
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تَـترُكِ العَتـبَ لِمَن تُصاحِبُه
إِنَّـكَ تَسـتَبقي الَّـذي تُعاتِبُه
إِيّــاكَ أَن تُعـاتِبَ اللَئِيمـا
إِنّـي أَرى العَتَـب لَهُ تَكريما
وَمَـن يَرى الإِخوانَ دُونَ رُتبَتِه
فَــذاكَ لا يُحمَـدُ غِـبُّ صـُحبَتِهِ
فَلا تُعــــاتِبهُ إِذا أَســـاء
فَـــإِنَّهُ يَزيـــدُهُ اِســتِعلاء
حَــذارِ مِـن مَعتبـةِ الأَسـافِلِ
فَإِنَّهـــا مَنقَصــَةٌ لِلكامِــلِ
وَإِنَّــهُ قَــد دَنَّـسَ العِتابـا
مَـن جَعَـلَ العَتـبَ لَهُم جَوابا
فَـــإِنَّهُم أَشـــبَهُ بِــالكِلابِ
لا يَعرِفُــونَ قِيمَــةَ العِتـابِ
وَلَيــسَ لِلسـفلةِ مِـن تَـأدِيبِ
إِذا أَسـاءُوكَ سـِوى التَعـذِيبِ
وَإِن غَــدَوتَ صـاحِبَ السـُلطانِ
فَلا تَكُــن مِنــهُ عَلـى أَمـانِ
وَلا تُعـاتِبهُ عَلـى مـا يَصـنَعُ
فَــإِنَّهُ عَــن العِتـابِ أَرفَـعُ
إِيّـاكَ أَن تَـدنُوَ مِمَّـن يَبعُـدُ
عَنـكَ وَأَن تَرغَـبَ فيمَـن يَزهَدُ
فَإِنَّمــا الرَغبَــةُ ذُلُّ نَفــس
فَكَيـفَ بِالرَغبَـةِ فـي ذِي يَأسِ
مَـن طَلَـب المـاءَ مِن السَرابِ
يَرضـَى مِـن المَغنَـمِ بِالإِيـابِ
إِيّـاكَ أَن تَزهَـد فيمَـن يَرغَبُ
فيـكَ وَأَن تَبعُـدَ عَمَّـن يَقـرُبُ
فَـــإِنَّهُ ظُلـــمٌ وَأَيُّ ظُلـــمِ
تركُــكَ صــاحِباً بِغَيـرِ جُـرمِ
وَآيَــةُ الآدابِ فــي الإِنسـانِ
أَن يَجـزيَ الإِحسـانَ بِالإِحسـانِ
لا تَـأمَن الغَـدرَ مِـن الإِخوانِ
فَإِنَّمــا الإِخــوانُ كَالزَمـانِ
وَإِنَّ مَــن عَهِــدتُهُ مُصــاحِباً
سـَرعان مـا أَلفَيتـهُ مُناصِبا
يَخــدَعُني بِالبِشـرِ وَالـوِدادِ
وَالحِقـدُ قَـد بَـرَّحَ بِـالفُؤادِ
كَـم مِـن فَـتىً يُظهِرُ لي صَفاءً
فـي حَضـرَتي وَيُضـمِرُ الشَحناء
يُؤَجِّــجُ الغَيــظُ بِـهِ ضـِراما
لَـم يَـرعَ لي عَهداً وَلا ذِماما
فَكَـم دَنَـوتُ وَهـوَ عَنّـى يَنفِرُ
وَكَـم أَفـي وَهـوَ بِعَهدي يَغدرُ
وَهَكــذا مَـن أَمِـنَ الأَصـحابا
مِثـلُ الشـِياهِ تَأمَنُ الذِئابا
مـا حِيلَـتي أَدنُـو لَهُ وَيَصرِمُ
وَأَبتَنــي الـودَّ لَـهُ وَيَهـدِمُ
فَمِثلُــهُ لا خَيـرَ فـي عِتـابِهِ
كُـلُّ امـرئٍ يَجـري على آدابِهِ
حاسـِنهُ لا تَبـغِ الـذي يَبغيهِ
كُــلُّ إِنـاءٍ ناضـِحٌ مـا فيـهِ
وَالطَبعُ في اللَئيمِ لَيسَ يُغلَبُ
وَالسـُمُّ في العَقرَبِ لَيسَ يَعذُبُ
مِمّــا حَفِظنـاهُ مِـن العِظـاتِ
وَمــا رَوَينـاهُ عَـنِ الثِقـاتِ
إِنَّ العَصـا مِـن هَـذِهِ العُصيَّه
هَــل تَلِــدُ الحَيَّـةُ إِلا حَيَّـه
لا تُفـشِ سـِرّاً أَنـتَ مِنهُ مُشفِقُ
لا يَــأمَنُ الإِخـوانَ إِلّا أَحمَـقُ
فَـإِن غَـدا صـَدرُكَ وَهـوَ ضـَيِّقُ
فَصـَدرُ مَـن تُفشـي إِلَيهِ أَضيَقُ
وَمــا رَأَيــتُ حافِظـاً لِسـِرِّهِ
فـي النـاسِ إِلّا مالِكـاً لأمرِهِ
وَمَـن طَـوى عَنكَ الَّذي يَعنيكا
مِــن ســرِّهِ فَــإِنَّهُ شـانِيكا
فَــذاكَ شـَرٌّ مِـن مُـذيعِ سـِرِّك
لِأَنَّـــهُ مُبــالِغٌ فــي ضــُرِّك
وَإِن أَتيــتَ مَجلِــسَ الإِخـوانِ
فَلا تُجالِســهُم بِلا اِســتِئذانِ
خَشــيَةَ أَن يَمَســَّكَ اِحتِقــارُ
وَأَن يَكــونَ بَينَهُــم أَسـرارُ
فَـإِن دُعِيـتَ لِلـدُخولِ فادخُـلِ
وَإِن أَبـوا فـاتركهُمُ لا تُثقِلِ
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.