
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَسـْمِ دَارٍ وَقَفْـتُ فِـي طَلَلِهْ
كُدْتُ أَقْضِي الْغَدَاةَ مِنْ جَلَلِهْ
مُوحِشـاً مَـا تَـرَى بِهِ أَحَداً
تَنْتَسـِجُ الرِّيحُ تُرْبَ مُعْتَدِلِهْ
وَصـَرِيعاً مِـنَ الثُّمَـامِ تَرَى
عَارِمَـاتِ الْمَـدَبِّ فِـي أَسَلِهْ
بَيْـنَ عَلْيَـاءِ وَابِـشٍ فَبُلِـيٍّ
فَـالْغَمِيمِ الَّـذِي إِلَى جَبَلِهْ
وَاقِفـاً فِـي دِيَارِ أُمُّ حُسَيْنٍ
مِـنْ ضـُحَى يَـوْمِهِ إِلَى أُصُلِهْ
يَــا خَلِيلَـيَّ إِنَّ أُمَّ حُسـَيْنٍ
حِينَ يَدْنُو الضَّجِيعُ مِنْ عَلَلِهْ
رَوْضـَةٌ ذَاتُ حَنْـوَةٍ وَخُزَامَـى
جَادَ فِيهَا الرَّبِيعُ مِنْ سَبَلِهْ
بَيْنَمَـا هُـنَّ بِـالْأَرَاكِ مَعـاً
إِذْ بَـدَا رَاكِـبٌ عَلَـى جَمَلِهْ
فَتَــأَطَّرْنَ ثُــمَّ قُلْـنَ لَهَـا
أَكْرِمِيـهِ حُيِّيـتِ فِـي نُزُلِـهْ
فَظَلِلْنَـا بِنِعْمَـةٍ وَاتَّكَأْنَـا
وَشـَرِبْنَا الْحَلَالَ مِـنْ قُلَلِـهْ
قَـدْ أَصـُونُ الْحَدِيثَ دُونَ أَخٍ
لَا أَخَـافُ الْأَذَاةَ مِـنْ قِبَلِـهْ
غَيْـرَ مَـا بِغْضَةٍ وَلَا لِاجْتِنَابٍ
غَيْـرَ أَنِّـي أَلَحْـتُ مِنْ وَجَلِهْ
وَخَلِيــلٍ صــَافَيْتُ مُرْضــِياً
وَخَلِيـلٍ فَـارَقْتُ مِـنْ مَلَلِـهْ
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.