
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهـدَت إِلـى النَفـس رَيّا نَشرِها العَبِقِ
وَالطيـبُ فـي الزَهـر يُوحي طَيِّب الخُلُقِ
رَقَّــت رَسـائِلُها فـي الكَـونِ فَاِتَخـذَت
مِـن النَسـيم بَريـداً شـاعَ فـي الأُفُـقِ
وَمــا رَأَيــتُ بَريــداً خَــفَّ مَحمَلُــه
مِثــلَ النَسـيمِ حَكـى المَعنـى بِلا وَرَقِ
أَنبـــاؤُهُ كَحَـــديثِ الحُــبِّ عــاطِرَة
أَو ذِكرَيـــاتِ شـــَبابٍ نــاعِمٍ أَنِــقِ
ظَلَّــــت تُنَســــِّقُها كَـــفٌّ مُنعَّمـــةٌ
تَكــادُ تَحســبُها مِــن ذَلِــكَ النَسـقِ
تــداعبُ الزَهــرَ فـي رِفـق أَناملُهـا
كَــالنَومِ داعَــبَ جَفـنَ السـاهِرِ الأَرِق
كِلاهُمـــا بِــالهَوى يَرنُــو لِصــاحِبِهِ
فَـــاِعجب لِمُختلـــفٍ بِــالحُب مُتَّفِــق
تَحنـــو عَلَيـــهِ فَتُنســيهِ مَنــابِتَه
فـي الـرَوض يَندى بِمنهلّ الحَيا الغَدِق
كِلاهُمـــا زَهَـــرٌ فــي كَــفِّ صــاحبه
فَــاِنعَم بِزَهريــن مَلثــومٍ وَمُنتَشــَق
هَــذا يُعيــد بريّــا نَفحِــهِ رَمَقــاً
وَذاكَ بِالوَجــدِ لا يُبقــي عَلــى رَمَـقِ
هَـذا عَلـى الصـَدر يَسبي العَينَ مَنظَرُه
وَذاكَ فـي القَلـبِ يُغـرى لاعِـجَ الحُـرَق
كَـم صـوّرَ الزَهـرُ مِـن مَعنـىً يَجيشُ بِهِ
قَلــبُ الشــَجيِّ وَيُعيـي فِطنَـةَ اللَبِـق
وَكَـم لَـهُ فـي الهَـوى نُعمـى تَقلَّـدها
صـَرعى الغَـرام مَكانَ الطَوق في العُنق
وَكَـــم يُحمِّلُـــهُ العُشــاقُ لَــوعتَهُم
صــَوناً لِمَكنونِهــا عَــن طـائِشٍ نَـزِق
كَــم حَمَّلوهــا إِلــى أَحبـابِهم قُبَلاً
يــا طِيــبَ مُصــطَبحٍ مِنهــا وَمُغتَبِـق
وَاِســتَودَعوهُ حَــديثاً مِــن صـَبابَتِهم
فَصــانَ سـرَّ الهَـوى عَـن سـَمع مُسـتَرِق
وَكَــم رَوى دَمعَــةً عَــن عَيـنِ والِهَـةٍ
وَكَــم حَــوى زَفـرَةً عَـن قَلـب مُحتَـرق
وَكَــم عَلـى صـَفحاتِ الزَهـر مِـن كُتُـبٍ
في الشَوقِ يَعيا بِها ذو المَنطقِ الذَلِق
كَـم زَهـرَةٍ وَصـَلت فـي الحُـبِّ مُنقَطِعـا
وَجَــدَّدت فــي حِبـال الـوُدِّ مِـن خَلَـق
وَللأَزاهيـــر لُطـــفٌ فــي ســِفارتها
كَــم أَلَّفَــت فـي هَواهـا كُـلَّ مُفتَـرِق
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.