
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَلِفْـتُ بِـرَبِّ الرَّاقِصـَاتِ إِلَـى مِنىً
هُـوِيَّ الْقَطَـا يَجْتَـزْنَ بَطْـنَ دَفِيـنِ
لَقَـدْ ظَنَّ هَذَا الْقَلْبُ أَنْ لَيْسَ لَاقِياً
ســُلَيْمَى وَلَا أُمَّ الْحُســَيْنِ لِحِيــنِ
فَلَيْـتَ رِجَـالاً فِيـكِ قَدْ نَذَرُوا دَمِي
وَهَمُّـوا بِقَتْلِـي يَـا بُثَيْـنَ لَقُونِي
إِذَا مَـا رَأَوْنِـي طَالِعـاً مِنْ ثَنِيَّةٍ
يَقُولُـونَ مَـنْ هَـذَا وَقَـدْ عَرِفُـونِي
يَقُولُـونَ لِـي أَهْلاً وَسـَهْلاً وَمَرْحَبـاً
وَلَـوْ ظَفِـرُوا بِـي خَالِيـاً قَتَلُونِي
وَكَيْــفَ وَلَا تُــوفِي دِمَـاؤُهُمُ دَمِـي
وَلَا مَــالُهُمْ ذُو نَدْهَــةٍ فَيَــدُونِي
وَغِـرِّ الثَّنَايَـا مِـنْ رَبِيعَةَ أَعْرَضَتْ
حُـــرُوبُ مَعَــدٍّ دُونَهُــنَّ وَدُونِــي
تَحَمَّلْـنَ مِـنْ مَـاءِ الثُّـدَيِّ كَأَنَّمَـا
تَحَمَّــلَ مِــنْ مُرْسـىً ثِقَـالُ سـَفِينِ
كَـأَنَّ الْخُـدُورَ أَوْلَجَـتْ فِـي ظِلَالِهَا
ظِبَــاءَ الْمَلَا لَيْسـَتْ بِـذَاتِ قُـرُونِ
إِلَـى رُجُـحِ الْأَعْجَـازِ حُورٍ نَمَى بِهَا
مَـعَ الْعِتْـقِ وَالْأَحْسـَابِ صـَالِحُ دِينِ
يُبَـادِرْنَ أَبْـوَابَ الْحِجَالِ كَمَا مَشَى
حَمَــامٌ ضــُحىً فِـي أَيْكَـةٍ وَفُنُـونِ
سـَدَدْنَ خَصـَاصَ الْخَيْـمِ لَمَّـا دَخَلْنَهُ
بِكُـــلِّ لَبَـــانٍ وَاضــِحٍ وَجَبِيــنِ
دَعَـوْتُ أَبَـا عَمْـروٍ فَصـَدَّقَ نَظْرَتِـي
وَمَــا أَنْ يَرَاهُـنَّ الْبَصـِيرُ لِحِيـنِ
وَأَعْـرَضَ رُكْـنٌ مِـنْ أُحَـامِرَ دُونَهُـمْ
كَــــأَنَّ ذُرَاهُ لُفِّعَـــتْ بِســـَدِينِ
قَرَضـْنَ شـَمَالاً ذَا الْعَشـِيرَةِ كُلُّهَـا
وَذَاتَ الْيَمِيـنِ الْبُـرْقَ بُـرْقَ هَجِينِ
وَأَصـْعَدْنَ فِي سَرَّاءَ حَتَّى إِذَا انْتَحَتْ
شــَمَالاً نَحَــا حَــادِيهِمُ لِيَمِيــنِ
وَقَـالَ خَلِيلِـي طَالِعَـاتٌ مِنَ الصَّفَا
فَقُلْــتُ تَأَمَّـلْ لَسـْنَ حَيْـثُ تُرِينِـي
وَلَـوْ أَرْسـَلَتْ يَوْمـاً بُثَيْنَةُ تَبْتَغِي
يَمِينِــي وَلَـوْ عَـزَّتْ عَلَـيَّ يَمِينِـي
لَأَعْطَيْتُهَـا مَـا جَـاءَ يَبْغِي رَسُولُهَا
وَقُلْـتُ لَهَـا بَعْـدَ الْيَمِيـنِ سَلِينِي
سـَلِينِيَ مَـالِي يَـا بُثَيْـنَ فَإِنَّمَـا
يُبَيِّــنُ عِنْــدَ الْمَـالِ كُـلُّ ضـَنِينِ
فَمَـا لَـكِ لَمَّـا خَبَّـرَ النَّاسُ أَنَّنِي
غَـدَرْتُ بِظَهْـرِ الْغَيْـبِ لَـمْ تَسَلِينِي
فَــأُبْلِيَ عُـذْراً أَوْ أُجِيْـءَ بِشـَاهِدٍ
مِـنَ النَّـاسِ عَـدْلٍ أَنَّهُـمُ ظَلَمُـونِي
بُثَيـنَ اِلزَمـي لا إِنَّ لا إِن لَزِمتِـهِ
عَلَــى كَثْـرَةِ الْوَاشـِينَ أَيُّ مَعُـونِ
لَحَا اللَّهُ مَنْ لَا يَنْفَعُ الْوَعْدُ عِنْدَهُ
وَمَــنْ حَبْلُـهُ إِنْ مُـدَّ غَيْـرُ مَتِيـنِ
وَمَـنْ هُـوَ ذُو وَجْهَيْـنِ لَيْـسَ بِدَائِمٍ
عَلَــى الْعَهْــدِ خَلَّافٌ بِكُــلِّ يَمِيـنِ
وَلَســْتُ وَإِنْ عَــزَّتْ عَلَــيَّ بِقَـائِلٍ
لَهَـا بَعْـدَ صـَرْمٍ يَـا بُثَيْنَ صِلِينِي
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.