
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَـدْ فَـرِحَ الْوَاشـُونَ أَنْ صـَرَمَتْ حَبْلِي
بُثَيْنَـةُ أَوْ أَبْـدَتْ لَنَـا جَـانِبَ الْبُخْلِ
يَقُولُــونَ مَهْلاً يَــا جَمِيــلُ وَإِنَّنِــي
لَأُقْسـِمُ مَـا لِـي عَـنْ بُثَيْنَـةَ مِـنْ مَهْلِ
أَحِلْمــاً فَقَبْـلَ الْيَـوْمِ كَـانَ أَوَانُـهُ
أَمَ اخْشـَى فَقَبْلَ الْيَوْمِ أُوْعِدْتُ بِالْقَتْلِ
لَقَــدْ أَنْكَحُــوا جَهْلاً نُبَيْهـاً ظَعِينَـةً
لَطِيفَــةَ طَـيِّ الْكَشـْحِ ذَاتَ شـَوىً خَـدْلِ
وَكَــمْ قَــدْ رَأَيْنَـا سـَاعِياً بِنَمِيمَـةٍ
لِآخَــرَ لَــمْ يَعْمِــدْ بِكَــفٍّ وَلَا رِجْــلِ
إِذَا مَـا تَرَاجَعْنَـا الَّـذِي كَانَ بَيْنَنَا
جَـرَى الـدَّمْعُ مِنْ عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بِالْكُحْلِ
وَلَـوْ تَرَكَـتْ عَقْلِـي مَعِـي مَـا طَلَبْتُهَا
وَلَكِـنْ طِلَابِيهَـا لِمَـا فَـاتَ مِـنْ عَقْلِي
فَيَـا وَيْـحَ نَفْسِي حَسْبُ نَفْسِي الَّذِي بِهَا
وَيَـا وَيْـحَ أَهْلِـي مَـا أُصِيبَ بِهِ أَهْلِي
وَقَـــالَتْ لِأَتْــرَابٍ لَهَــا لَا زَعَــانِفٍ
قِصــَارٍ وَلَا كُــسِّ الثَّنَايَــا وَلَا ثُعْـلِ
إِذَا حَمِيَــتْ شـَمْسُ النَّهَـارِ اتَّقَيْنَهَـا
بِأَكْسـِيَةِ الـدِّيبَاجِ وَالْخَـزِّ ذِي الْحَمْلِ
تَـدَاعَيْنَ فَاسـْتَعْجَمْنَ مَشْياً بِذِي الْغَضَا
دَبِيبَ الْقَطَا الكُدْرِيُّ فِي الدَّمِثِ السَّهْلِ
إِذَا ارْتَعْـنَ أَوْ فُزِّعْـنَ قُمْـنَ حَوَالَهَـا
قِيَـامَ بَنَـاتِ الْمَـاءِ فِي جَانِبِ الضَّحْلِ
أَرَانِـــيَ لَا أَلْقَـــى بُثَيْنَــةَ مَــرَّةً
مِـنَ الـدَّهْرِ إِلَا خَائِفـاً أَوْ عَلَـى رَحْلِ
خَلِيلَــيَّ فِيمَـا عِشـْتُمَا هَـلْ رَأَيْتُمَـا
قَتِيلاً بَكَــى مِــنْ حُـبِّ قَـاتِلِهِ قَبْلِـي
أَبَيْــتُ مَــعَ الْهُلَّاكِ ضــَيْفاً لِأَهْلِهَــا
وَأَهْلِــي قَرِيــبٌ مُوســِعُونَ ذَوُو فَضـْلِ
أَلَا أَيُّهَـا الْبَيْـتُ الَّـذِي حِيـلَ دُونَـهُ
بِنَـا أَنْـتَ مِـنْ بَيْـتٍ وَأَهْلُـكَ مِنْ أَهْلِ
بِنَــا أَنْــتَ مِـنْ بَيْـتٍ وَحَوْلَـكَ لَـذَّةٌ
وَظِلُّـكَ لَـوْ يُسـْطَاعُ بِالْبَـارِدِ السـَّهْلِ
ثَلَاثَـــةُ أَبْيَـــاتٍ فَبَيْـــتٌ أُحِبُّـــهُ
وَبَيْتَـانِ لَيْسـَا مِـنْ هَـوَايَ وَلَا شـَكْلِي
كِلَانَــا بَكَـى أَوْ كَـادَ يَبْكِـي صـَبَابَةً
إِلَـى إِلْفِـهِ وَاسـْتَعْجَلَتْ عَبْـرَةً قَبْلِـي
أَعَــاذِلَتِي أَكْثَــرْتِ جَهْلاً مِـنَ الْعَـذْلِ
عَلَـى غَيْـرِ شـَيْءٍ مِـنْ مَلَامِي وَمِنْ عَذْلِي
نَـأَيْتُ فَلَـمْ يُحْـدِثْ لِـيَ النَّـأْيُ سَلْوَةً
وَلَـمْ أُلْـفِ طُـولَ النَّأْيِ عَنْ خُلَّةٍ يُسْلِي
وَلَســْتُ عَلَـى بَـذْلِ الصـَّفَاءِ هَوَيْتُهَـا
وَلَكِــنْ ســَبَتْنِي بِالــدَّلَالِ وَبِالْبُخْـلِ
أَلَا لَا أَرَى اثْنَيْـــنِ أَحْســـَنَ شــِيمَةً
عَلَـى حَـدَثَانِ الـدَّهْرِ مِنِّـي وَمِـنْ جُمْلِ
فَــإِنْ وُجِــدَتْ نَعْــلٌ بِــأَرْضٍ مُضــِلَّةٍ
مِـنَ الْأَرْضِ يَوْمـاً فَـاعْلَمِي أَنَّهَا نَعْلِي
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.