك في الورى
خَسـفاً وينقِـم منك إن لم تقبلي
ويَـروم صـبرك وهو يَسقيك الرَدى
ويُريـد شـكرك وهـو لـم يتفضـل
وقـد اسـتكُنْت لـه وأنـت مُهانة
حــتى صـبَرت لفتكـه المستأصـل
بـاتَ السـعيدَ وبِـتِّ فيـه شـَقّيةً
تُســتخدمين لغَيّــه المسترســل
تلـك الحماقـةُ لا حماقـة مثلها
منهــا رُميــتِ بكـل داءٍ مُعضـِل
إن لـم يكـن ذُلّ الألولـف لواحد
حُمُقـاً فهـل هـو مـن صحيح تعقُّل
إن الحكومــة وهــي جمهوريــة
كشــفت عمايـة قلـب كـل مضـلّل
سـارت إلـى نُجْـح العباد بسيرة
أبـدت لهـم حُمُـق الزمـان الأوّل
فسـَمَوا إلـى أوج الَعلا ونحن لم
نــبرح نَســوخ الحضـيض الأسـفل
حـتى اسـتقلّوا كالكواكب فوقنا
تجلـو الظلام بنورهـا المتهلِّـل
وعَلَـوا بحيـث إذا شَخَصنا نحوهم
مـن تحتهـم ضحكوا علينا من عل
لبســوا ثيـاب فَخـارهم مَوشـِيّةً
بـالعوّ وهـي مـن الطراز الأكمل
نـالوا وصال مُنَى النفوس وإنها
حرّيـة العيـش الرغيـد المُخْضـِل
حــتى أُقيــم مُجَسـَّماً تمثالهـا
بيـن الشـعوب علـى بنـاءٍ هَيْكل
تمثـال ناعمـة الشـمائل وجهها
تـزداد نـوراً منه عين المُجتلي
أفبعـد هـذا يـا سـَراة مَواطني
نَرضــى ونَقنـع بالمعـاش الأرذل
العَـوَثُ مـن هـذا الجمـود فإنّه
تـالله أهَـونُ منـه صـُمُّ الجَنْدل
قـد أبْحَـرت شـُمُّ الجبال وأجبلتْ
لُجّـج البحـار ونحـن لـم نتبّدل
مـا ضـَرَّكم لـو تسـمعون لناصـح
لـم يَـأتِ مـن نسج الكلام بهَلهَل
حَتّــام تَبقَــى لعبــة لحكومـة
دامَــت تُجرِّعنـا نَقيـع الحنظـل
تنحـو بنـا طُـرُق البوار تحيُّفاً
وتَسـومنا سـوء العـذاب الأهَـول
هــذا ونحــن مُجَـدَّلون تجاههـا
كالفـار مُرتعِـداً تجـاه الخَيْطل
مــا بالنــا نخـاف القتـل إن
قمنـا أمـا سـنموت إن لم نُقتَل
يـا عـاذلاً فيما نفثت من الرُقىَ
وعَزَمـت فيه على الصريع المهمَل
انظـر لصـرعة مـن رَقَيْتُ وطولها
فـإذا نظـرت فعنـد ذلـك فاعذِل
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.