
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَا طَرَقَتْنَــا بِالْمَدِينَــةِ بَعْـدَمَا
طَلَى اللَّيْلُ أَذْنَابَ النِّجَادِ فَأَظْلَمَا
تَخَطَّـتْ إِلَيْنَا الدُّورَ وَالسُّوقَ كُلَّهَا
وَمَـنْ كَـانَ فِيهَا مِنْ فَصِيحٍ وَأَعْجَمَا
عَشــِيَّةَ وَافَـى مِـنْ قُرَيْـشٍ وَعَـامِرٍ
وَمِــنْ غَطَفَـانَ مَـأْتَمٌ رُزْنَ مَأْتَمَـا
يَمِحْــنَ بِــأَطْرَافِ الـذُّيُولِ عَشـِيَّةً
كَمَـا بَهَرَ الْوَعْثُ الْهِجَانَ الْمَزَنَّمَا
كَـأَنَّ السُّرَى أَهْدَتْ لَنَا بَعْدَمَا وَنَى
مِـنَ اللَّيْـلِ سـُمَّارُ الدَّجَاجِ فَنَوَّمَا
رَبِيبَــةَ حُـرٍّ دَافَعَـتْ فِـي حُقُـوفِهِ
رَخَـاخَ الثَّـرَى وَالْأُقْحُوَانَ الْمُدَيَّمَا
تُرَاعِـي شـَبُوباً فِـي الْمَرَادِ كَأَنَّهُ
سـُهَيْلٌ بَـدَا فِـي عَارِضٍ مِنْ يَلَمْلَمَا
تَظَـلُّ الرُّخَـامَى غَضـَّةً فِـي مَـرَادِهِ
مِـنَ الْأَمْـسِ أَعْلَى لِيطِهَا قَدْ تَهَضَّمَا
حَشـَا ضـِغْثَ شـُقَّارَى شَرَاسـِيفَ ضُمَّراً
تَخَـذَّمَ مِـنْ أَطْرَافِهَـا مَـا تَخَـذَّمَا
يَبِيــتُ عَلْيَهِمَـا طَاوِيـاً بِمَبِيتِـهِ
بِمَـا خَـفَّ مِنْ زَادٍ وَمَا طَابَ مَطْعَمَا
يَظَـلُّ إِلَـى أَرْطَـأَةِ حِقْـفٍ يُثِيرُهَـا
يُكَابِـدُ عَنْهَـا تُرْبَهَـا أَنْ يُهَـدَّمَا
يَبِيــتُ وَحُـرِّيٌّ مِـنَ الرَّمْـلِ تَحْتَـهُ
إلَـى نَعِـجٍ مِنْ ضَائِنِ الرَّمْلِ أَهْيَمَا
كَــاَنَّ مَجْوِســِيّاً أَتَـى دُونَ ظِلِّهَـا
وَمَـاتَ النَّـدَى مِنْ جَانِبَيْهِ فَأَصْرَمَا
غَـدَا كَالْفِرِنْـدِ الْعَضْبِ يَهْتَزُّ مَتْنُهُ
مِـنَ الْعِتْـقِ لَـوْلَا لِيتُـهُ لَتَحَطَّمَـا
تَــوَرِّعُهُ الْأَهْــوَالُ مِـنْ دُونِ هَمِّـهِ
كَمَا وَرَّعَ الرَّاعِي الْفَنِيقَ الْمُسَدَّمَا
لَنَــا حَاضــِرٌ فَخْـمٌ وَبَـادٍ كَـأنَّهُ
شــَمَارِيخُ رَضــْوَى عِــزَّةً وَتَكَرُّمَـا
نُقَطِّــعُ أَوْسـَاطَ الْحُقُـوفِ لِقَوْمِنَـا
إِذَا طُلِبَـتْ فـي غَيْـرِ أَنْ تَتَهَضـَّمَا
لَنَــا أَصـْلُهَا ولِلسـَّمَاحِ صـُدُورُهَا
وَنُنْصـِفُ مَوْلَانَـا وَإِنْ كَـانَ أَظْلَمَـا
وَصـَهْبَاءَ يَسْتَوشِي بِذِي اللُّبِّ مِثْلُهَا
قَرَعْتُ بِهَا نَفْسِي إِذَا الدِّيكُ أَعْتَمَا
تَمَزَّزْتُهَــا صـِرْفاً وَقَـارَعْتُ دَنَّهَـا
بِعُـــودِ أَرَاكٍ هَـــزَّهُ فَتَرَنَّمَـــا
تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِل، مِنْ قَبِيلَةِ العَجْلانِ إِحْدَى بُطُونِ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكَنَّى بِأَبِي كَعْبٍ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، لكِنَّهُ ظَلَّ يَحِنُّ فِي شِعْرِهِ إِلَى أَيّامِ الجاهِلِيَّةِ وَكانَ جافِياً فِي الدِّينِ، وَتَمَيَّزَ فِي شِعْرِهِ بِوَصْفِ القَدَحِ فَيُقالُ: قَدَحُ ابْنِ مُقْبِلٍ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسِ الخَمْسَةِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ وَيُقالُ إِنَّهُ عاشَ مِئَةً وَعِشْرِينَ عاماً، وَقَدْ تُوُفِّيَ بَعْدَ عامِ 73ه.