
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كُفّــــي الملامَ وعَلّلينـــي
فالشـــَكُّ أودى بـــاليقينِ
وتنـاهَبَت كبـدي الشجونُ فم
ن مجيـــري مـــن شــجوني
وأمضـّني الـداء العياء فم
ن مُغيـــثي مـــن معينــي
أيــنَ الــتي خُلِقَــت لتَـه
وانــي وبــاتَت تجتَــويني
أُمّــاهُ قــد غَلَــبَ الأســى
كُفّــــي الملامَ وعلّلينـــي
اللَـــه يــا أمّــاهُ فــيّ
ترَفّقـــــي لا تعــــذُليني
أرهَقــتِ روحــي بالعتــابِ
فأَمســــِكيه أو ذَرينــــي
أنــا شــاعرٌ أنــا بـائسٌ
أنــا مســتهامٌ فاعـذُريني
أنـا مِـن حنينـي فـي جحيمٍ
آهِ مـــن حـــرّ الحنيـــنِ
أنــا تــائه فــي غيهَــبٍ
شــبحُ الـردى فيـه قرينـي
ضـاقَت بـيَ الـدنيا دَعينـي
أنـــدبُ الماضــي دَعينــي
وأنـا السـجينُ بعقـرِ داري
فاســمَعي شــكوى الســجينِ
بهــزالِ جســمي باصـفراري
بالتجعّـــــدِ بالغُصــــونِ
وطَنـي ومـا أقسـى الحيـاةَ
بــهِ علــى الحُــرّ الأميـن
وَأَلَــــذُّ بيـــنَ رُبـــوعهِ
مــن عيشـتي كـاسُ المنـونِ
قــد كنـتَ فـردوسَ الـدخيل
وجنّــــةَ النّـــذلِ الخئونِ
لَهَفــي علـى الأحـرارِ فيـك
وهـــم بأعمــاقِ الســجون
ودُمــوعُهُم مُهَــج وأكبــادٌ
تَرَقـــرَقُ فـــي العيـــونِ
مـا راعَ مثـلُ الليـثِ يُـؤسَ
رُ وابــنُ آوى فـي العريـنِ
والبُلبُــلُ الغريــدُ يهـوي
والغُــرابُ علــى الغُصــونِ
وطَنــي وأدتُ بــكَ الشـباب
وكــلَّ مــا ملَكَــت يَمينـي
وقَبَـــرتُ فيـــكَ مواهــبي
واســتَنزَفَت غُللــي شـُؤوني
ودَفَنــتُ شــتّى الــذكرياتِ
بِغـــورِ خــافِقيَ الطعيــنِ
وكســـَرتُ كأســـيَ بَعــدَما
ذابَــت بأحشــائي لحــومي
وســـكَبتها شــعراً رثيــتُ
بـــهِ الـــروح الحَزيـــنِ
وطَوَيتُهـــا صـــُحُفاً ضــَنَتُ
بهــا ومـا أنـا بالضـنينِ
وَرجعــتُ صـفرَ الكـفِّ مُنطَـوِ
يـــاً علـــى ســرٍّ دَفيــنِ
فلأنــتَ يـا وَطنـي المـدينُ
ومـــا هــزارُكَ بالمــدينِ
وَطَنـي ومـا سـاءَت بِغَير بن
يــكَ يــا وَطنــي ظُنــوني
أنـا لَـم أجـد فيهم خَديناً
آهِ مَـــن لـــي بالخــدينِ
واضــَيعةَ الأمــلِ الشــريد
وخَيبــةَ القلــبِ الحَنــونِ
رقَصـوا علـى نـوحي وإعـوا
لـــي واطرَبَهُـــم أنينــي
وتَحـامَلوا ظُلمـاً وعـذواناً
علــــــيّ وأرهقــــــوني
فعرفتهُـــــم ونَبَــــذتُهُم
لكنّهـــم لـــم يعرفــوني
وهنـــاكَ منهُـــم معشـــرٌ
أُفٍّ لهُـــم كــم ضــايَقوني
هـــذا رمــاني بالشــذوذِ
وذا رمــــاني بـــالجنونِ
وهُنــاكَ مِنهُـم مـن رمـاني
بالخلاعـــــةِ والمجــــونِ
وتطــــاولَ المتعصــــّبون
ومـــا كفَـــرتُ وكفّرونــي
وأنـــا الأبـــيُّ النفـــسِ
ذو الوجدانِ والشرفِ المصونِ
اللَــهُ يشــهدُ لــي ومــا
أنــا بالـذليلِ المسـتكينِ
لا درّ درهــــــمُ فلَـــــو
حُــزتُ النضــارَ لأكرمــوني
أو بعـــتُ وجــداني بــأس
واقِ النفـــاقِ لأكرمـــوني
أو رحـتُ أحـرقُ فـي الدواو
يـــنِ البخــورَ لأنصــفوني
فعرفـــتُ ذنــبي أن كبــش
ي ليــسَ بــالكبش السـمين
يــا قــومُ كُفّــوا دينُكُـم
لكـمُ ولـي يـا قَـومُ دينـي
ليلايَ يــا حُلــمَ الفــؤادِ
الحلـوَ يـا دنيـا الفُنـونِ
يــا ربَّـةَ الشـرفِ الرفيـعِ
البكــرِ والخُلُــقِ الرصـينِ
يــا خمـرةَ القلـبِ الشـجي
وحجّـــةَ العقــلِ الرزيــنِ
صــُنتُ العهــودَ ولَـم أحِـد
عنهــا فيــا ليلايَ صــوني
عـــودي لقَيســِك بــالهوى
العُــذريِّ بـالقلبِ الرهيـنِ
عـــودي إليــه وشــاطريهِ
الحــبَّ بالــدمعِ الســخينِ
عـــودي إليـــه واســمعي
نجــواهُ فــي ظـلّ السـكون
فهــو الــذي لهـواكِ ضـحّى
بــــالرخيصِ وبــــالثمينِ
ليلـــى تعــالَي زوّدينــي
قبــلَ الممــاتِ ووَدّعينــي
ليلايَ لا تتمَنّعـــــــــــي
رُحمــاكِ بــي لا تخــذُليني
ليلـــى تعــالَي واســمعي
وحــيَ الضــميرِ وحــدّثيني
ودعـي العتابَ إذا التقَينا
أو فَفـــي رفـــقٍ وليـــنِ
لــم لا وَعُمـرُ فتـاكِ أطـوَلُ
منـــهُ عُمـــرُ الياســَمينِ
لِلَـــهِ آلامـــي وأوصــابي
إذا لـــــم تُســـــعِفيني
هيمــانَ كــالمجنونِ أخبِـطُ
فــــي الظلامِ فـــأخرجيني
مُتَعَثِّــراً نهــبَ الوســاوِسِ
والمخــــاوِفِ والظنــــونِ
حَفَّــــت بــــيَ الأشـــباحُ
صــارخةً بربِّــكِ أنقِــذيني
واشــفي غليلــي وابعــثي
ميــتَ اليَقيــنِ ودَلّلينــي
ليلــى إذا حُــمَّ الرحيــلُ
وغَـــصَّ قَيســـُكِ بـــالأنينِ
ورَأيــــتِ أحلامَ الصــــَبا
والحُــبّ صـرعى فـي جُفـوني
ولَفَظـــتُ روحــي فــاطبعي
قبـلَ الـوداعِ علـى جَـبيني
وإذا مشــــَوا بجنـــازَتي
بِبَنـــاتِ فكــري شــَيّعيني
وإذا دُفِنـــــتُ فَبلّلــــي
بالــدمعِ قَـبري واذكُرينـي
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).