
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
للمســلمين علــى نـزورة وفرهـم
كنــز يفيــض غنــى مـن الأوقـاف
كنـز لـو استشـفوا بـه من دائهم
لتــوجّروا منـه الـدواء الشـافي
ولـو ابتغـوا للنشـئ فيـه ثقافة
لتثقفـــوا منــه بخيــر ثقــاف
ولـو ارتقـوا بجنـاحه فـي عصرهم
لأطــــارهم بقـــوادم وخـــوافي
لكنّهــم قــد أهملــوه وأعملـوا
فـــي جـــانبيه عوامـــل الاتلاف
فــإذا نظــرت رأيـت ثمـة أرضـه
تجـري الريـاح بهـا وهـنّ سـوافي
قد تابعوا الموتى عليه وما وقَوا
أهــل الحيــاة بـه مـن الأحجـاف
وقفـوا بـه عنـد الشـروط لواقـف
وتغــافلوا عــن حكمــة الإيقـاف
تركـوا لـه في العصر نفعاً ظاهراً
وتعــاملوا فيــه بنفــع خــافي
لـم يسـتجدّوا فيـه شيئاً واكتفَوا
فــي كــل حــال منـه بالسفسـاف
غرســوه غرسـاً مثمـراً لكـن جـرت
غيــر الزمــان فعــاد كالصـفاف
قــل للــذين تقيّــدوا بشــروطه
مــاذا التوقـف عنـد رسـم عـافي
أنريـد أن يقفـو الزمـان أمورنا
وأمورنــا هــي للزمــان قـوافي
هـل بيـن شـرط الـواقفين وكل ما
نفــع العمــوم تنــاقض وتنـافي
الأرض مســـجدنا ففيـــم مســاجد
أمســـت تعـــدّ اليــوم بــالآلاف
كــان الصــلاة بمســجد وبغيــره
فــي الحكـم واحـدة لـدى الأسـلاف
هلاّ جعلــــن مدارســـاً فيّاضـــة
مــن كــل علـم بـالزلال الصـافي
ينتابهــا أبنـاؤكم كـي يأخـذوا
مــن كــل فـن بالنصـيب الـوافي
فيفيـض فيـض العلـم حـتى يرتـوي
منــه بنــو الأمصــار والأريــاف
إن لــم يكـن شـرف البلاد محصـّناً
بــالعلم كــان مهــدّد الأطــراف
وإذا النفـوس تسـافلت مـن جهلها
لــم يعلهــا شــمم مــن الآنـاف
هــذي لخزانــة أنشـئت فبناؤهـا
للأمـــر فيـــه تــدارك وتلافــي
أيظــنّ ذو عقــل بــأنّ بناءهــا
شــيء لشــرط الــواقفين منـافي
تــاللّه ليــس بمنكــر تشـييدها
إلا امـــرؤ خــال مــن الانصــاف
أحّيـوا بهـا عصـر العلـوم لدولة
خلفاؤهــا مــن آل عبــد منــاف
عصـر الرشـيد أبي الخلائف إذ غدت
بغـــداد رافلــةً بمجــد ضــافي
فـي عهـد فيصـلنا المعظّـم انشئت
علمـــاً يشــير لأشــرف الأهــداف
فــإذا هتفــت بحمــده وبشــكره
ردّ الصـــدى بنيانهــا لهتــافي
نـــاديت طلاب العلـــوم مؤرخــاً
حجّــوا بنــاء خزانــة الأوقــاف
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.