
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـومي اسـمعي يـا بنتَ جاري
شـكوى الهـزار إلـى الهزارِ
شــكوى الحــبيسِ المسـتجير
مـــنَ الطليــقِ المســتطارِ
شـكوى صـريعِ الكاسِ كأسِ الص
ابِ لا كـــــأسِ العُقـــــارِ
شــكوى لهــا اضــطرَبَت لـفَ
رط الحُـزنِ احشـاءُ الـدراري
والبـــدرُ كــم ودَّ الهُــوِيَّ
لمســـحِ أدمعــهِ الجَــواري
صــبَّت عليــهِ طُيــوفُ ماضـي
هِ القريـــبِ ســـياطَ نــارِ
للَـــهِ مــا لاقــى وكابَــد
فــــي جحيــــمِ الإدّكـــار
يـا ابنَ النهارِ وكَم شكا اب
نُ الليـلِ مـن طـولِ النهـارِ
أيّـــامَ كُنّـــا والكواشــِحُ
هُجَّــــعٌ خَلــــفَ الســـتارِ
هـــل كـــان منّــا حظّهُــم
إذ ذاكَ غيــــرُ الإنـــدِحارِ
فــي معقــلٍ لــم نَخـشَ قـطّ
بــهِ الطــوارقَ والطــواري
والســـعدُ خُـــدنٌ والصــِبا
ريّــانٌ فــي قــربِ المـزارِ
لا روضـــُهُ استســقى الســم
مــاءَ ولا خمــائِلُه عــواري
والطيــرُ نشــوى فـي منـاب
رِهِ فمـــن مُصـــغٍ وقـــاري
وزمــامُ مَــن أهــواهُ فــي
اليُمنـى وكاسـي فـي يَسـاري
لا أشـــتكي بــرحَ الصــدودِ
ولـــم أذُق ألــمَ الخمــار
فبـــذاكَ تجنيـــحُ المُنــى
وبتلــــكَ إطفــــاءُ الأوارِ
مــــن جُلّنــــارِ خـــدودهِ
نُقلـــي ومــن آسِ العــذارِ
وأقـــاحِ ثَغــرِ كــم نظَــم
تُ ببنتـــهِ إكليــلَ غــاري
قُبَـــلٌ بهـــا رفَّــت منــى
نَفســي علـى قـدَحي المـدارِ
بــأبي بياضـاً فـي احمـرارٍ
واحمِـــراراً فــي اخضــِرارِ
وبِمُهجَــــتي خَفَــــراً ودَلّاً
دونَـــــهُ دَلُّ العـــــذاري
ذَوبُ اللجيــــنِ غبوقُنــــا
وصــــَبوحُنا ذَوبُ النُضـــارِ
لـم تخـبُ مـن بنـتِ النخيـلِ
ولا ابنَــةِ العُنقــودِ نـاري
كـــم بيـــنَ تلــكَ وهــذهِ
مِــن حجَّــةٍ لــي واعتمــارِ
يصــحو فيَهتــفُ بــي بـدارِ
وكـــم هتَفــتُ بــهِ بــدارِ
فَرَنــــا وهــــبَّ فجنَّحَـــت
قلـــبي حُمَيّـــا الإحــوِرارِ
ولَثمتُــــــهُ وبثَثتــــــهُ
شــَكوايَ همســاً مــن حـذارِ
وهَصــــَرتُ بانــــةَ قـــدّهِ
فحَسـا الصـبوحَ على اهتِصاري
وافتَــــرَّ مَبســـمهُ فيـــا
لجمــــالِ ذاكَ الإفــــترارِ
فيَخالُنــا الــرائي قُبَيــلَ
العــودِ مــن رمـيِ الجمـارِ
ملَكَيــن فـي دُنيـا الغـرامِ
مـــنَ الملائكَـــةِ الخيــارِ
هبَطـــا بأجنِحَـــةِ الهــوى
