
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَا لَيْــتَ رَيْعَــانَ الشـَّبَابِ جَدِيـدُ
وَدَهْــراً تَــوَلَّى يَـا بُثَيْـنَ يَعُـودُ
فَنَبْقَــى كَمَـا كُنَّـا نَكُـونُ وَأَنْتُـمُ
قَرِيــبٌ وَإِذْ مَــا تَبْــذُلِينَ زَهِيـدُ
وَمَـا أَنْـسَ مِ الْأَشْيَاءِ لَا أَنْسَ قَوْلَهَا
وَقَــدْ قُرِّبَــتْ نَضـْوِي أَمِصـْرَ تُرِيـدُ
وَلَا قَوْلَهَـا لَـوْلَا الْعُيُونُ الَّتِي تَرَى
لَزُرْتُــكَ فَاعْــذُرْنِي فَــدَتْكَ جُـدُودُ
خَلِيلَـيَّ مَـا أَلْقَـى مِنَ الْوَجْدِ بَاطِنٌ
وَدَمْعِـي بِمَـا أُخْفِـي الْغَـدَاةَ شَهِيدُ
أَلَا قَــدْ أَرَى وَاللَّـهِ أَنْ رُبَّ عَبْـرَةٍ
إِذَا الــدَّارُ شـَطَّتْ بَيْنَنَـا سـَتَزِيدُ
إِذَا قُلْـتُ مَـا بِي يَا بُثَيْنَةُ قَاتِلِي
مِــنَ الْحُــبِّ قَـالَتْ ثَـابِتٌ وَيَزِيـدُ
وَإِنْ قُلْـتُ رُدِّي بَعْـضَ عَقْلِـي أَعِشْ بِهِ
تَــوَلَّتْ وَقَــالَتْ ذَاكَ مِنْــكَ بَعِيـدُ
فَلَا أَنَـا مَـرْدُودٌ بِمَـا جِئْتُ طَالِبـاً
وَلَا حُبُّهَــا فِيمَــا يَبِيــدُ يَبِيــدُ
جَزَتْـكِ الْجَـوَازِي يَـا بُثَيْـنَ سـَلَامَةً
إِذَا مَــا خَلِيـلٌ بَـانَ وَهْـوَ حَمِيـدُ
وَقِلْـتُ لَهَـا بَيْنِـي وَبَيْنَـكِ فَاعْلَمِي
مِــنَ اللَّــهِ مِيثَــاقٌ لَـهُ وَعُهُـودُ
وَقَـدْ كَـانَ حُبِّكُـمْ طَرِيفـاً وَتَالِـداً
وَمَــا الْحُــبُّ إِلَّا طَــارِفٌ وَتَلِيــدُ
وَإِنَّ عَـرُوضَ الْوَصـْلِ بَيْنِـي وَبَيْنَهَـا
وَإِنْ ســـَهَّلَتْهُ بِـــالْمُنَى لَكَــؤُودُ
وَأَفْنَيْـتُ عُمْـرِي بِانْتِظَـارِيَ وَعْـدَهَا
وَأَبْلَيْـتُ فِيهَـا الـدَّهْرَ وَهْـوَ جَدِيدُ
فَلَيْـتَ وُشـَاةَ النَّـاسِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
يَــدُوفُ لَهُــمْ ســُمّاً طَمَـاطِمُ سـُودُ
وَلَيْتَهُــمُ فِــي كُـلِّ مُمْسـىً وَشـَارِقٍ
تُضـــَاعِفُ أَكْبَــالٌ لَهُــمْ وَقُيُــودُ
وَيَحْسـَبُ نِسـْوَانٌ مِـنَ الْجَهْـلِ أَنَّنِـي
إِذَا جِئْتُ إِيَّـــاهُنَّ كُنْـــتُ أُرِيــدُ
فَأَقْســِمُ طَرْفِــي بَيْنَهُــنَّ فَيَسـْتَوِي
وَفِــي الصـَّدْرِ بَـوْنٌ بَيْنَهُـنَّ بَعِيـدُ
أَلَا لَيْـتَ شـِعْرِي هَـلْ أَبِيتَـنَّ لَيْلَـةً
بِــوَادِي الْقُـرَى إِنِّـي إِذَنْ لَسـَعِيدُ
وَهَـلْ أَهْبِطَـنْ أَرْضـاً تَظَـلُّ رِيَاحُهَـا
لَهَـا بِالثَّنَايَـا الْقَاوِيَـاتِ وَئِيـدُ
وَهَـلْ أَلْقَيَـنْ سـُعْدَى مِنَ الدَّهْرِ مَرَّةً
وَمَـا رَثَّ مِـنْ حَبْـلِ الصـَّفَاءِ جَدِيـدُ
