
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بــكِ بالشـوقِ بالضـنى يـا جـاره
اســعِفيني بالكــأسِ والســيجارَه
يـا ابنةَ الجارِ أرمَضَ الصحوُ قلبي
وشــجا خــاطري وشــَقَّ المــرارَه
اخرِجينـي مـن الظلامِ إلـى النـور
وفــرضٌ أن يُســعِفُ الجــارُ جـارَه
يــا عــروسَ الأحلامِ بـاللَهِ هـاتي
وخُــذي ولنَفُــضُّ هــذي البكــارَه
أشــعِلي تلـكَ تـارةً واترعـي مـن
خمــرةِ الرافــدين هاتيـكَ تـارَه
ودعينـي مـا بينَ سيجارتي والكاس
أبكـــي الصـــبا وآخــذُ ثــارَه
خفّفـي العتـبَ أوصـدي البابَ قومي
واطمئنّــي فالشــيخُ غــادرَ دارَه
لسـتُ أخشـى عليـكِ مـن أمّكِ السوء
فكـــم رحّبَــت بهــذي الزيــارَه
يـا ابنةَ الشيخِ يا مُنى النفسِ يا
ريحانَـةَ الحـيّ أوقـدَ الشوقُ نارَه
إنقَعـــي غُلّــتي فبَيــنَ ضــُلوعي
خــافِقٌ شــفَّهُ الصــدى لا حِجــارَه
واخرُجـي بـي من عالمِ الإفكِ والبُه
تـانِ والبَغـيِ والخَنـا والـدَعارَه
لســَماءِ الــروى وشــتّى الأمـاني
فبَنــاتُ القَريــضِ رهــنُ الإشـارَه
حيــثُ يحلـو الهـوى ويَسـكُب فجـرُ
الحــبِّ فــي كــلِّ خـافقٍ أنـوارَه
عــانِقيني وأطفئي غُلَّــةَ الــروح
فجِســمي بــراهُ مــا ف القَـرارَه
وضـــعي ثغـــرَكِ الشــنيبَ علــى
ثغــري وهــاتي صـهباءَهُ بحـرارَه
اسـقنيها علـى وجيبِ فؤادَينا فقد
أســـــدَلَ الــــدجى أَســــتارَه
واصــهَري كــلّ مـا يجيـشُ بصـَدري
مــن شـعورٍ هضـمُ الحقـوق أثـارَه
يا ابنةَ الجارِ يا مُنى النفسِ لا تَ
أسـَي إذا مـا الواشي أثارَ غُبارَه
ذابَ قلـبي أو كـادَ يـا ربَّـةَ الحُ
ســنِ خُــذيهِ واســتَطلِعي أسـرارَه
يا فتاتي باللَهِ عفواً إذا ما رحتُ
أشـــكو إليـــكِ فوضـــى الإدارَه
سـائلي الحـيَّ لا عـدِمتُكِ عـن عَبدا
نـــهِ حيـــنَ ضــايقوا احــرارَه
ســائليهِ عـن الفقيـر لـهُ اللَـهُ
وكـــم بـــاتَ يشـــتكي تُجّــارَه
الأفــاعي فـي أفقـهِ تنفـثُ السـُمَّ
وقـــد أخــرسَ الفحيــحُ هــزارَه
كــم ملاكٍ أمســى فأصـبح شـيطاناً
رجيمـــاً مُـــذ ســمَّمَت أفكــارَه
أيــنَ منــهُ أقمـارهُ لهـفَ نفسـي
غَيَّـــبَ الــدهرُ ويحَــهُ أقمــارَه
أيــنَ منـهُ الكـؤوسُ واحـرَّ قلـبي
الحُمَيّــا كــم ضــاحكَت أســحارَه
أيــنَ منــهُ ســمّارُهُ والنــدامى
والــدراري كــم راقَصـَت أسـمارَه
ســائِليهِ وحــدّثي الشـاعر المـن
كــودَ عنــهُ وَســَجّلي اســتِنكارَه
وارفَعـي شـكواهُ إلـى اللَـهِ وهناً
وأذيعـــي لا تكتُمـــي أخبـــارَه
يـا فَتـاتي رُحمـاكِ قد يَمَّمَ الدارَ
أســـيرُ الأســـى فحلّــي إســارَه
كيــفَ أشـدو والوضـعُ حطّـمَ عـودي
والأراجيــــفُ قطَّعَـــت أوتـــارَه
وريــاحُ الحِرمــانِ هبَّـت علـى رَو
ضِ شــــبابي وصـــوّحَت أزهـــارَه
وخريـــفُ الحيــاةِ أخــرَسَ لمّــا
صـــرَخَت بـــي شــجونُه أطيــارَه
مـــا رَنيــنُ الأوتــارِ إلّا صــدى
إرنــانِ قلــبي وأنَّـةِ القيثـارَه
وقصـــيدي بقيّـــةٌ مـــن فُــؤادٍ
عَصــــَرَتهُ الآلامُ فهـــوَ عُصـــارَه
يـا فتـاتي رحمـاكِ قد يمَّمَ الدارَ
أســـيرُ الأســـى فحلّــي إســارَه
كــم هَفَــت روحــهُ إليــكِ وقــد
جــاءَ بهــا لا بنفســهِ الأمّــارَه
ليلُـــهُ حالِــكُ الســوادِ طويــلٌ
والشـجا المـرُّ قـد أحـال نهـارَه
فــاترِكيهِ حــتى الصــبح صـريعاً
وإذا مـــا أفــاقَ داوي خمــارَه
مــا رَبحنـا يـا وضـعُ قـطُّ ولكـن
حسـبُنا لـو أشـفَقتُ تلـكَ الخَساره
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).