والوجــدِ والشــوقِ المثـارِ
أحضـــانهُ حرمــي الشــريفُ
وضـــوءُ مفرقـــهِ منـــاري
وجمـــالُه فـــردَوسُ روحــي
كــم جنَــت أشــهى الثمـارِ
وعُيــــونهُ تـــوحي علـــى
همــسِ النســيماتِ السـواري
فأصـــوغُ مـــن إلهامِهـــا
غُــرَراً ولــم أعـدِم قـراري
بلباقــــــةٍ ورشــــــاقَةٍ
ووضـــوحِ معنــىً باقتِــدارِ
أشـدو وكَـم أسـكَرتُ أرواحنا
بموســـــيقى ابتِكـــــاري
وســـَكَبتُ لحنـــاً عســكريّاً
دونـــهُ وقَـــفَ المُبـــاري
فَسـَلِ البلابِـلَ فـي الجنـائنِ
عـــن لحـــوني والقمــاري
تُنبيـــكَ عـــن إعجابهـــا
بجَمــالِ ذوقــي واختيــاري
ومُعَنِّـــفٍ وافـــى فأخرَســَهُ
انتِهـــــــــاري وازوِراري
يـا لائِمـي هـذا شـعاري فـي
الهــــوى هـــذا شـــِعاري
ثَكِلَتـــكَ أمُّـــكَ أيّ إثـــمٍ
فـــي التمـــازجِ أيُّ عــارِ
مــا للأحِبَّــةِ فــي الوصـال
وللتَزَمُّـــــتِ والوقـــــارِ
مــا جنَّـحَ الأرواحَ فـانطَلَقَت
ســــوى خلــــعِ العـــذارِ
يـا ابن النهارِ وكم شكا اب
نُ الليـلِ مـن قِصـَرِ النهـار
لـــمَ لا وبَـــدري غَيَّبـــوه
بمــا أثــاروا مــن غُبـار
فهــوَيتُ مــن أفــقِ الـرُؤى
وهَبَطــتُ مــن أوجِ ازدِهـاري
لهفـــان مشـــبوبَ الحشــا
مُتمَلمِلاً فــــي عُقـــر داري
أبنــــي القـــوافي ذاهلاً
مــن وَحــي أدمُعـيَ الغِـزارِ
لـــم أدرِ حيـــنَ يُقيمُنــي
فَزَعــي ويُقعِــدُني افتِقـاري
واليَـــأسُ يَــدفَعُني ويجــذِ
بُنـــي ازدِرائي واحتِقــاري
أأنــا شـَريدٌ فـي المهـامَهِ
أم غريـــقٌ فـــي البحــارِ
فكَــأَنّني الكُــرَةُ الكـبيرةُ
بيــــن صــــِبيانٍ صـــِغارِ
أو أنَّنــي قلــبُ المجــازِفِ
حـــولَ مـــائدَةِ القمـــارِ
أو أَنَّنـــــي روحُ المــــف
ارِقِ فــي فِــراشِ الإحتَضــار
ومُهَفهـــفٍ لــم يَــرعَ لــي
حـــقَّ المـــودّةِ والجــوارِ
لــم أجــنِ مــن غرسـي لـهُ
غيـــر التنكُّــرِ والنفــارِ
هيهــات لا علمـي افـادَ بـه
ولا أغنـــــى اختبـــــاري
كلّا ولا أجــــدى اصـــطباري
لا ولا طـــــولُ انتِظــــاري
رشـــأٌ وهَبــتُ لــهُ الشــب
بـابَ فكـان عنـوانَ افتِخاري
فطغـى ويـا لِتَحَكُّـمِ الغِـزلانِ
بالأُســــــدِ الضــــــواري
هـــل يطّــبيهِ حيــن يكــسِ
رُ جفنَــــهُ إلّا انكســــاري
أو يَنتَشــــي إلّا بــــدَمعي
حيـــنَ يُـــذنِبُ واعتِــذاري
