
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طرَقتنــي فجــر يـوم المولـد
وأبوهــا عــاكفٌ فـي المسـجد
فـالتقى الثغـران رغـم الحسد
وكلانــا متعــبُ القلــب صـدي
غـادةٌ لـم تخـش إنـذار أبيها
لا ولـم تحفـل بتهديـد أخيهـا
حيـن قالت أمّها قومي أغنميها
ســاعة هيــا معــي لا تقعـدي
فارتـدت ثـوبَ أخيها وهو نائم
وأتــت تحرسـُها والجـوّ غـائم
بــأبي هائمــة زفّــت لهـائم
موجــع القلــب جريـح الكبـد
فشــجا نفسـيَ مـا مـرّ ببـالي
حيـن أبكاهـا شـحوبي وهزالـي
قلـتُ صـونيها فإنّ الدمع غالي
أدمعـــاً للـــروح لا للجســد
ونشـــرنا وطوينـــا صــفحات
وسـخرنا مـن أراجيـف الوشـاة
وتصـــفّحنا ســجل الــذكريات
برهـةٌ وانـدمل الجـرح النـدي
ثـــم قـــالت ورذاذ المطــر
حبـــس الطيــر ولمــا يطــر
هات بنت النخل يا ابن العسكر
لا يطـاق الصـحو فـي ذا البلد
هاتهـا بيضـاء من خمر العراق
كـم بهـا حلّـق بالندمان ساقي
ولنعاقرهـا معـا قبـل الفراق
ثــم قـامت ونضـَت مـا ترتـدي
وفضضـنا ختمهـا والسـعد باسم
وسـكبناها علـى همـس النسائم
وأدرناهـا وأنـف الشـيخ راغم
وشـــربناها ولـــم نقتصـــد
خمـرةً تسمو بذي الخلق الكريم
بـتّ منهـا فـي فراديس النعيم
قبلـتي كأسـي ومعبـودي نديمي
مـا ألـذّ الخمـر من تلك اليد
يـد حسـناءٍ تعطـي الراح شاعر
ذات حـسٍّ يخلـبُ الألبـابَ سـاحر
فجــبين زاهـر والجفـن فـاتر
وفــم يغــري وشــعر عســجدي
يـا لمـرآى شـاعر يسقي غريره
ويناغيهـــا بألحــانٍ مــثره
ولمــرآى غـادة نشـوى صـغيره
وهــي تســقيه وكـم قـالت زد
وشـــفينا إذ ســكرنا الغللا
وتغنّـــت بهوانـــا كيــف لا
فانتشـى الكـون وقد أصغى إلى
صـوتها العـذب الحنـون الغرد
واعتنقنـا يـا لهـا من لحظات
هـي سر العيش بل معنى الحياة
مـن رآنـا خالنا صرعى السبات
آه لــو كــان ســباتا أبـدي
وترشـــفنا حميـــا القبـــل
وتركنـا النـوم للغـر الخلـي
وتحـــدثنا عـــن المســتقبل
وأزحنـا السـتر عن دنيا الغد
وأفقنـا فـإذا بالشـيخ قـادم
وكلانــا مطمئن النفــس نـاعم
وافترقنـا ولتقُم شتى المزاعم
فلظـى مـأوى الأثيـم المعتـدي
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).