
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَـمْ تَسـْأَلِ الدَّارَ الْقَدِيمَةَ هَلْ لَهَا
بِــأُمِّ حُسـَيْنٍ بَعْـدَ عَهْـدِكَ مِـنْ عَهْـدِ
سـَلِي الرَّكْـبَ هَـلْ عُجْنَا لِمَغْنَاكِ مَرَّةً
صـُدُورَ الْمَطَايَـا وَهْـيَ مُـوْقَرَةٌ تَخْدِي
وَهَـلْ فَاضـَتِ الْعَيْـنُ الشَّرُوقُ بِمَائِهَا
مِـنَ اجْلِكِ حَتَّى اخْضَلَّ مِنْ دَمْعِهَا بَرْدِي
وَإِنِّـي لَأَسـْتَجْرِي لَـكِ الطَّيْـرَ جَاهِـداً
لَتَجْـرِي بِيُمْـنٍ مِـنْ لِقَـائِكِ أَوْ سـَعْدِ
وَإِنِّـي لَأَسـْتَبْكِي إِذَا الرَّكْـبُ غَـرَّدُوا
بِذِكْرَاكِ أَنْ يَحْيَا بِكِ الرَّكْبُ إِذْ يَحْدِي
فَهَــلْ تَجْزِيَنِّــي أُمُّ عَمْــروٍ بِوِدِّهَـا
فَـإِنَّ الَّـذِي أُخْفِي بِهَا فَوْقَ مَا أُبْدِي
وَكُــلُّ مُحِــبٍّ لَـمْ يَـزِدْ فَـوْقَ جُهْـدِهِ
وَقَدْ زِدْتُهَا فِي الْحُبِّ مِنِّي عَلَى الْجُهْدِ
إِذَا مَـا دَنَتْ زِدْتُ اشْتِيَاقاً وَإِنْ نَأَتْ
جَزِعْـتُ لِنَـأْيِ الـدَّارِ مِنْهَـا وَلِلْبُعْدِ
أَبَـى الْقَلْـبُ إِلَّا حُـبَّ بَثْنَـةَ لَمْ يُرِدْ
سـِوَاهَا وَحُـبَّ الْقَلْـبِ بَثْنَـةَ لَا يُجْدِي
تَعَلَّــقَ رُوحِـي رُوحَهَـا قَبْـلَ خَلْقِنَـا
وَمِـنْ بَعْدِ مَا كُنَّا نِطَافاً وَفِي الْمَهْدِ
فَــزَادَ كَمَـا زِدْنَـا فَأَصـْبَحَ نَامِيـاً
وَلَيْــسَ إِذَا مِتْنَـا بِمُنْتَقَـضِ الْعَهْـدِ
وَلَكِنَّــهُ بَــاقٍ عَلَــى كُــلِّ حَالَــةٍ
وَزَائِرُنَـا فِـي ظُلْمَـةِ الْقَبْرِ وَاللَّحْدِ
وَمَــا وَجَـدَتْ وَجْـدِي بِهَـا أُمُّ وَاحِـدٍ
وَلَا وَجَـدَ النَّهْـدِيُّ وَجْـدِي عَلَـى هِنْـدِ
وَلَا وَجَــدَ الْعُــذْرِيُّ عُـرْوَةُ إِذْ قَضـَى
كَوَجْـدِي وَلَا مَـنْ كَـانَ قَبْلِي وَلَا بَعْدِي
عَلَـى أَنَّ مَـنْ قَـدْ مَـاتَ صـَادَفَ رَاحَةً
وَمَــا لِفُــؤَادِي مِـنْ رَوَاحٍ وَلَا رُشـْدِ
يَكَـادُ فَضـِيضُ الْمَـاءِ يَخْـدِشُ جِلْـدَهَا
إِذَا اغْتَسـَلَتْ بِالْمَاءِ مِنْ رِقَّةِ الْجِلْدِ
وَإِنِّــي لَمُشـْتَاقٌ إِلَـى رِيـحِ جَيْبِهَـا
كَمَـا اشـْتَاقَ إِدْرِيسٌ إِلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ
لَقَــدْ لَامَنِــي فِيهَـا أَخٌ ذُو قَرَابَـةٍ
حَبِيــبٌ إِلَيْــهِ فِــي مَلَامَتِـهِ رُشـْدِي
وَقَـالَ أَفِـقْ حَتَّـى مَتَـى أَنْـتَ هَـائِمٌ
بِبَثْنَـةَ فِيهَـا قَـدْ تُعِيـدُ وَقَدْ تُبْدِي
فَقُلْـتُ لَـهُ فِيهَـا قَضَى اللَّهُ مَا تَرَى
عَلَـيَّ وَهَـلْ فِيمَـا قَضـَى اللَّهُ مِنْ رَدِّ
فَـإِنْ كَـانَ رُشـْداً حُبُّهَـا أَوْ غِوَايَـةً
فَقَـدْ جِئْتُـهُ مَـا كَـانَ مِنِّي عَلَى عَمْدِ
لَقَـدْ لَـجَّ مِيثَـاقٌ مِـنَ اللَّـهِ بَيْنَنَا
وَلَيْـسَ لِمَـنْ لَـمْ يُـوفِ لِلَّـهِ مِنْ عَهْدِ
فَلَا وَأَبِيهَـا الْخَيْـرِ مَـا خُنْتُ عَهْدَهَا
وَلَا لِــيَ عِلْـمٌ بِالَّـذِي فَعَلَـتْ بَعْـدِي
وَمَــا زَادَهَـا الْوَاشـُونَ إِلَّا كَرَامَـةً
عَلَــيَّ وَمَــا زَالَـتْ مَوَدَّتُهَـا عِنْـدِي
أَفِـي النَّـاسِ أَمْثَـالِي أَحَـبَّ فَحَالُهُمْ
كَحَـالِيَ أَمْ أَحْبَبْـتُ مِـنْ بَيْنِهِمْ وَحْدِي
وَهَـلْ هَكَـذَا يَلْقَـى الْمُحِبُّونَ مِثْلَ مَا
لَقِيـتُ بِهَـا أَمْ لَـمْ يَجِـدْ أَحَدٌ وَجْدِي
يَغُـورُ إِذَا غَـارَتْ فُـؤَادِي وَإِنْ تَكُـنْ
بِنَجْـدٍ يَهِـمْ مِنِّـي الْفُـؤَادُ إِلَى نَجْدِ
أَتَيْــتُ بَنِــي سـَعْدٍ صـَحِيحاً مُسـَلَّماً
وَكَـانَ سـَقَامَ الْقَلْـبِ حُـبُّ بَنِـي سَعْدِ
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.