
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حــيّ الصـباح إذا تبسـم
وصـغ العقـود إذا تكلـم
واعبـد بمملكـة الجمـال
جلالــة الملــك المعظـم
فالحسـن حيـن يصان يعبد
فيـــه خــالقهُ ويكــرَم
وإذا سـألت وجـاد يومـا
مـــا بوعــد أو تكــرّم
فاستقبل الدنيا بزينتها
ولا تشـــــرك فتنــــدم
واســـتوحه واســتلهمنه
فكـم وكـم أوحـى وألهـم
وإذا حسـا الكـأس اركعنّ
لـــه وبــالأخرى تقــدّم
وإذا استزادك زده واسجد
واقـترب لا عـاش مـن لـم
وعليــه صـلّ إذا انتشـى
فــاللَه قـد صـلى وسـلم
لا العـود لا القيثـار لا
المزمـار إذ يشدو بأرخم
فاســمع لحــون مخــارق
والموصـــلي إذا ترنــم
واشـرب علـى تصفيق قلبك
يـا أخـا الأشـواق واغنم
وإذا تلعثــــم صـــوتهُ
وكبا اللسان وعربد الدم
هلـــل وكـــبر باســمه
فـــاللَه فضــله وعظــم
واشــك الغــرام لعلــه
بـك يـا هزار الحي مغرم
أو علّـــه يرثــي فقــد
أمسـى بحالـك منـك أعلم
ولعـل بنـت النخـل تدنى
قلبــه النــائي فيرحـم
ويجــود إذ ذاك العظيـم
بحســنه بالخــد والفـم
فتــبيت تحتضــن المنـى
سـكران بين اللثم والضم
تترشـــّف ابنــة ثغــره
متـداويا والريـق بلسـم
ومدامــة لا الهـمّ يطـرق
قلــب راشـفها ولا الغـم
ظـــبيّ تحكّــم بــي ولا
تلُـم الغـزالَ إذا تحكّـم
فكــم اسـتعاذ ولاذ منـه
بـه إذا مـا صـال ضـيغم
قســـما بردفيــه وكــم
مـن مـدنفٍ بـالردف أقسم
لـــو عــامر أو عمــرو
شـاهد بطـش جفنيـه لأحجم
أو أبصـرت عينُ ابن أدهم
حسـنهُ لغـوى ابـن أدهـم
أو أنــه نشــر الشـباك
لمــا رأيـت بنـا معمّـم
أشــكو القــوام لخصـره
متظلّمــا والخصـر أظلـم
أيــن القنــا مـن فعـل
ذاك فيــا لمعـوجٍّ مقـوّم
وكــم اســتجرت بطرفــه
مـن ردفـه والطـرف أغشم
للَـــه مــا أودى ومــا
أصـلى ومـا اصـمى وأسقم
أيــن الجــآذر والـدمى
ممـن عليـه اللَـه أنعـم
أيــن الأقـاحُ إذا تبسـّم
واللآلىــء حيــن تنظَــم
رمزُ الفضيلةِ والعفاف فأ
يــنَ يوســف أيـن مريَـم
أنـا لا أقـول هـو الهلال
كمــا يقــالُ إذا تلثّـم
أو حيـن يسـفرُ قـد تبدّت
أخــتُ يوشـع فهـو أعظـم
ركعــت لـه فينـوس حيـن
هــوت وخــرّت إذ تســنّم
مـولايَ طـوّح بـي التـدلّه
بعــدَ أن أدمــى وقلّــم
وهـوى بشـيطاني القنـوط
وأفــق إلهــامي تجهّــم
وكبــا جـواد الحـظ بـي
وحسـام بأسـي قـد تثلّـم
اللَــه فــيّ فـإنّ كاسـي
ملؤهــا بهــواك علقَــم
اللَـه فـي قلـبي الكليمِ
فجرحــه الــدامي تسـمّم
وكتمـــتُ حبّــك مرغمــا
والحـبّ يقتـل حيـن يكتم
كيـف السبيلُ إلى الشكاة
وكـل مـن فـي الحـيّ لوّم
اللَـه أكـبر كيـف تصـلي
شـــاعراً مثلــي جهنّــم
هيمـان أعمـى فـي هـواك
أصــمّ لا يصــغي وأبكَــم
يطــوي الليــالي ذاهلاً
متحســّراً والنــاس نـوّم
متـــــبرّم بنهـــــارهِ
قلـق إذا مـا الليلُ خيّم
قــد جــنّ بيــن فـؤادهِ
الملتـاع والأمـل المحطّم
فتعــال بـادله الـوداع
وعـش قريـر العين واسلم
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).