
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَغَـادٍ أَخِـي مِـنْ آلِ سـَلْمَى فَمُبْكِرُ
أَبِـنْ لِـي أَغَـادٍ أَنْـتَ أَمْ مُتَهَجِّـرُ
فَإِنَّــكَ إِنْ لَا تَقْضـِنِي ثِنْـيَ سـَاعَةٍ
فَكُــلُّ امْــرِئٍ ذِي حَاجَــةٍ مُتَيَسـِّرُ
فَـإِنْ كُنْـتَ قَـدْ وَطَّنْتَ نَفْساً بِحُبِّهَا
فَعِنْــدَ ذَوِي الْأَهْـوَاءِ وِرْدٌ وَمَصـْدَرُ
وَآخَـرُ عَهْـدٍ لِـي بِهَـا يَـوْمَ وَدَّعَتْ
وَلَاحَ لَهَــا خَــدٌّ مَلِيــحٌ وَمَحْجِــرُ
عَشــِيَّةَ قَــالَتْ لَا تُضــِيعَنَّ سـِرَّنَا
إِذَا غِبْـتَ عَنَّـا وَارْعَـهُ حِينَ تُدْبِرُ
وَطَرْفَــكَ إِمَّــا جِئْتَنَـا فَـاحْفَظَنَّهُ
فَـذِيعُ الْهَـوَى بَـادٍ لِمَـنْ يَتَبَصـَّرُ
وَأَعْـرِضْ إِذَا لَاقَيْـتَ عَيْنـاً تَخَافُهَا
وَظَــاهِرْ بِبَغْــضٍ إِنَّ ذَلِــكَ أَسـْتَرُ
فَإِنَّــكَ إِنْ عَرَضــَّتَ فِينَـا مَقَالَـةً
يَـزِْدْ فِي الَّذِي قَدْ قُلْتَ وَاشٍ وَيُكْثَرُ
وَيَنْشـُرُ سـِرّاً فِـي الصـَّدِيقِ وَغَيْرِهِ
يَعِــزُّ عَلَيْنَـا نَشـْرُهُ حِيـنَ يُنْشـَرُ
فَمَـا زِلْـتَ فِي إِعْمَالِ طَرْفِكَ نَحْوَنَا
إِذَا جِئْتَ حَتَّــى كَـادَ حُبُّـكَ يَظْهَـرُ
لأَهلِــيَ حَتَّــى لَامَنِــي كُـلُّ نَاصـِحٍ
وَإِنِّـي لأَعْصـِي نَهْيَهُـمْ حِيـنَ أُزْجَـرُ
وَمَـا قُلْـتُ هَـذَا فَـاعْلَمَنَّ تَجَنُّبـاً
لصـَرْمٍ وَلَا هَـذَا بِنَـا عَنْـكَ يَقْصـُرُ
وَلَكِنَّنِــي أَهْلِــي فِــدَاؤُكَ أَتَّقِـي
عَلَيْــكَ عُيُـونَ الْكَاشـِحِينَ وَأَحْـذَرُ
وَأَخْشـَى بَنِـي عَمِّـي عَلَيْـكَ وَإِنَّمَـا
يَخَــافُ وَيَتْقِــي عِرْضـَهُ الْمُتَفَكِّـرُ
وَأَنْـتَ امْـرُؤٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ وَأَهْلُنَا
تَهَــامٍ فَمَـا النَّجْـدِيُّ وَالْمُتَغَـوِّرُ
غَرِيـبٌ إِذَا مَـا جِئْتَ طَـالِبَ حَاجَـةٍ
وَحَــوْلِيَ أَعْــدَاءٌ وَأَنْــتَ مُشــَهَّرُ
وَقَدْ حَدَّثُوا أَنَّا الْتَقَيْنَا عَلَى هَوىً
فَكُلُّهُـمْ مِـنْ حَمْلِـهِ الْغَيْـظَ مُـوقَرُ
فَقُلْـتُ لَهَـا يَا بَثْنَ أَوْصَيْتِ حَافِظاً
وَكُـلُّ امْـرِئٍ لَـمْ يَرْعَهُ اللَّهُ مُعْوِرُ
فَـإِنْ تَـكُ أُمُّ الْجَهْـمِ تَشـْكِي مَلَامَةً
إِلَـيَّ فَمَـا أَلْقَـى مِنَ اللَّوْمِ أَكْثَرُ
سـَأَمْنَحُ طَرْفِـي حِيـنَ أَلْقَاكِ غَيْرَكُمْ
لِكَيْمَـا يَرَوْا أَنَّ الْهَوَى حَيْثُ أَنْظُرُ
أُقَلِّـبُ طَرْفِـي فِـي السـَّمَاءِ لَعَلَّـهُ
يُوَافِـقُ طَرْفِـي طَرْفَكُـمْ حِيـنَ يَنْظُرُ
وَأَكْنِــي بِأَســْمَاءٍ سـِوَاكِ وَأَتَّقِـي
زِيَـــارَتَكُمْ وَالْحُـــبُّ لَا يَتَغَيَّــرُ
فَكَـمْ قَـدْ رَأَيْنَـا وَاجِـداً بِحَبِيبَةٍ
إِذَا خَـافَ يُبْـدِي بُغْضـَهُ حِينَ يَظْهَرُ
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.