
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حـــيّ الأســاتِذةَ الكــرامَ تحيّــةً
تُــزري بعــرفِ المســك والريحـانِ
عــذراءَ مصــدَرُها سـُوَيداءُ الحشـا
أحلــى وأشــهى مـن عـروسِ الحـانِ
وأرقُّ مــن نَغَــم البلابــلِ عنـدما
تســــتَقبِلُ الأصـــباحَ بالألحـــانِ
وأخَــف مــن نســَماتِ نيسـانٍ وَقـد
خَطَـــرت مُداعبَــةً غُصــونَ البــانِ
وأحـرّ مـن قلـبِ المشـوقِ إذا دعـا
داعــي الفــراقِ ومُهجـةِ الغيـرانِ
فأزفّهـــا لكــمُ يشــارِكُني بهــا
الشــَعبُ الكريــمُ وصـفوةُ الشـبّانِ
والقَلــبُ مـن فَـرط السـرور مُصـَفّقٌ
والــروحُ ترقُــصُ رقصــةَ النشـوانِ
والكــلُّ مغتَبــطٌ بيــومِ إيــابكُم
فَـــرِحٌ وهـــذي حالــةُ الوَلهــانِ
فلـو أنّنـا نَسـتقبلُ العيـدَين فـي
أَفراحــــهِ لاستَبشـــَرَ العيـــدانِ
زَهَــتِ المــدارسُ وانثَنــى طلّابُهـا
لقُـــدومِكُم يتَبـــادلونَ تهـــاني
لا غــروَ فـالطلابُ قـد عَشـِقوا بكُـم
صــِدقَ الوفــا وطهــارةَ الوجـدانِ
والعطـــفَ والميــلَ الــبريءَ ولا
غرابــةَ فــالمُعلّمُ والــدٌ متفـانِ
شـــكَتِ الأوامَ نُفوســـُهُم فتــذَوَّقَت
تلـــكَ النفـــوسُ حلاوةَ الإيمـــانِ
وأمــامَ مصـباحِ الثقافـةِ قـد تلاش
تِ ظلمَــــةُ الأفكـــارِ والأذهـــان
وغَرَســـتمو بحــدائِقِ الأرواحِ كــل
حميــــدةٍ والـــروحُ كالبُســـتان
فـالمرءُ بالعَقـل المنيـرِ وإن دجا
مـا الفـرقُ بيـن المـرءِ والحيوانِ
إنّ الشـــباب إذا زكَـــت أخلاقــهُ
والنفـــسَ طهّرَهـــا مـــن الأدرانِ
هُــوَ فـي البلادِ ولا إخالـكَ جـاهلاً
بمثابـــــةِ الأرواحِ بالأبـــــدانِ
هـوَ قلبُهـا الخفّـاقُ والركنُ القوي
مُ وَســورُها الحـامي مـن العـدوان
بــاللَهِ يـا رُسـلِ الثقافـةِ خبّـرو
نـا كيـف حـالُ الأخـتِ يـا إخـواني
أعنـــي فلســطيناً وكيــف أميــن
نُهــا وجنــودُه وبقيّــةُ الســكّانِ
بعـدَ الكفـاحِ وبعـدما بـثّ اليهـو
دُ شـــُرورَهم فيهــا بكُــلّ مكــان
إنّــي ســمِعتُ نـداءَها وسـمِعتُ تَـل
بيــةَ الضــياغمِ مـن بنـي عـدنان
وزئيـرَ أشـبالِ العروبـةِ مـن بَنـي
غســـّانَ لا نُكِبـــوا بنــو غســّان
وتقــولُ يـا أشـبالَ آسـادِ الشـرى
جــاءَ اليهــودُ ودنّســوا أحضـاني
لا درّ درّ الغـــــادرين فــــإنّهُم
وعــدوا اليهـودَ بقسـمةِ البُلـدانِ
وبنــيَّ كالغربــاءِ فــي أوطـانِهِم
أو ليــسَ هــذا مُنتهــى الطغيـان
فهنـاكَ فاضـَت بالـدموع محـا جـرى
وَأَجبتُهــــا بتوَجِّــــعٍ وحنــــانِ
يـا مَهبـطَ الـوَحي القـديم ومَرقـدَ
الرُســلِ الكــرامِ ومَنبـعَ الأديـان
لا تحزنــي ليســَت بصــفقةِ رابــحٍ
يـا أُخـتُ بـل هـيَ صـفقةُ الخسـرانِ