وَقَـدْ تَلْتَقِـي الْأَشـْتَاتُ بَعْـدَ تَفَـرُّقٍ
وَقَـدْ تُـدْرَكُ الْحَاجَـاتُ وَهْـيَ بَعِيـدُ
وَهَــلْ أَزْجُــرَنْ حَرْفــاً عَلَاةً شـِمِلَّةً
بِخَــرْقٍ تُبَارِيهَــا ســَوَاهِمُ قُــودُ
عَلَــى ظَهْــرِ مَرْهُـوبٍ كَـأَنَّ نَشـُوزَهُ
إِذَا جَـــازَ هُلَّاكُ الطَّرِيــقِ رُقُــودُ
سـَبَتْنِي بِعَيْنَـيْ جُـؤْذُرٍ وَسـْطَ رَبْـرَبٍ
وَصــَدْرٌ كَفَــاثُورِ اللُّجَيْــنِ وَجِيـدُ
تَزِيـفُ كَمَـا زَافَـتْ إِلَـى سـَلِفَاتِهَا
مُبَاهِيَـــةٌ طَــيَّ الْوِشــَاحِ مَيُــودُ
إِذَا جِئْتُهَـا يَوْماً مِنَ الدَّهْرِ زَائِراً
تَعَــرَّضَ مَنْفُــوضُ الْيَــدَيْنِ صــَدُودُ
يَصــُدُّ وَيُغْضـِي عَـنْ هَـوَايَ وَيَجْتَنِـي
ذَنُوبـــاً عَلَيْهَــا إِنَّــهُ لَعَنُــودُ
فَأَصــْرِمُهَا خَوْفــاً كَــأَنِّي مُجَـانِبٌ
وَيَغْفَـــلُ عَنَّـــا مَـــرَّةً فَنَعُــودُ
وَمَنْ يُعْطَ فِي الدُّنْيَا قَرِيناً كَمِثْلِهَا
فَــذَلِكَ فِــي عَيْـشِ الْحَيَـاةِ رَشـِيدُ
يَمُـوتُ الْهَـوَى مِنِّي إِذَا مَا لَقِيتُهَا
وَيَحْيَـــا إِذَا فَارَقْتُهَــا فَيَعُــودُ
يَقُولُـونَ جَاهِـدْ يَـا جَمِيـلُ بِغَـزْوَةٍ
وَأَيَّ جِهَــــادٍ غَيْرُهُــــنَّ أُرِيـــدُ
لِكُـــلِّ حَـــدِيثٍ بَيْنَهُــنَّ بَشَاشــَةٌ
وَكُـــلُّ قَتِيـــلٍ عِنْـــدَهُنَّ شــَهِيدُ
وَأَحْســَنُ أَيَّــامِي وَأَبْهَــجُ عِيشـَتِي
إِذَا هِيــجَ بِـي يَوْمـاً وَهُـنَّ قُعُـودُ
تَــذَكَّرْتُ لَيْلَــى فَــالْفُؤَادُ عَمِيـدُ
وَشــَطَّتْ نَوَاهَــا فَــالْمَزَارُ بَعِيـدُ
عَلِقْـتُ الْهَوَى مِنْهَا وَلِيداً فَلَمْ يَزَلْ
إِلَـى الْيَـوْمِ يَنْمِـي حُبُّهَـا وَيَزِيـدُ
فَمَـــا ذُكِــرَ الْخِلَّانُ إِلَّا ذَكَرْتُهَــا
وَلَا الْبُخْــلُ إِلَّا قُلْــتُ سـَوْفَ تَجُـودُ
إِذَا فَكَّـرَتْ قَـالَتْ قَـدِ ادْرَكْـتُ وُدَّهُ
وَمَــا ضــَرَّنِي بُخْلِـي فَكَيْـفَ أَجُـودُ
فَلَـوْ تُكْشـَفُ الْأَحْشـَاءُ صـُودِفَ تَحْتُهَا
لِبَثْنَـــةَ حُـــبٌّ طَـــارِفٌ وَتَلِيــدُ
أَلَـمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ ذِي الْوَدْعِ أَنَّنِي
أُضــَاحِكُ ذِكْرَاكُــمْ وَأَنْــتِ صــَلُودُ
فَهَـلْ أَلْقَيَـنْ فَـرْداً بُثَيْنَـةَ لَيْلَـةً
تَجُــودُ لَنَــا مِــنْ وُدِّهَـا وَنَجُـودُ
وَمَـنْ كَـانَ فِـي حُبِّـي بُثَيْنَةَ يَمْتَرِي
فَبَرْقَــاءُ ذِي ضــَالٍ عَلَــيَّ شــَهِيدُ
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.