
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لمـــا أراق دم المهجــور هــاجره
أراقــه فــي خلال الــدمع نــاظره
يريـك عقـداً مـن اليـاقوت منتظمـا
بلؤلــؤ فــي بهــار الخـد نـاثره
ينـبى بـأن الهـوى بالوجـد أرسـله
فأنــذرت بــالجوى فيــه بــوادره
صــب يصــوب صــبابات ينــم بهــا
دمــع ينميــه مــا صـانت ضـمائره
طــوى عليــه طـوى القلـب منقبضـا
عنـي ببسـطه والهـوى بالدمع ناشره
كأنمـــا قلبـــه أجفــان مقلتــه
ودمعـــه فـــي أمــاقيه خــواطره
تبســم الــبرق ابكـى مـزن أعينـه
فأشـعل النـار فـي الأحشـاء مـاطره
مـا أطـرق الطـرف مـا أطفـى تلهبه
ســـبباً يعللـــه لـــديك تســـبب
سـل سائل الدمع ما أسلى الجوى وبه
ينبيــك عـن بـاطن الأحشـاء ظـاهره
شــؤونه عــبرت عــن شــأنه عـبرا
بعــبرة ســؤرها كــالبحر زاخــره
حـديث سـقمي صـحيح عـن قـديم هـوى
تسلســل الــدمع مرســولا تــواتره
يـا سـائلاً سـائل الأجفـان كـف كفـى
مـن واكـف الـدمع مـا أكفت محاجره
يقـــص قصــة مــن قصــت ســوابقه
وصــاه الصــد لمــا طــار طـائره
أســر سـر وجـود الوجـد كيـف يشـا
لســـره فوشـــى بالســـر ســائره
قــامت عليــه شــهود مـن شـواهده
فمـا الهـوى باعتـذار الوهم عاذره
فالشـوق مـن حسـرات القلـب مكتـثر
والصــبر قــد نفـدت فيـه ذخـائره
هـل يجـبر القلـب فيـه مـن تصـدعه
وجـد علـى صـدغه فـي الحـب جـابره
أفــتى فـتى الحـب مفـتيه بفـتيته
فــي ســير ســيرته تبلـى سـرائره
يضـل يهـديه فـي المهـد الضـلال به
لرشـــده ورشـــيد الحــب حــائره
يمـوت فـي الحـب مـن يحيـا به وبه
فــي الحشــر يحشـره للحـب حاشـره
مـا دون ديـن الهـوى ديـن يدين به
صــب صـبا للهـوى مـذ صـار صـائره
أخلصـت حبـاً لـرب الحسـن فانحسـرت
حــوا ســر الحـب وانكفـت كـوافره
أمسـكت صـونا على السلوان صون هوى
عليــه قـد أفطـر المشـتاق فـاطره
أحييـت ليلا أمـات النـوم فـي مقـل
عليـــه إنســانه أبكــاه ســاهره
بســطت للســقم جســما فيـه صـحته
تجــوهرت بالضــنى فيــه جــواهره
آيــات جســم أتــت فـي آي معجـزة
آثـــار ســقم بــه صــحت مــآثره
قد كنت في الجسم قبل السقم مستترا
أشــفت بمــا شــفه عنــي سـتائره
الآن لا أيــن بعـد العيـن أيـن بـه
والأيــن غيــب وعيـن الأيـن حاضـره
نظـرت بالوجـد فـي علم الوجود فما
وجـــدت ذا نظـــر فيــه أنــاظره
فحســبي اللَــه ممــا كنـت أحسـبه
هــو اليقيـن إذا اسـتهداه حـائره
محمد (وفاء) بن محمد النجم بن محمد السكندري، أبو الفضل أو أبو الفتح، المعروف بالسيد محمد وفا الشاذلي.رأس (الوفائية) ووالدهم، بمصر، مغربي الأصل، مالكي المذهب، ولد ونشأ بالإسكندرية، وسلك طريق الشيخ أبي الحسن الشاذلي، ونبغ في النظم، فأنشأ قصائد على طريقة ابن الفارض وغيره من (الاتحادية).ورحل إلى إخميم فتزوج واشتهر بها وصار له مريدون وأتباع، وانتقل إلى القاهرة، فسكن (الروضة) على شاطئ النيل، وكثر أصحابه، وأقبل عليه أعيان الدولة، وتوفي بها، ودفن بالقرافة.كان واعظاً، لكلامة تأثير في القلوب، ويقال: كان أمياً.وللشيخ عبد الوهاب الشعراني (كتاب) في مناقبه.له: (ديوان شعر -خ) و(نفائس العرفان من أنفاس الرحمن -خ) و(الأزل -خ) و(شعائر العرفان في ألواح الكتمان -خ) و(العروش -خ) و(الصور -خ) و(المقامات السنية المخصوص بها السادة الصوفية -خ).