
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَولــى بَنـي حَـوّاءِ
بِالمَــدحِ وَالثَنـاءِ
مَــن قَـولُهُ مَعـرُوفُ
وَالآلِــفُ المَــألُوفُ
فَطَيّــب المُعــامَلَه
وَأَحســنَ المُجـامَلَه
وَادَّرَعَ المُصـــانَعه
لِيَــأمَنَ المُقـاطَعَه
وَبَـــذَلَ العَطـــاءَ
لا يَبتَغـــي ثَنــاءَ
أَحسـِن تَكُـن أَمِيـرا
وَاِزهَـد تَكُـن نَظيرا
لَــم أَرَ كَالســَخاءِ
أَدعــى إِلـى صـَفاءِ
وَلَيـــسَ كَالأَيــادي
أَجلـــبَ لِلـــودادِ
قَـد جـادَ بِالمَعالي
مَــن ضـَنَّ بِـالنَوالِ
وَلَيـــسَ لِلبَخيـــل
فـي الناسِ مِن خَليل
فَإِنَّمــا هُــم سـِربُ
وَأَيــنَ أَيـنَ الحَـبُّ
لا تَبــغِ بِالإِحســانِ
شـُكراً مِـن الإِنسـانِ
وَاِبتَـغ شُكرَ القادِرِ
فَـاللَهُ خَيـرُ شـاكِرِ
عَــلَّ رَبيـبَ نِعمَتِـك
كـانَ دَليـلَ نِقمَتِـك
أَعـرِض عَـن المَثالِبِ
تَسـلَم مِـن المَعاطِبِ
وَاِنظُـر إِلى ما فِيكَ
فَــــإِنَّهُ يَكفِيـــكَ
لَيـسَ مِـن التَهـذيبِ
حِفظُـــكَ لِلعُيـــوبِ
وَمَـن يَـرى رَذائِلَـه
وَلا يَــرى فَضــائِلَه
فَـذاكَ عِندي الكامِلُ
وَهوَ البَصيرُ العاقِلُ
وَمَـن يُرينـي عَيـبي
فَــذاكَ خَيـرُ صـَحبي
أَفــدِيهِ بِالحَيــاةِ
لِأَنَّــــهُ مِرآتــــي
أَرى بِهـا القَبيحـا
مِنّـــيَ وَالمَليحــا
شــَرٌّ مِـن المُكاشـِحِ
مَـن زانَ لي قَبائِحي
فَرُبَّمــــا يَضــــُرُّ
لأَنَّـــــهُ يَغُـــــرُّ
ذاكَ الشَفيقُ الغافِلُ
وَهوَ الصَديقُ الجاهِلُ
وَلا أُريـــدُ حَمــدي
بِالشـَيءِ لَيـسَ عِندي
أَأَلبَــسُ المُعــارا
وَأعجَــبُ اِفتِخــارا
فَمــادِحي بِــالمَينِ
مُبــالغٌ فـي شـَيني
مَــن ذَمَّنــي بِحَــقِّ
وَعـــابَني بِصـــِدقِ
أَنصـحُ عِنـدَ العاقِلِ
مِـن مـادِحٍ بِالباطِلِ
سـالِم جَميـعَ الناسِ
تَسـلَم مِـن الوُسواسِ
وَطَـــوِّلِ العِنانــا
وَقَصـــِّر الســِنانا
هُـم حَـربُ مَن يُقارِبُ
فَكَيــفَ مَـن يُحـارِبُ
إِيّــاكَ وَالمُنـافَرَه
وَأَحســَن المُعاشـَرَه
فَحُســـنُها يَزيـــنُ
وَســـُوءُها يَشـــِينُ
تُقَـــرِّبُ الغَريبــا
وَتَجمَــعُ القُلُوبــا
كُـــن لَيِّــنَ الخِلالِ
فـي القَولِ وَالفِعالِ
ســـَهلاً بِغَيـــرِ ذُلِّ
تُحمَــدُ عِنـدَ الكُـلِّ
مَـن طابَ مِثلَ الزَهرِ
يُحمَـلُ فَـوقَ الصـَدرِ
لَكنَّمـــا الثَقيــلُ
فــي قَـومِهِ مَـرذُولُ
يُلقـى عَـنِ الكَواهِلِ
فَـالأَرضُ أَقـوى حامِلِ
