
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتَــانِيَ عَــنْ مَـرْوَانَ بِـالْغَيْبِ أَنَّـهُ
مُقِيــدٌ دَمِـي أَوْ قَـاطِعٌ مِـنْ لِسـَانِيَا
فَفِـي الْعِيـسِ مَنْجَـاةٌ وَفِي الْأَرْضِ مَذْهَبٌ
إِذَا نَحْــنُ رَفَّعْنَــا لَهُـنَّ الْمَثَانِيَـا
وَرَدَّ الْهَــوَى أُثْنَـانُ حَتَّـى اسـْتَفَزَّنِي
مِـنَ الْحُـبِّ مَعْطُـوفُ الْهَـوَى مِنْ بِلَادِيَا
أَقُـولُ لِـدَاعِي الْحُـبِّ وَالْحِجْـرُ بَيْنَنَا
وَوَادِي الْقُــرَى لَبَّيْـكَ لَمَّـا دَعَانِيَـا
وَعَــاوَدْتُ مِــنْ خِــلٍّ قَـدِيمٍ صـَبَابَتِي
وَأَظْهَـرْتُ مِـنْ وَجْـدِي الَّذِي كَانَ خَافِيَا
وَقَــالُوا بِــهِ دَاءٌ عَيَــاءٌ أَصــَابَهُ
وَقَــدْ عَلِمَــتْ نَفْسـِي مَكَـانَ دَوَائِيَـا
أَمَضــْرُوبَةٌ لَيْلَــى عَلَـى أَنْ أَزُورَهَـا
وَمُتَّخِــذٌ ذَنْبــاً لَهَــا أَنْ تَرَانِيَــا
هِــيَ الســِّحْرُ إِلَّا أَنَّ لِلســِّحْرِ رُقِيَـةً
وَإِنِّـيَ لَا أُلْفِـي لَهَـا الـدَّهْرَ رَاقِيَـا
أُحِـــبُّ الْأَيَــامَى إِذْ بُثَيْنَــةُ أَيِّــمٌ
وَأَحْبَبْــتُ لَمَّـا أَنْ غَنِيـتِ الْغَوَانِيَـا
أُحِـبُّ مِـنَ الْأَسـْمَاءِ مَـا وَافَـقَ اسْمَهَا
وَأَشــْبَهَهُ أَوْ كَــانَ مِنْــهُ مُــدَانِيَا
وَدِدْتُ عَلَــى حُـبِّ الْحَيَـاةِ لَـوَ انَّهَـا
يُـزَادُ لَهَـا فِـي عُمْرِهَـا مِـنْ حَيَاتِيَا
وَأَخْبِرْتُمَـــانِي أَنَّ تَيْمَـــاءَ مَنْــزِلٌ
لِلَيْلَى إِذَا مَا الصَّيْفُ أَلْقَى الْمَرَاسِيَا
فَهَـذِي شـُهُورُ الصـَّيْفِ عَنَّـا قَدِ انْقَضَتْ
فَمَـا لِلنَّـوَى تَرْمِـي بِلَيْلَى الْمَرَامِيَا
وَأَنْـتِ الَّتِـي إِنْ شـِئْتِ أَشـْقَيْتِ عِيشَتِي
وَإِنْ شـِئْتِ بَعْـدَ اللَّـهَ أَنْعَمْـتِ بَالِيَا
وَأَنْـتِ الَّتِـي مَـا مِـنْ صـَدِيقٍ وَلَا عِداً
يَـرَى نِضـْوَ مَـا أَبْقَيْـتِ إِلَّا رَثَـى لِيَا
وَمَـا زِلْـتِ بِـي يَا بُثْنَ حَتَّى لَوَ اَنَّنِي
مِـنَ الْوَجْـدِ أَسْتَبْكِي الْحَمَامَ بَكَى لِيَا
إِذَا خَــدِرَتْ رِجْلِــي وَقِيــلَ شـِفَاؤُهَا
دُعَــاءُ حَبِيــبٍ كُنْــتِ أَنْـتِ دُعَائِيَـا
إِذَا مَــا لَـدِيغٌ أَبْـرَأَ الْحَلْـيُ دَاءَهُ
فَحَلْيُــكِ أَمْســَى يَـا بُثَيْنَـةُ دَائِيَـا
وَمَـا أَحْـدَثَ النَّـأْيُ الْمُفَـرِّقُ بَيْنَنَـا
ســُلُوّاً وَلَا طُــولُ اجْتِمَــاعٍ تَقَالِيَـا
وَلَا زَادَنِـــي الْوَاشــُونَ إِلَّا صــَبَابَةً
وَلَا كَثْـــرَةُ الْوَاشــِينَ إِلَّا تَمَادِيَــا
أَلَـمْ تَعْلَمِـي يَـا عَذْبَـةَ الرِّيقِ أَنَّنِي
أَظَــلُّ إِذَا لَــمْ أَلْـقَ وَجْهَـكِ صـَادِيَا
لَقَـدْ خِفْـتُ أَنْ أَلْقَـى الْمَنِيَّـةَ بَغْتَـةً
وَفِـي النَّفْـسِ حَاجَـاتٌ إِلَيْـكِ كَمَا هِيَا
وَإِنِّـــي لَيُنْســِينِي لِقَــاؤُكِ كُلَّمَــا
لَقِيتُــكِ يَوْمــاً أَنْ أَبُثَّـكِ مَـا بِيَـا
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.