
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَقُلْـتُ لَهَا اعْتَلَلْتِ بِغَيْرِ ذَنْبٍ
وَشَرُّ النَّاسِ ذُو الْعِلَلِ الْبَخِيلُ
فَفَـاتِينِي إِلَـى حَكَمٍ مِنَ اهْلِي
وَأَهْلِــكِ لَا يَحِيــفُ وَلَا يَمِيـلُ
فَقَـالَتْ أَبْتَغِي حَكَماً مِنَ اهْلِي
وَلَا يَدْرِي بِنَا الْوَاشِي الْمَحُولُ
فَوَلَّيْنَـا الْحُكُومَـةَ ذَا سـُجُوفٍ
أَخـاً دِنْيَـا لَـهُ طَـرْفٌ كَلِيـلُ
فَقُلْنَـا مَـا قَضـَيْتَ بِهِ رَضِينَا
وَأَنْـتَ بِمَـا قَضـَيْتَ بِـهِ كَفِيلُ
قَضـَاؤُكَ نَافِـذٌ فَـاحْكُمْ عَلَيْنَا
بِمَـا تَهْـوَى وَرَأْيُـكَ لَا يَفِيـلُ
وَقُلْـتُ لَـهُ قُتِلْـتُ بِغَيْـرِ جُرْمٍ
وَغِــبُّ الظُّلْـمِ مَرْتَعُـهُ وَبِيـلُ
فَسـَلْ هَـذِي مَتَـى تَقْضِي دُيُونِي
وَهَلْ يَقْضِيكَ ذُو الْعِلَلِ الْمَطُولُ
فَقَــالَتْ إِنَّ ذَا كَــذِبٌ وَبُطْـلٌ
وَشــَرٌّ مِــنْ خُصــُومَتِهِ طَوِيـلُ
أَأَقْتُلَـهُ وَمَـا لِـي مِـنْ سـِلَاحٍ
وَمَـا بِـي لَـوْ أُقَـاتِلَهُ حَوِيلُ
وَلَـمْ آخُـذْ لَـهُ مَـالاً فَيُلْفَـى
لَــهُ دَيْـنٌ عَلَـيَّ كَمَـا يَقُـولُ
وَعِنْــدَ أَمِيرِنَـا حُكْـمٌ وَعَـدْلٌ
وَرَأْيٌ بَعْـــدَ ذَلِكُــمُ أَصــِيلُ
فَقَـالَ أَمِيرُنَـا هَاتُوا شُهُوداً
فَقُلْـتُ شَهِيدُنَا الْمَلِكُ الْجَلِيلُ
فَقَـالَ يَمِينَهَـا وَبِـذَاكَ أَقْضِي
وَكُــلُّ قَضــَائِهِ حَســَنٌ جَمِيـلُ
فَبَتَّـتْ حَلْفَـةً مَـا لِـي لَدَيْهَا
نَقِيـــرٌ أَدَّعِيــهِ وَلَا فَتِيــلُ
فَقُلْـتُ لَهَـا وَقَدْ غُلِبَ التَّعَزِّي
أَمَـا يُقْضـَى لَنَا يَا بُثْنَ سُولُ
فَقَــالَتْ ثُـمَّ زَجَّـتْ حَاجِبَيْهَـا
أَطَلْـتَ وَلَسـْتَ فِـي شـَيْءٍ تُطِيلُ
فَلَا يَجِــدَنَّكَ الْأَعْــدَاءُ عِنْـدِي
فَتَثْكَلَنِــي وَإِيَّــاكَ الثَّكُـولُ
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.