
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَفكِـــف بربّــك دمعــكَ الهتّانــا
وافــرَح وهنّىــء قلبـكَ الولهانـا
واهتِـف وصـفّق واحـسُ مـن راح الـل
قـا كأسـاً لكيمـا تطـرد الأحزانـا
واسـكُب أناشـيدَ اللقـاء بمَسمَع ال
دهـــر المصـــيخ وردّدِ الألحانــا
بُشـراكَ ذا يـومُ الـولادةِ قـد أتـى
فعســاهُ يــوقظُ روحَــك الوسـنانا
أو مــا رأيــتَ صــفاءهُ وبهــاءَهُ
وجلالــــهُ وجمــــالَهُ الفَتّانـــا
قُـم يـا أخـا الشـوق الملـح وحيّه
وانثُــر عليـه الـوردَ والريحانـا
الـــورقُ تشــدو والبلابــلُ ســُجّع
والــروضُ يرقُــص ضــاحكا نَشـوانا
وعلـى الأزاهـرِ وهـي تبسـِمُ للضـحى
نثَــر الصــباح زُمُــرّدا وجمانــا
هبّـــت نســائِمُه لتَنثُــر طيبهــا
وتُـــــداعِب الأوراد والأغصــــانا
والكـــونُ يبــدو مشــرقاً مُتَهلّلا
متَبســــّما للقــــائِه مزدانـــا
وعــرائس الإلهـامِ قـد طلَعَـت فقُـم
وابــن القـوافي وارسـُم الأوزانـا
انظُـــم لآلِئَهـــا لــهُ وعقيقَهــا
ثــمّ انثُــر اليـاقوت والمرجانـا
يــا أســعدَ الأيـام يـا عنوانَهـا
أنعِــم وأكــرِم إن تكُــن عنوانـا
لَــم تَشـفِ راحُ الـذكرياتِ أوامَنـا
فعَســى نبُــلُّ مـن اللقـاءِ صـدانا
يــا أبــرَك الأعيــاد ألـفُ تحيّـةٍ
منّـــا تفيــضُ عواطِفــاً وحنانــا
أرواحنــا رَشــَفَت بفجــركَ حلمَهـا
وقلوبُنــا قــد صــفَّقَت مُـذ بانـا
عَشـــِق الملائِكُ بالســماءِ جمــالَهُ
وســبى ســناهُ الحـور والوِلـدانا
يــا فجــرَ يـومِ ولادةِ الهـادي أطِ
لَّ علــى النفــوسِ وبـدّدِ الأشـجانا
وابعَـث بهـا ميـتَ العواطـفِ واطرد
اليــأسَ المُــضّ وأيقــظِ الإيمانـا
بـك أشـرقَ المختـارُ في رادِ الضُحى
شمســاً أنــارَ ســناؤُها الأكوانـا
إنّــي لألمــحُ فــي جمالِــكَ مسـحةً
مــن حُســنهِ أغـرَت بـكَ الوجـدانا
وعلــى جبينِــكَ مــن ســناهُ غُـرَّةٌ
لـــم تعـــدَمِ اللالاءَ واللمَعانــا
يـا مَـن بهـذا اليـومِ أشـرقَ نورهُ
وأضـاءَ فـي قبـسِ الهـدى الأذهانـا
وأنــارَ بالإيمــانِ أفئِدةَ الــورى
وأزالَ عنهـــا الغــشّ والأدرانــا
وبنــى منـارَ العـدلِ بعـدَ سـقوطهِ
فمحــا ضــياهُ الظلـمَ والطغيانـا
قُـم يـا رسـولَ اللَهِ كي نشكو إليك
فمـــن ســـواكَ نبثّـــهُ شــَكوانا
قُـم يـا رسـولَ اللَهِ وانظُر هل ترى
إلا شــــُعوباً تعبُـــدُ الأوثانـــا
قُـم وانظـر الـدينَ الحنيـفَ وأهلَهُ
أعــزِز وأكبِــر أن تــراهُ مُهانـا
قُـم واهـدِنا واعمـر خـرابَ قُلوبنا
إنّــا نَبَــذنا الــدينَ والقرآنـا
إنّــا نســينا اللَــهَ حــتى سـلّطَ
البــاري علينـا يـا نـبيُّ عِـدانا
