
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اذكُرينــي كلمـا هـبّ النـدامى
لِتَحســـّيها غَبوقـــاً وصـــبوح
وإذا مـا هـزّتِ الذكرى الحماما
فغـدا فـي الـدوح يشـدو وينوح
اذكرينــي كلّمــا زفَّ الشــمول
ذاتُ دلٍّ ودَلالٍ أو غُلام
وإذا مـا استَرجَع الشربُ العقول
فغَفــوا تكلاهــم عيــن السـلام
اذكرينــي كلمــا آذارُ وافــى
وارتمـى سـكرانَ مـا بيـن يديك
وإذا نيســانُ عاطــاكِ السـلافا
وحنــا شــوقاً وتحنانـاً إليـك
اذكرينــي كلمـا هـام الفـراش
لارتشـاف الـراح من ثغرِ الزهور
وإذا مــا هاجَـكِ الشـوقُ وجـاش
صـارخاً في نفسكِ الولهى الشعور
اذكرينـي كلّمـا نـاغى الهـزار
ثملاً أفراخـــهُ عنــد الشــروق
وإذا مـا هـزمَ الليـلُ النهـار
واسـتثارَ الـوُرقَ تنحابُ المشوق
اذكرينــي كلمـا الشـمالُ هبّـت
وسـرَت يـا زينـةَ الـدنيا جنوب
وإذا مــا صــحَتِ الطيـرُ وعبّـت
خمـرَةَ الفجـرِ علـى نفحِ الطيوب
اذكرينــي كلمـا النـايُ ترنَّـم
وهفـا قلـبٌ علـى قـرعِ الكـؤوس
وإذا مــا شــاعرُ الحـيِّ تـألَّم
فبكى في الشجنِ واستبكى النفوس
اذكرينــي كلّمــا الصـيفُ أتـى
يحمـلُ البشـرى لأربـاب الغـرام
فـــالتقَت كــل فتــاةٍ وفــتى
فــإذا الـدنيا سـلامٌ وابتسـام
اذكرينـي كلمـا نـام السـكارى
بيـن أحضـانِ الرمـال النـاعمَه
وإذا مـا سـامرَ الموجُ السهارى
حـولَ هاتيـكَ الصـخورِ الجـائمَه
اذكرينـــي كلّمـــا لاح أخــوك
فــي السـماءِ اللازورديـة ليلا
وإذا نـــاجيتهِ لافُـــضَّ فـــوك
فـي سكون الليلِ يا ليلى لكَيلا
اذكرينــي كلمـا جـاء الخريـف
نـاثراً مـا نظَمَـت كـفُّ الربيـع
مــا حيّــا كــل أنيـقٍ ولطيـف
ماســـخاً كــل جميــلٍ وبــديع
اذكرينــي كلّمــا حلَّقـتِ فجـرا
وانتشـَت روحـك في دنيا الخيالِ
اذكرينـي يـا فتـاتى ربّ ذكـرى
قرَّبَـت مـن نزَحـا رغـمَ الليالي
آه يــا حُــبُّ ولــم أشـكُ ملالا
فاضــت الكـأسُ فرُحمـاكَ بحـالي
قـــدرٌ ســلّطهُ اللَــهُ تعــالى
قطـعَ اليُمنـى ولـم يترُك شمالي
أيهـذا الليـلُ والصـمتُ الرهيب
جـدّدِ اللوعـة في القلبِ الطعين
أيـنَ قيثـاري وكـوبي والحـبيب
وشـــموعي ونــديمي واحنينــي
يـا ملاهي الصحب في تلك الرمالِ
أنـا مـذ أقفـرتِ فـي عيشٍ مرير
أنـا موتـورٌ ولكـن ما احتيالي
آه وأشـواقي إلـى اليومِ الأخير
أنـا إن مـتُّ أفيكُـم يـا شـباب
شــاعرٌ يرثــي شــبابَ العسـكَرِ
بائســاً مثلــيَ عضـَّتهُ الـذئاب
فغــدا مــن همّــهِ فــي ســَقَرِ
يـا رفاقي أكؤس الصبا المريره
أجَّجَــت نـار الأسـى فـي أضـلُعي
فـإذا مـا انطَلَقت روحي الأسيره
فـادفنوا كـوبي وقيثـاري معـي
فاشـهقي يا روح وازفِر يا سعير
واضـطَرِب يـا عقلُ واشرُد يا أمَل
وأجـر يـا دمـعُ وأقبل يا نذير
وأبـكِ يـا قلـبُ وأسـرِع يا أجَل
واصـرخي يـا ريـحُ وانحَـب وتَـر
واعبسـي يـا كأسُ واغرُب يا قمَر
وتعــالى ودّعــي قبــلَ السـفَر
بُلبُلاً قـــصّ جنـــاحَيهِ القــدَر
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).