
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـَدَّتْ بُثَيْنَـةُ عَنِّـي أَنْ سـَعَى سـَاعِ
وَآيَســَتْ بَعْــدَ مَوْعِــدٍ وَإِطْمَــاعِ
وَصــَدَّقَتْ فِــيَّ أَقْــوَالاً تَقَوَّلَهَــا
وَاشٍ وَمَـا أَنَـا لِلْوَاشـِي بِمِطْـوَاعِ
فَــإِنْ تَبِينِــي بِلَا جُـرْمٍ وَلَا تِـرَةٍ
وَتُـــوْلَعِي بِــيَ ظُلْمــاً أَيُّ إِيلَاعِ
فَقَـدْ يَـرَى اللَّـهُ أَنِّـي قَدْ أُحِبُّكُمُ
حُبّــاً أَقَـامَ جَـوَاهُ بَيْـنَ أَضـْلَاعِي
لَـوْلَا الَّـذِي أَرْتَجِـي مِنْـهُ وَآمُلُـهُ
لَقَـدْ أَشـَاعَ بِمَـوْتِي عِنْـدَهَا نَاعِي
يَـا بُثْنُ جُودِي وَكَافِي عَاشِقاً دَنِفاً
وَاشـْفِي بِـذَلِكَ أَسـْقَامِي وَأَوْجَـاعِي
إِنَّ الْقَلِيـلَ كَثِيـرٌ مِنْـكِ يَنْفَعُنِـي
وَمَــا ســِوَاهُ كَثِيـرٌ غَيْـرُ نَفَّـاعِ
آلَيْــتُ لَا أَصـْطَفِي بِـالْحُبِّ غَيْرَكُـمُ
حَتَّـى أُغَيَّـبَ تَحْـتَ الرَّمْـسِ بِالْقَاعِ
قَدْ كُنْتُ عَنْكُمْ بَعِيدَ الدَّارِ مُغْتَرِباً
حَتَّــى دَعَـانِي لِحِينِـي مِنْكُـمُ دَاعِ
فَاهْتَـاجَ قَلْبِـي لِحُـزْنٍ قَـدْ يُضَيِّقَهُ
فَمَــا أُغَمِّـضُ غُمْضـاً غَيْـرَ تَهْيَـاعِ
وَلَا تُضــِيعَنَّ ســِرِّي إِنْ ظَفِـرْتِ بِـهِ
إِنِّــي لِســِرِّكِ حَقّـاً غَيْـرُ مِضـْيَاعِ
أَصــُونُ سـِرِّكِ فِـي قَلْبِـي وَأَحْفَظُـهُ
إِذَا تَضـَايَقَ صـَدْرُ الضـَّيِّقِ الْبَـاعِ
ثُـمَّ اعْلَمِي أَنَّ مَا اسْتَوْدَعتِنِي ثِقَةً
يُمْسـِي وَيُصْبِحُ عِنْدَ الْحَافِظِ الْوَاعِي
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.