ويلاهُ أهمَلنــا التعــاليمِ الــتي
جــاءَ الكتـابُ بهـا فمـا أشـقانا
مـا أن ترَكنـا الـبرَّ والتقوى معاً
حتّــى ألِفنــا الإثــمَ والعُـدوانا
نعصــى أوامِــرَ كــلّ فــردٍ مُصـلحٍ
والــدينُ عــن عِصــيانهِ ينهانــا
والختـلُ والتـدجيلُ قـد فتكـا بنا
وتقودُنـــا أطماعُنـــا عميانـــا
كــلّ بميــدان اللــذائذِ والهـوى
يجــري ومــا تلقـى لـديهِ عنانـا
أمــا الفقيـرُ فلا تسـل عـن حـالهِ
حـــال تُــثيرُ الهــم والأحزانــا
مســـكينُ لا يشــكو وينــدبُ حظــه
ونصــــم دون شـــكاتهِ الآذانـــا
أمـــا الغنِــيُّ فقلبــهُ ويمينــهُ
لا يعرفـــانِ العطـــفَ والإحســانا
يختـالُ فـي حُلَـلِ الهنـا بينا ترى
ألــفَ التعاســَة ذاك والحرمانــا
المـــالُ ســيدُنا ونحــنُ عبيــدهُ
أو لَــم تــرَ التسـليمَ والإذعانـا
أو مـا ترانا بالمبادىء والضمائِرِ
كيـــف نفــدي الأصــفرَ الرنّانــا
والكلّ منا بالموائدِ والملابس والأث
اثِ يُفــــــــاخِر الأقرانـــــــا
أطفالُنـا اتّخَـذوا الشـوارع مسكناً
أفَينبَغـــي أن نُهمِــلُ الصــبيانا
آبــــاؤُهُم لا يرحمـــونَهُمُ ولَـــم
يجــدوا بصــَدرِ الأمّهــاتِ حنانــا
فيشــِبّ والفحشــاءُ ضــرعُ لبــانهِ
والــذِنبُ ذنــبُ رجالنــا ونِسـانا
هــذي جرائِمنــا وهــل أربابُهــا
يرجــونَ بعــدُ الصـفحَ والغُفرانـا
يــا عيـدُ إن نَشـكو إليـكَ فإنّمـا
نَشــكو إلــى مـن جاءَنـا فهَـدانا
ألعــالمُ العربــيُّ يرنــو حـائِراً
قَلِقـاً إلـى مَـن أَوقَـدوا النيرانا
وَيلاهُ قــد جَهِــلَ المصــيرَ فواسـِه
يــا عيــدُ وامسـَح دمَـعُ الهَتّانـا
حـدّثهُ قـد طـابَ الحـديثُ عـن الألى
فعســى تُــثيرُ بنَفســهِ البُركانـا
عــن مجــدِنا وملــوكِ أهــلِ الأرض
هلا نَكّســــوا الأعلامَ والتيجانـــا
حـدّث عـن الفـاروقِ عنـوانِ العـدا
لـةِ كيـفَ شـاد الملـكَ والسـلطانا
وعــن الغضــنفَرِ ســعدِ هلّا زَلزَلَـت
بزَئيرِهـــا أشـــباله الإيوانـــا
وعـن الفـتى المقـدام أعني خالداً
أيّـــامَ مَــزَّقَ جيشــُه الرومانــا
وعــن الشـام وعـن معاويَـةَ الـذي
أعلــى البنــاءَ وشــَيّدَ الأركانـا
وأدِر علــى أســماعِنا ذكـرَ الـذي
للصــينِ قــادَ الصـيدَ والشـجعانا
والضــيغمِ ابـن زيـاد طـارقَ كيـف
قـادَ السـُفن لمّـا أن غزا الإسبانا
رجَـــع بربــك قــوله إن العــدو
أمامنـــا أمّــا الخِضــَمُّ وَرانــا
وعــن الرشـيد وكيـفَ أشـرقَ تـاجُه
شمســاً أنــارَ سـناؤُها البلـدانا
فــي عصــرِهِ الـذهبي صـفّقَ راقصـاً
طرِبــاً علـى هـامِ السـماكِ لِوانـا
والمجــدُ مزدَهِــرٌ مطــلٌّ مــن عـل
عشــقَ الوجــودُ شــبابَهُ الرّيّانـا
كـانوا علـى وَجـه البَسـيطة سـادة
