
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خليــلّ هــل مــن منصــت فــأبثَّه
شـجون فـتى يشـكو الأليـم من البَثّ
فـأني سـئمت العيـش فـي عنفـوانه
ويســأم مثلــي كـلّ محـترث حرثـي
أقــول وليـل الغـرب ليـس بنـائم
أما لنيام القوم في الشرق من بعث
لقـد جـاح هذا الشرق بعد اعتزازه
جـوائح أودت منـه بـالكرش والفَرث
فســاء مــن الإملاق والجهـل خُلقـه
وصـار سـمين القـوم يَبطِـش بـالغَث
وعـــاد هـــزيلاً مجــده متلفّعــاً
بســـحقٍ دَريــس مــن مفــاقَره رَثّ
وهبَـت بـه هـوج الريـاح فلـم تدع
مـن العلـم جـذراً فـوقه غير مُجتَثّ
أرى غثيانـاً فـي النفـوس وهل ترى
نفوسـاً علـى خُبـث المطاعم لا تغثي
فيـا قومنـا أيـن المساواة عندكم
فقـد طـال عنهـا في مواطنكم بحثي
وأيـــن مواثيــق الأخــوة إننــي
أرى حبلهـا فـي كل يوم إلى النكث
إن بصــــدري للقريـــض لفَـــوْرةً
يزيـد بهـا مـن طـول غفلتكم نفثي
أراكــم فـأهجو ثـم أطـرق ذاكـراً
أوائلكــم قبلاً فأنــدب أو أرثــي
وأبكـي علـى المجد الذي كان دونه
علـى رُكبتَيْـه الدهر من خشية يجثي
يقولـون إن الأرث فـي الخلـق سـُنّةٌ
فهـل بطلـت فـي خلقكـم سـنة الإرث
فهلا ورثتـم ثلـث ذاك الـذي بنـوا
مـن المجـد لا لا بـل أقلّ من الثلث
فعـدتم وقـاموا واستكَنْتم وفاخروا
بعــزٍّ علــى وجـه البسـيطة مُنَبـثّ
ومــا أتعـبَ المستنهضـيكم فـإنهم
يحثّــون منكــم للعلا غيــر محتـثّ
أمـا والعلا واهـاً لهـا مـن ألِيَّـةٍ
عـدِمت العلا إن بِـتّ منهـا على حنث
لاحتقـرن المـوت فـي معـرك المُنـى
واسـتُر أفـق البـأس بارَهَـج الكـث
وأركــب متـن الهَـول دون لُبـانتي
ولســت أبـالي بـالكوارث والكَـرْث
وأجــري بمُســتَنّ الخطــوب مشـمِّراً
واخبــط ليــل المزعجـات بلا لُبْـث
ولــولا إبــائي إن أخـاطب ماجنـاً
كتبـت هجـاء الـدهر بالقلم الثلث
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.