أو يَرتجــــي إلّا قُنــــوطي
ليـــــسَ إلّا وانتِحـــــاري
أو يَبتَغـي إلّا انقِباضـي فـي
التـــــداني وانِحصــــاري
أو حيـــنَ يوقـــدُ نارَهــا
هــل حــازَ غيــرَ الإنتِصـارِ
أو ســـــرَّهُ إلّا نُحـــــولي
فـــي هـــواهُ واصـــفِراري
يـــا للتَصـــلّبِ والتمــرّدِ
والعِنـــــادِ والاغتِــــرارِ
يــا بنــتَ جــاري آهِ مــن
بجـورِ القضـا يـا بنتَ جاري
فـــي ذمَّــةِ الأقــدارِ مــا
شـــيَّعتُ فــي ذاكَ الحــوارِ
دُنيــا مــن الأحلامِ أسـلَمَها
القضـــاءُ إلـــى الــدمارِ
وصـــُروحُ آمـــالٍ عَلَيهـــا
قــــد قضـــى بالإنهيـــارِ
يـــا للشـــقاءِ وللِعنــاءِ
وللضـــــياعِ وللخَســـــار
لهفــي علــى تلـكَ اللُييلاتِ
المنــــــوِّرَةِ القِصـــــار
شـــوقي لهــا مُــذ غُيِّبَــت
شـوق الفقيـر إلـى اليَسـارِ
أو شــوق مـن غـاصَ البحـارَ
إلــى اللآلىـءِ فـي المحـارِ
أو شــوق قيــسٍ وهـو يَطـوي
فــي هــوى ليلـى الـبراري
أو شوق لَيثِ الغابِ في القفَصِ
الصـــغيرِ إلـــى القِفــارِ
يـا معشـَرَ الشـعَراءِ والأدبا
ءِ فــــي شـــتّى الـــديارِ
هيــــضَ الجنـــاحُ وضـــِقتُ
ذَرعــاً بالجنـاحِ المسـتعارِ
ومضـــى الشـــبابُ وهـــذه
شــكوى جريــحٍ فــي الإسـارِ
مــا كُنـتُ أشـكو بـل أُصـيخُ
لمــن شــكا لـولا اضـطِراري
مــــاذا وراءَ الضـــغطِ إذ
يشـــتَدُّ غيـــرُ الإنفجـــارِ
واللَـهِ لـو يَشـفي انتِقـامي
غُلّــــتي لأخَــــذتُ ثـــاري
مِــن معشــَرٍ نَشــاوا بـأحض
ضــانِ الســفالةِ والشــنارِ
لصــَقوا المثـالِبَ بـي وكُـلَّ
مثـــالبي عـــدمُ اتّجــاري
مــاذا أقــولُ بهــم وهُــم
حُمُـــرٌ لربّـــاتِ الخمـــارِ
مــا راعَ يــا للغبـنِ مثـل
الليــثِ يشــكو مــن حمـارِ
أســفاً علــى عمــرٍ تقضــّى
بيــــن أطفــــالٍ كبـــارِ
بيــنَ المنــافقِ والمخـادعِ
والمــــداجي والمــــداري
غرسـوا فَقُـل لـي هـل جنَـوا
غيـــرَ المذلّــةِ والصــغارِ
متــــذّئبونَ ولـــو ثغَـــت
شــــاةٌ للاذوا بــــالفِرارِ
يـا نـاسُ قـد أدمى اغترابي
مهجــــتي والــــدار داري
أُصــغي فلــم أســمَع بهــا
غيــر النهيــقِ أو الخـوارِ
أنـا لـم أجـد فيهـا غيوراً
قـــامَ مـــن درَكِ العثــارِ
فمظـــــــاهرٌ خلّابـــــــةٌ
والآلُ يخــدعُ فــي الصـحاري
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).