
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا مــن مبلــغ عنّـي زنيمـاً
مـن اللقطـاء ذا نـزق وهَـذر
أتعلـم أن أمـك فـي البغايا
تبيـح النيـك مـن قبـل ودبر
وأن أبــــاك مغتصـــب وزان
عشـيّة ناكهـا مـن غيـر أجـر
وقـد ولـدتك مـن دبـر خداجاً
فجئت بمنظــر كالــدبر قـذر
بوجهـك صـفرة مـن غيـر سـقم
كـأن قـد ذرّ فيـه فتـات بعر
وشـدقك فيـه تزدحـم المخازي
وتزخـر بـالخنى كزخـور بحـر
فتعلــو مــن ســفاهته بمـدّ
وتســفل مــن فهـاهته بجـزر
خلفـت مـن الشـرور فكنت شرّاً
تعــذّر منــه فاعـل كـلّ شـرّ
فــإن تسـكت فمـن حصـرٍ وعـيّ
وإن تنطــق فعـن كـذب وهجـر
وأن تفعـل ففعلـك فعـل وَغـد
وأن تــترك فمـن زجـر وقهـر
ولــدت لزنيــة ونشـأت نغلاً
ربيبـاً فـي حجـور ذوات عهـر
تلاقـي النـاس فـي وجـه وقاح
لــه سـحناء مـن خبـث ونكـر
تعــوّد أن يلــوح بلا حيــاءٍ
وأن لا يســتهين بغيــر حــرّ
فيا كلب الزنى ما شئت فانبح
فليــس كريـه نَبحـك بالمضـر
فـإن تـزد النبيح نزدك زجراً
وهـل قـدر النوابـح غير زجر
وإنـن لـم تنزجر زدناك طرداً
وصـتنا عنـد طـردك صـوت نقر
ولســت بمعجـزي أبـداً فـإنّي
علـى كَبـح الغواة قصرت عمري
شــحاك علـي بـالنكراء شـاح
وكـم أغـراك بالنبهـاء مغـر
ولسـت لمـن دعـاك بكلـب صيدٍ
ولكــن كلــب نــائرةٍ وغـدر
فكـم مـن فتنـةٍ قد كان فيها
نعيــرك عاصـفاً للشـرّ يـذري
عجبــت لنهشـك الأعـراض جهلاً
وأمّـك فرتنـي والنـاس تـدري
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.