
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قصـدوا الرياضة لاعبين وبينهم
كــرة تـراض بلعبهـا الأجسـام
وقفـوا لهـا متشـمّرين فالقيت
فتعاورتهــا منهــم الأقــدام
يتراكضـون وراءهـا فـي سـاحة
للســوق معــترك بهـا وصـدام
وبرفـس أرجلهـم تسـاق وضربها
بــالكفّ عنـد اللاعـبين حـرام
ولقد تحلَق في الهواء وأن هوت
شرعوا الرءوس فناطحتها الهام
وتخالهـا حينـاً قذيفـة مـدفع
فتمـــرّ صــائتة لهــا أرزام
ولربمـا سـقطت فقـام حيالهـا
للضـرب عبـل السـاعدَين همـام
فتخالهــا وتخــاله كفريســةٍ
سـقطت فزمجـر دونهـا الضرغام
لا تســـتقرّ بحالــة فكأنهــا
أمــل بــه تتقــاذف الأوهـام
تنحـو الشـمال بضـربةٍ فيردّها
نجــو الجنــوب ملاعــب لطّـام
وتمـر واثبـةً علـى وجه الثرى
مـــراً كمــا تتــواثب الآرام
وتـدور بيـن اللاعـبين فمحجِـم
عنهــا وآخــر ضــارب مقـدام
وكأنهـا والقـوم يَحتـوِ شونها
قلـــبٌ عليـــه تهــاجم الآلام
راضـوا بها الأبدان بعد طلابهم
علمــاً تـراض بدرسـه الأفهـام
أبنــاء مدرســة أولاء وكلّهـم
يفــع مريــر المرفقيــن غلام
لابـد مـن هـزل النفـوس فجدّها
تعـبٌ وبعـض مزاحهـا اسـتجمام
فـإذا شغلت العقل فالْهُ سويعةً
فـاللهو للعقـل الطليـح جمام
والفكــر منهكـة فباسـتمراره
تهـن العقـول وتهـزل الأجسـام
ورياضـة الأبـدان ملعبـة بهـا
حفظـت نشـاط جسـومها الأقـوام
أن الجسـوم إذا تكـون نشـيطةً
تقــوى بفضــل نشـاطها الأحلام
هـذي ملاعبهـم فجسـمك رض بهـا
وأسـلك مسـالكهم عـداك الذام
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.