
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نـوحي بعقـر السجن نوحي
فصـداهُ فـي أعمـاق روحي
نــوحي فقـد سـالت جـرو
حـك مثلمـا سـالت جروحي
نــوحي فمـا أغنـى غبـو
قــك لا ولا أجـدى صـبوحي
نــوحي وبالســرّ المــق
دس لا تبــوحي أو فبـوحي
نــوحي فجسـمك مثـل جـس
مـي قـد طواه اليأس طيّا
نــوحي فروحــك مثـل رو
حـي كم كواها الوجد كيّا
نــوحي فنفسـك مثـل نـف
سـي لـم تجـد زاداً وريا
يــا للشـقاء ويـا لبـؤ
س شــقيقة تهــوى شـقيا
نــوحي فقلبـك مثـل قـل
بــي لــم يبــلّ أوامـه
نـوحي علـى طلـل الصـبا
واستعرضــــي أيّــــامه
نـوحي علـى الحـب البري
ء وكفّنـــــي أحلامــــه
نـوحي علـى القلب الجري
ح وشــــيعي أوهــــامه
نـوحي علـى جـدث المنـى
فـي غـورِ خافقـك الكئيب
نـوحي فقـد ولّـى الربـي
ع وأجـدب الوادي الخصيب
نـــوحي فكـــم قمريّــة
فيــه تنــوح وعنــدليب
وهنــاك كــم مـن زهـرة
ذبُلَــت وكـم غُصـن رطيـب
ليلايَ يــا نجــوايَ يــا
دنيـايَ يـا أملي الوحيد
طــوت الفــروقُ بسـاطنا
وتنكّــر العيـشُ الرغيـد
والــــذكريات مطلبـــة
مـن كسوّةِ الماضي البعيد
ترنــو لحاضــرنا الشـق
ي وتنـدب الماضي السعيد
يـا بنـت من وأد الفضيل
لـة بيـن أحضان الرذيلة
وطغــى فــراح يبـلّ مـن
دم كــل منكــوب غليلـه
لهفـي علـى تلـك المشـا
عـر والأحاسـيس النـبيله
وعلــى جمالــك والشـبا
ب الغـضّ لهفـي يا خميله
يــا للشراســة والرعـو
نـة والحماقـة والجهاله
يــا للــدناءة والسـفا
هـة والسـفالة والنذاله
بــاعوك بـالثمن الزهـي
د فأين يا ليلى العداله
وســقوك كأســاً ملؤُهــا
صـابُ الأسـى حتى الثماله
زجـــوكِ واأســفاهُ فــي
سـجنِ التقاليـد القديمه
للَــه مــا كابــدت فـي
هِ مـن الأسـاليب العقيمه
لا درّ درّك مــــــــن أبٍ
فـــظٍّ ووالــدةٍ لئيمــه
يـا قاتـل اللَـهُ التعـص
ب كـم تمخّـض عـن جريمـه
حجبــوك عـن عينـي وعـي
ن القلـب تخـترق الحجاب
فليوصــدوا ســحقا لهـم
بينـي وبينـك ألـف بـاب
حــربٌ وكــم يــا رب أع
لنهـا الثعـالبُ والذئاب
تــذكي المطـامع نارهـا
ووقودهــا مهـج الشـباب
قـد أرغمـوك علـى الزوا
ج بـذلك الشـيخ الوضـيع
أغراهـــم بالمـــال وه
و المـال معبـود الجميع
فقضــوا علــى آمالنــا
وجنـوا على الحب الرفيع
مـا راع مثـل الـورد يذ
بـل وهـو في فصل الربيع
قــد زينـوا الأحـداث وي
لهمــو وســمّوها مخـادع
كــم ذوّبــت فيهـا كبـو
دٌ واكتـوت فيهـا أضـالع
وتحطّمـــت مهـــجٌ وســا
لـت أنفـسٌ وجـرت مـدامع
هــذا ومــا مــن زاجـرٍ
كلا ولا فــي الحــيّ رادع
زقّــت وهــل زفّــت فتـا
ة الحـي للـزوج الحـبيب
هــل أخفقــت أم حققــت
بزفافهـا الحلـم الذهيب
وارحمتــاهُ لهــا فقــد
زفـت إلـى السجن الرهيب
وغــدت بـه نهـب الجـوى
والشـجو والهـمّ المـذيب
هـل كـان فـي استقبالها
فيــه سـوى شـبح الـردى
قــد أُدخلــت ليلا علــي
ه فكـــان ليلا ســـرمدا
شــُلّت يــداه فكـم بهـا
عـــاثت ألا شــلّت يــدا
وحســا علــى صــرخاتها
دمهــا الزكــيّ وعربـدا
أو كـان أهلـك يـا فتات
ي والأقـــارب والصــحاب
إلّا الأراقـــم والعقـــا
رب والثعــــالب والكلاب
قـــد شـــيعوك فخــبري
نـي بعـدما طـويَ الكتاب
مــاذا لقيــت بـذلك ال
قـبر المخيـف من العذاب
ليلـى ومـا لادنيـا سـوى
نـار الكريمـة والكريـم
أوّاهُ مـــن داء قــد اس
تشـرى وجـرح فـي الصميم
ربــاه رفقــا بالجــدي
د فكـم شـكا جور القديم
وطغــت أبالســةُ الجحـي
م علــى ملائكـة النعيـم
يــا للمهـازل والجـرائ
ئم والمآســي والمسـاخر
غــدت العـذارى كالعقـا
ئد والمبـاديء والضمائر
ســلعا تبــاع وتشــترى
علنـا بأسـواق الحواضـر
والرابحــون بهــا لهـم
منـا التهـاني والبشائر
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).