مــا وَعــدُ بلفــورٍ ســوى أُمنيـةٍ
ونـــداؤُهُ ضـــربٌ مــنَ الهــذَيانِ
أبنـــاءُ عـــدنانٍ وغســّانٍ ومــا
نــادَيتُ غيــرَ الصــيدِ والشـجعان
الصــامدونَ إذا الصــفوفُ تلاحَمَــت
وتصـــادمَ الفُرســـانُ بالفُرســان
والضــاحكونَ إذا الأســنّةُ والظبـا
هتَكَـــت ظلامَ النَقـــع باللمعــان
والهــاتِفونَ إذا الــدماءُ تـدفّقَت
أعنــي دمــا الأبطــالِ بالميـدانِ
وإذا الصـوارمُ والقَنـا يومَ الوغى
ذَرَفَـت علـى الشـهداءِ دمعـاً قـاني
آنَ الأوانُ وقيتُمــو كيــدَ العِــدا
والخَصـــمُ بالمرصــادِ كالثُعبــانِ
ثــوروا وَرُدوا كَيــدَهُ فــي نَحـرهِ
وذيـــولهِ لا عـــاشَ كـــلُّ جَبــانِ
مــا كــانَ بالحســبانِ أن يهبـوا
اليهـودَ بلادَنـا مـا كانَ بالحسبانِ
لتُبَرهنـــوا أنّ النفـــوسَ أبيّــةٌ
وليرجِعـــوا بالـــذلِّ والخـــذلانِ
يانشـءُ هـل مـن نهضـةٍ نُحيـي بهـا
المجــدَ الأثيــلَ كنَهضـةِ الجابـانِ
يـا نشـءُ هـل مـن وثبـةٍ نشفي بها
هــذا الغليــلَ كوثبــةِ الطليـان
يـا نشـءُ هـل مـن صرخةٍ تدع العِدا
صــرعى الــذهولِ كصــرخَةِ الألمـان
يـا نشـءُ عَرقَلَـتِ العمـائمُ سـيرنا
والــدينُ أضــحى ســُلّماً للجــاني
يـا نشـءُ وا أسـفا علـى ديـنٍ غدا
أحبولــــةً للأصــــفر الرنــــانِ
فجــرائمُ العلمــاءِ وهــيَ كـثيرةٌ
تنمــو بظــلّ الصــفحِ والغُفــران
كيــفَ النهــوضُ بأمَّــةٍ بلهـاءَ لا
تنفَـــك عاكِفَـــةً علــى الأوثــان
هيهــات نبنـي مـا بنـاه جـدودنا
وننــال فـي هـذي الحيـاة أمـاني
وشــريعةُ الهــادي غـدت واحسـرَتا
فــي عــالمِ الإهمــالِ والنســيانِ
نرجـو السعادةَ في الحياة ولم نُنَفِّ
ذ فــي الحيــاة أوامــر القـرآن
بالــدينِ قـد نـالَ الجـودُ منـاهمُ
وغـــدوا وربــي بهجــةَ الأزمــان
فتحـوا الفتـوحَ ومهّدوا طُرق العلا
واستســلَمَ القاصـي لهـم والـداني
طــرَدوا هِرقـل فـراح ينـدبُ ملكـهُ
وقَضــوا علــى كســرى أنوشــروانِ
وعَنَــت إلــى الخطــابِ تخطـبُ ودَّهُ
رُســلُ الملــوكِ لهيبَــةِ السـلطانِ
والســعدُ رافـقَ سـعدَ فـي غرواتـهِ
فقَضـــى صــلاةَ الفتــحِ بــالإيوانِ
وتقَهقــرت ذعــراً لصــولةِ خالــدٍ
يــومَ النــزالِ كتــائبُ الرومـانِ
قـــادَ الجيـــوشَ بهمّــةٍ وثّابَــةٍ
وبــــهِ تحُــــفُّ ملائِكُ الرحمــــنِ
والمجـــدُ تَـــوَّجهُ بتــاجٍ زاهِــرٍ
مــا مثلــهُ تــاجٌ مــن التيجـانِ
وغــزا صـميمَ الشـرقِ جيـشُ قُتَيبَـةٍ
وتوَغّــلَ ابــنُ زيـادِ فـي الأسـبانِ
وبنـــى معاويـــةٌ بجلَّــقَ عرشــَهُ
فأضـا سـماءَ الشـرقِ تـاجُ البـاني
وحنَــت لهَيبَتِــهِ الملـوكُ رؤوسـَها
ولمـــن تلاهُ مـــن بنــي مــروانِ
