
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ولهـان يفـترش الرمال أصيلا
فيخـاله الـرائي هناك عليلا
طـــورا يئنّ وتــارة يبكــي
وآونـةً تـراه صـامتاً مذهولا
كالطفـل أشجاهُ الفطامُ فطرفُهُ
أبـداً تـراه بالـدموع بليلا
أو كـاليتيم وقد تملكهُ الأسى
فبكى وهل تشفي الدموع غليلا
وارحمتـاه لـه فلم ير راحماً
فــي قـومه ومواسـياً ومقيلا
مسـكين لا حـرجٌ عليه إذا بكى
وإذا هنالـك راح ينشـد سولا
فالشـاطىء الرملـي مهبط حبه
ولكــم هنالـك رتـل الإنجيلا
ويبــث كـل نسـيمةٍ مـرت بـه
شكوى تسيل لها النفوس مسيلا
لا غـرو إن راح النسـيم بسره
فإليه من يهوى اصطفته رسولا
أوّاه مـن ذكـراي ليلة أقبلَت
سـكرى تجرُّ على الرمال ذيولا
فـالقلب صـفّق هاتفـا ومرتّلا
للقائهـا نغـم الهوى ترتيلا
رددت تقديسـا وتعظيمـا لهـا
بسـجودي التكـبير والتهليلا
وطفقـت أقطـف من شقائق خدّها
ولكـم رشفت رضابها المعسولا
فتقـول لـي والكأس خصّب كفّها
إنّـي لأهـوى الضـم والتقبيلا
فأجبت أخشى البدر يفشي سرنا
فأضـفي علينا شعرك المسدولا
مـا أن أداعبُ نهدها بأناملي
حـتى أطـوّق خصـرها المهزولا
فتخالنا فوق الرمال ونحن في
سـكر الغـرام يثينـةً وجميلا
قسـماً سواها ما اتخذت خليلة
كلا ولا اختــذت ســواي خليلا
قـدمت قربانـا لمذبـح حبهـا
روحـي مـتى كان المحب بخيلا
حـواء والهفـي عليك فما سلا
قلـبي ولا أرضـى سـواك بديلا
أهلوك قد جاروا عليك وعافني
أهلـي ومـا أزمعت بعد رحيلا
تـذكارك المحبوب معبودي متى
ينسـاك صـبّ يعبـد المنـديلا
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).