أبـــداً وكنّــا بعــدَهُم عبــدانا
عبـثَ الفسـادُ بنـا فبَعـثرَ ملكَنـا
والجهــل شــَتَّتَ شــملَنا فكَفانــا
أبنــاءَ يَعــربَ والكــواربُ جمَّــةٌ
هيّــا انبـذوا الأحقـادَ والأضـغانا
وتــآلفوا وتكــاتفوا وتســاندوا
مُتَراصـــفينَ وحـــرّروا الأوطانــا
إنّــا بعصــر لا يعيــشُ بــه سـوى
مــن كــان يملِـكُ صـارماً وسـِنانا
هُـم أعلَنـوا الحـربَ العوانَ على سِ
واكَ وأعلنـوا حربـا عليـكَ عوانـا
الأرضُ ترجـــفُ والســـما مغبَـــرّةٌ
وبكـــل ناحيـــةٍ تــرى شــَيطانا
والبحــرُ يبــدو عابســاً مُتَجَهّمـاً
أيــنَ الأمــانُ لِنَســألَ الرحمانـا
غــازٌ وألغــام بهـا كمـنَ الـردى
والطـــائرات تُطـــاردُ الإنســانا
ومــدافعٌ والمــوتُ مــن أفواههـا
أجــرى الــدماءَ وفــرّقَ الأبـدانا
وقنابــلٌ صــرعَ القلــوبَ صـراخُها
ويلاهُ تمحـــو الــدورَ والســكانا
لــم يسـلَمِ الطفـل الرضـيع وأمّـه
منهــا وتُــردي الشـيبَ والشـبانا
أنّــى التفــتّ فلا تـرى إلا حديـداً
أو شــــواظاً محرِقـــاً ودُخانـــا
نـــارٌ ولكــنّ الضــعيفَ وقودُهــا
واحَســـرتا إن أعلــنَ العصــيانا
هــذي ميــادينُ القتــالِ تعــدّدت
وبكـــلّ ناحيـــةِ تــرى ميــدانا
فقـد انـبرى العُقبـانُ ينفـثُ سـمّهُ
فــي كـلّ جـو فاحـذروا العُقبانـا
رحمــاكَ ربّــي فالـدما مسـتنقعاتٌ
خضــّبَت وجــه الــثرى العُريانــا
طفَــتِ الجمــاجمُ فوقَهـا وتنـاثرَت
مــن حولهــا الأشــلاءُ يـا مولانـا
يـا عيـدُ أيـنَ السـلمُ طـالَ غيابُه
فمَــتى يعــودُ وهـل يخيـبُ رجانـا
أفــرادَ يعــرُبَ والعروبـةُ تَشـتكي
هلّا شـــفَيتُم قلبَهـــا الحرانـــا
هـيَ تسـتجيرُ بكـم فقوموا وأقسِموا
يــا قــومُ ألّا تُغمِضــوا الأجفانـا
واستَمسِكوا بالعروَةِ الوُثقى وكونوا
صــــادقينَ عقيــــدةٌ ولِســــانا
كـــلّ الشــعوبِ تقــدّمَت وتحَــرّرت
أيروقكُــم ســجنُ الحيــاةِ مكانـا
يـا نشـءُ أمّـة يعـرُبٍ عقـدت عليـك
رجاءَهـــا قــم قــدّم القربانــا
يـا نشـءُ يـا أمـلَ البلاد وسـؤلَها
أقســِم علــى أن لا تطيــقَ هوانـا
أقســم لهـا أن لا تنـامَ وأن تظـلّ
علــى الــولاءِ لهــا وأن تتفـانى
أقســم علــى أن لا يعيـشَ بأرضـِها
مــن بــاعَ مبــداهُ وشــَذّ وخانـا
أقســِم إذا مــا الخصـمُ حـاولَ أن
يهاجِمَهـا علـى أن لا تكـون َجيانـا
أقسِم لها يا نشءُ إن نادى المنادي
للــــوَغى أن تلبِـــسَ الأكفانـــا
وأعِـد سـعادَتها إليهـا أيّهـا الن
شــءُ الجديــدُ وأعِطهـا البُرهانـا
فــاللَهُ نِعَــم العــون جـلّ جلالُـه
إن تعـــدَمِ الأنصـــارَ والأعوانــا
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).