وَكُـن سـَليمَ الجانِبِ
وَاِنظُر إِلى العَواقِبِ
لَيـــسَ مِــن العَلاءِ
وَصـــفُكَ بِالــدَهاءِ
يَفــرُّ مِنــكَ الكُـلُّ
وَيَتَّقيـــكَ الأَهـــلُ
مَن ذا الَّذي لا يَهرُبُ
مِنــكَ وَأَنـتَ عَقـربُ
يَخشـاكَ مَـن يُجانِبُك
فَكَيـفَ مَـن يُقارِبُـك
فَـــأَنتَ كَالصــَيادِ
وَالنــاسُ كَـالجَرادِ
مَــن ضـَمَّه الشـراكُ
فَمــا لَــهُ فَكــاكُ
تِلـكَ سـَجايا عالِيَه
وَذِي عِظــاتٌ غـالِيَه
جَمعتُهـا فـي شـِعري
كَلُؤلُــؤٍ فــي نَحـرِ
ظَلِلــتُ فيهـا مُـدَّه
تِسـعينَ يَومـاً عِـدَّه
بَيــنَ نَهـارٍ جاهِـدِ
وَبَيــنَ لَيـلٍ سـاهِدِ
مُقـــرَّحَ الجُفـــونِ
مُفَـــرَّقَ الشـــؤُونِ
وَالسـُقمُ منّـي بـادِ
وَالهَـمُّ فـي وِسـادي
وَالفِكـرُ فـي شـَتاتِ
مِــن نَكَـدِ الحَيـاةِ
فـي حِيـن أَنَّ الأَدَبا
فـي أَرضِ مِصـر نَضَبا
فَلا أَرى مَــن يُنصـِفُ
وَلا أَرى مَــن يَعـرِفُ
وَلا أَرى تَشــــجيعا
لَكِــن أَرى تَشـنيعا
بَيــنَ مَقـال حاقِـدِ
أَو اِنتِقــاد حاسـِدِ
تِجــــــارَةُ الأَخلاقِ
أَبعَــدُ عَــن نَفـاقِ
وَبــــــاذِلُ الآدابِ
كَبـــاذِلِ التُــرابِ
فَكِـدتُ عَنهـا أَنكُـلُ
لَـولا الإِمـامُ الأَفضَلُ
عَلامَـــةُ الزَمـــانِ
وَمَهبِــطُ العِرفــانِ
هَـذا فَريـدُ العَصـرِ
وَغُــرَّةٌ فــي مِصــرِ
وَذُو العُلا وَالمَجــدِ
فيهـا فَريـدُ وَجـدي
ذاكَ الــذَكيُّ الأَروَعُ
شــَمسُ هُـداه تَسـطَعُ
مَكـــانُهُ لا يُجهَــلُ
بَيــنَ الرِجـالِ أَوَّلُ
أَشـــباهُهُ قَليـــلُ
وَرَأيُــــهُ جَميـــلُ
حَبَّـبَ لـي الإِقـداما
وَثَبَّـــتَ الأَقــداما
تِلــكَ يَـدٌ لا تُكفَـرُ
وَمِنَّـــةٌ لا تُنكَـــرُ
فَهَــــذِهِ حَـــوراءُ
وَمَهرُهــا الــدُعاءُ
لا أَبتَغـــي جَــزاء
بِهـــا وَلا ثَنـــاء
وَالحَمـدُ لِلّـهِ كَمـا
أَولى الجَميلَ مُنعِما
ثُــمَّ الصـَلاةُ أَبَـدا
عَلـى النَـبيِّ أَحمَدا
الشيخ أحمد الزين.أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره .تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنةقرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان ... كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً .. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددةعهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب ..)له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.