
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أم كلثـوم فـي فنـون الأغاني
أمــةٌ وحـدها بهـذا الزمـان
هي في الشرق وحدها ربّة الفّن
فمـــا أن للفـــنّ ربّ ثــان
ذاع من صوتها لها اليوم صيت
عــمّ كـلّ الأمصـار والبلـدان
مــا تغنّـت إلا وقـد سـحرتنا
بافتنــان لهـا وأيّ افتنـان
فـي الأغـاني تمثّل الحبّ تمثي
لاً صــريحاً بصــوتها الفتّـان
يتجلّـى فـي لحنها مشهد الحبّ
أوان الوصـــال والهجـــران
فتريـك المحـبّ عنـد التنائي
وتريـك المحـبّ عنـد التداني
وتريـك الحـبيب عنـد افتراق
وتريـك الحـبيب عنـد اقتران
كـل هـذا فـي صـوتها يتجلّـى
مــن خلال الأنغــام والألحـام
صــفحات مـن الغـرام تراهـا
ظـاهراتٍ فـي صـوتها للعيـان
تنشد الشعر في الغناء فتأتي
بلحــون مطابقــات المعـاني
فـإذا أنشـدت عن الوصل أبدت
فيـه لحـن المسـرور والجذلان
وإذا أنشـدت عـن الهجر جاءت
بلحــون تـدعو إلـى الأحـزان
كـم سـقتنا كأس السرور بلحنٍ
وبلحــن كأســاً مـن الأشـجان
تفهـم الـروح منطق الحبّ مما
تتغنّـــى بـــه بلا ترجمــان
فكـأنّ الأنغام في الصوت منها
ناطقــات لنــا بغيـر لسـان
قـد سـمعنا غناءهـا فعرفنـا
كيـف فعـل الغناء في الإنسان
حسـن صـوت يزينـه حسـن لحـن
فيــه للسـامعين حسـن بيـان
نــبرات فـي صـوتها مشـجيات
تـترك السـامعين فـي هيجـان
تســترق القلـوب منـا بصـوت
نعبــد الحسـن منـه بـالآذان
كـل لحـن إذا سـمعناه منهـا
دبّ فينـا دبيـب بنـت الحـان
فـي وقـار الحليم تجعلنا طو
راً وطـوراً فـي خفّـة النشوان
نتفـانى فـي الاسـتماع إليها
ونـرى لـذّة لنـا في التفاني
وترانــا نهــتز حيـن تغنّـي
فكأنهـا فـي حالـة الطيـران
وكــأن الأرواح إذا تتعــالى
طربــاً جــردت مــن الأبـدان
هـي فـي مرتقى الأغاريد تعلو
حيـن تشـدو ونحـن فـي خطران
يشـعر المرء حين يصغي إليها
بغــرام مـن صـوتها روحـاني
بنـت فـنّ غنّـت لنـا فسـقتنا
مـن فنـون الغنـاء بنت دنان
هكـذا فلتكـن يـد الفن عليا
هكــذا فليكــن علا الفنّــان
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.