
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَقَى مَنْزِلَيْنَـا يَـا بُثَيْـنَ بِحَاجِرِ
عَلَــى الْهَجْـرِ مِنَّـا صـَيِّفٌ وَرَبِيـعُ
وَدَوْرَكِ يَـا لَيْلَـى وَإِنْ كُـنَّ بَعْدَنَا
بَلِيــنَ بِلَــىً لَـمْ تَبْلَهُـنَّ رُبُـوعُ
وَخَيْمَاتِـكِ اللَّاتِـي بِمُنْعَـرَجِ اللَّوَى
لَقُمْرِيِّهَـــا بِالْمُشــْرِقِينَ ســَجِيعُ
يُزَعْـزِعُ فِيهَـا الرِّيـحُ كُـلَّ عَشـِيَّةٍ
هَزِيــمٌ بِســُلَّافِ الرِّيَــاحِ رَجِيــعُ
وَإِنِّـيَ أَنْ يَعْلَى بِكِ اللَّوْمُ أَوْ تُرَيْ
بِــدَارِ أَذىً مِــنْ شــَامِتٍ لَجُـزُوعُ
وَإِنِّـي عَلَى الشَّيْءِ الَّذِي يُلْتَوَى بِهِ
وَإِنْ زَجَرَتْنِـــي زَجْـــرَةً لَوَرِيــعُ
فَقَــدْتُكِ مِـنْ نَفْـسٍ شـَعَاعٍ فَـإِنَّنِي
نَهَيْتُــكِ عَــنْ هَـذَا وَأَنْـتِ جَمِيـعُ
فَقَرَّبْـتِ لِـي غَيْـرَ الْقَرِيبِ وَأَشْرَفَتْ
هُنَــاكَ ثَنَايَــا مَـا لَهُـنَّ طُلُـوعُ
يَقُولُــونَ صــَبٌّ بِـالْغَوَانِي مُوَكَّـلٌ
وَهَـلْ ذَاكَ مِـنْ فِعْـلِ الرِّجَالِ بَدِيعُ
وَقَالُوا رَعَيْتَ اللَّهْوَ وَالْمَالُ ضَائِعٌ
فَكَالنَّــاسِ فِيهُــمْ صـَالِحٌ وَمُضـِيعُ
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.