
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا غُلَّةَ الصَدرِ مِن حَزِّ الجَوى زِيدي
أَبَــت شــِفاءَكِ حَتّــى بِالمَواعيـدِ
سـِحريَّةُ الفَـمِ لَـو مَسـَّت بِقُبلَتِهـا
فَــمَ العَيِــيِّ لَحَلَّــت كُـلَّ مَعقـودِ
تَكــادُ مِــن رِقَّـةٍ تُغـري مُقبِّلَهـا
أَن يَحتَسـيها رَحيقـاً غَيـرَ مَـورُودِ
قَـد صـاغَها اللَـهُ لَمّا أَشرَكَت أُمَمٌ
بِـهِ فقـالَ اِشـهَدوا بُرهانَ تَوحيدي
قُـل لِلبَخيلَـةِ جُـودي لا لَقِيـتِ جَوىً
إِن كـانَ يَشـفَعُ لي قَولي لَها جُودي
وَسـاعَةٍ تَحـتَ أَفيـاءِ الهَـوى سَلَفَت
يـا سـاعَةً تَحتَ أَفياءِ الهَوى عُودي
مـا ضـَرَّ لَـو أَنَّهـا في قُبلَةٍ سَنَحت
مَنَّــت بِوَعــدٍ وَإِن ضــَنَّت بِمَوعـودِ
هَـل حـاذَرَت حَـرَّ شَوقي حينَ أَلثمها
أَن تُـذبِلَ الـوَردَ أَنفـاسٌ بِتَصـعيدِ
رُحمـاكِ لِليـائِسِ المَمطـولِ يُقنِعُـه
مِــن الوُجـودِ خَيـالٌ غَيـرُ مَوجـودِ
ظَمــآنُ لا رَشــَفاتُ المـاءِ صـافِيَةً
تُــروي صـَداهُ وَلا بِنـتُ العَناقيـدِ
شــِفاؤُهُ قُبلَــةٌ لَــو أَنّ مُحتَضـَراً
داوى بِهـا المَـوتَ رَدَّت غَيرَ مَردُودِ
فَكَـم أمَثِّـلُ ثَغـرَ الزَهـرِ مِـن شَبَهٍ
بِثَغـرِك العَـذبِ فـي حُسـنٍ وَتَوريـدِ
عَيـنٌ مِـن الخُلدِ مَن يَنهل بِكَوثَرِها
وِردَ الحَيــاةِ يَفُـز مِنـه بِتَخليـدِ
صـَوتٌ مِـن القَلـبِ أُمليهِ عَلى فَمِها
وَعَهــدُ حُــبٍّ عَلـى الأَيـامِ مَمـدودِ
وَلِلقُلــوبِ لُغــاتٌ لَيــسَ يُـدركُها
سـِوى فُـؤادٍ بِنـارِ الوَجـد مَعمـودِ
حَــديثُ شــَوقٍ بِلا حَــرفٍ وَلا كَلِــمٍ
تُفضــي بِـهِ شـَفَتي لِلخَـدِّ وَالجيـدِ
مَعنـىً مِـن الحُـبِّ يَسـمُو أَن أُؤَدِّيَه
بِكُــلِّ لَفــظٍ مِـن الأَلفـاظِ مَحـدودِ
اللَفــظُ يَثقُـل بِالتَرديـدِ مَـوقعه
وَتِلــكَ تَحلــو مَعانيهـا بِتَرديـد
دَعِ الرَســائِلَ فيمـا لا تُحيـطُ بِـهِ
تِلـكَ اللُغـاتُ وَدَع صـَوغَ الأَناشـيد
فَلِلشــِفاهِ عَلــى أَمثالِهــا لُغَـةٌ
أَحلـى عَلـى السَمع مِن مِزمار داود
أَدَّت عَن القَلبِ ما يَعيا اللِسانُ بِهِ
كَمَنطِــق الطَيــرِ غِرِّيــد لِغرِّيــد
كَـم قُبلَةٍ لا أَرى الدُنيا لَها ثَمَناً
فَلا تَبِــع غَيــرَ مَعــدودٍ بِمَعـدودِ
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.