
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا صـَاحِ عَنْ بَعْضِ الْمَلَامَةِ أَقْصِرِ
إِنَّ الْمُنَـى لِلِقَـاءِ أُمِّ الْمِسـْوَرِ
وَكَـأَنَّ طَارِقَهَـا عَلَى عِلَلِ الْكَرَى
وَالنَّجْـمُ وَهْنـاً قَـدْ دَنَا لِتَغُورِ
يَســْتَافُ رِيـحَ مَدَامَـةٍ مَعْجُونَـةٍ
بِـذَكِيِّ مِسـْكٍ أَوْ سـَحِيقِ الْعَنْبَـرِ
إِنِّــي لَأَحْفَــظُ غَيبَكُـمْ وَيَسـُرُّنِي
لَـوْ تَعْلَمِيـنَ بِصـَالِح أَنْ تُذْكَرِي
وَيَكُـونُ يَـوْمٌ لَا أَرَى لَـكِ مُرْسَلاً
أَوْ نَلْتَقِــي فِيـهِ عَلَـيَّ كَأَشـْهُرِ
يَـا لَيْتَنِـي أَلْقَى الْمَنِيَّةَ بَغْتَةً
إِنْ كَـانَ يَـوْمُ لِقَائِكُمْ لَمْ يُقْدِرِ
أَوْ أَسـْتَطِيعُ تَجَلُّـداً عَـنْ ذِكْرِكُمْ
فَيَفِيـقُ بَعْـضُ صـَبَابَتِي وَتُفَكِّـرِي
لَـوْ تَعْلَمِينَ بِمَا أُجِنُّ مِنَ الْهَوَى
لَعَـذَرْتِ أَوْ لَظَلَمْتِ إِنْ لَمْ تَعْذِرِي
وَاللَّـهِ مَـا لِلْقَلْبِ مِنْ عِلْمٍ بِهَا
غَيْـرُ الظُّنُونِ وَغَيْرُ قَوْلِ الْمُخْبِرِ
لَا تَحْسـَبِي أَنِّـي هَجَرْتُـكِ طَائِعـاً
حَــدَثٌ لَعَمْـرُكِ رَائِعٌ أَنْ تُهْجَـرِي
وَلَتَبْكِيَنِّـي الْبَاكِيَـاتُ وَإِنْ أَبُحْ
يَوْمـاً بِسـِرِّكِ مُعْلِنـاً لَـمْ أُعْذَرِ
يَهْوَاكِ مَا عِشْتُ الْفُؤَادُ فَإِنْ أَمُتْ
يَتْبَـعْ صـَدَايَ صـَدَاكِ بَيْنَ الْأَقْبُرِ
إِنِّـي إِلَيْـكِ بِمَـا وَعَـدْتِ لَنَاظِرٌ
نَظَرَ الْفَقِيرِ إِلَى الْغَنِيِّ الْمُكْثِرِ
تُقْضَى الدُّيُونُ وَلَيْسَ يُنْجِزُ مَوْعِداً
هَـذَا الْغَرِيـمُ لَنَا وَلَيْسَ بِمُعْسِرِ
مَـا أَنْـتِ وَالْوَعْدُ الَّذِي تَعِدِينِي
إِلَّا كَبَــرْقِ ســَحَابَةٍ لَـمْ تُمْطِـرِ
قَلْبِـي نَصـَحْتُ لَـهُ فَـرَدَّ نَصِيحَتِي
فَمَتَــى هَجَرْتِيـهِ فَمِنْـهُ تَكَثَّـرِي
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.