وأقــامَ هــرونُ الرشــيدُ وإبنُــهُ
المـأمونُ صـرحَ العلـم فـي بغـدان
ومجـالسُ العلمـاءِ والعظمـاءِ والأد
بــــاءِ والشـــعراء والنـــدمان
واليـومَ أيـنَ حضـارةُ العـربِ التي
أنوارُهــا ســطَعَت علــى الأكــوانِ
وبنايـةُ المجـد الـتي قـد نـاطحَت
هــامَ الســماكِ ومشــعلَ العِرفـانِ
عصــفَت بهــا ريـحُ الفسـاد فهـدّتِ
الأركــانَ رغــمَ مناعــةِ الأركــان
وطنــي وصــيّرنا الزمــان أذلّــةً
لنعيــشَ فــي الأوطــان كالعبـدانِ
نعصــي أوامــرَ كــلّ فــردٍ مُصـلحٍ
والــدينُ ينهانــا عــن العِصـيان
والختـلُ والتـدجيلُ قـد فتكـا بنا
وتَقودُنـــا الأطمـــاعُ كالعميــانِ
كــلٌّ بميــدانِ للــذائذِ والهــوى
تَلقـــى عـــواطِفَه بغيــرِ عنــانِ
ذو المــالِ نغفــرُ ذنبَــهُ ونُجِلّـهُ
أبـــداً فتلقــاهُ عظيــمَ الشــانِ
أمّــا الفقيـرُ فلا تسـَل عـن حـالهِ
حـــالٌ تُـــثيرُ لواعــجَ الأشــجانِ
والحُـــرُّ نُشـــبعهُ أذىً ونُـــذيقهُ
ســوءَ العــذابِ ولا يــزالُ يُعـاني
ونُحيــطُ بــالتعظيمِ كــلّ منــافقٍ
بــاعَ الضــميرَ بــأبخسِ الأثمــانِ
ما نحنُ في وطنٍ إذا صرخَ الغيورُ به
يــــرى نفـــراً مـــن الأعـــوانِ
مـا نحـنُ فـي وطـنٍ إذا نـادى الأب
يُّ بــه يُجــابُ نـداهُ يـا أقرانـي
وطـــنٌ بــهِ يتجــرَّعُ الأحــرارُ وا
أســفاهُ صــابَ البُــؤسِ والحرمـانِ
ويلاهُ أجنِحَـــةُ الصـــقورِ تكســَّرَت
والنســرُ لا يقــوى علـى الطيـران
وأرى الفضـاء الرحـبَ أصـبحَ مسرَحاً
واحســـرَتا للبـــوم والغربـــانِ
والليــثُ أمســى بــالعرينِ مُكَبَّلا
والكَلــبُ يرتَـعُ فـي لحـومِ الضـانِ
مــا أن يُطَبِّــلُ فــي البلادِ مُطبِّـلٌ
حـــتى تُصـــَفّقُ عصــبَةُ الشــيطانِ
أو كلّمــا نعـبَ الغُـرابُ وغـصَّ فـي
تنعــابهِ نعــبَ الغُــرابُ الثـاني
فلــمَ التخــاذلُ والعروبـةُ أُمُّنـا
ولــمَ الشــقاقُ ونحـنُ مـن عـدنانِ
ولــم التفـاخرُ بـالموائدِ والملاب
سِ والأثـــاثِ وشـــاهقِ الجُـــدرانِ
ولـمَ التعصّبُ بالمذاهبِ يا بَني الأ
وطــانِ وهــوَ أســاسُ كــلِّ هــوانِ
فقلوبُنــــا للَــــهِ والأجســــامُ
للغَـــــبراِْ والأرواحُ للأوطـــــانِ
فتعاضــدوا وتكــاتَفوا وتــآلفوا
وتســـاندوا كتســـَاندِ البُنيــانِ
وتــآمروا بــالبرِّ والتقــوى ولا
تتـــآمروا بـــالإثمِ والعـــدوانِ
تجــري السـفينةُ فـي مُحيـطٍ هـائلٍ
وعُيونُنــا ترنــو إلــى الربــانِ
كيـفَ السـبيلُ إلى النجاةِ ولم تَزل
عُــرضَ الخضــمّ ســفائنُ القُرصــانِ
ربّــاهُ جـارَ الأقويـا فـانظُر إلـى
مـــا يفعَــلُ الإنســانُ بالإنســانِ
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).