
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حـبّ تغلغـل فـي الصـميم
فقضـى علـى الحب القديم
لمهفهــــف الحســـن رص
ع وجنـــتيه بـــالنجوم
جعلــت رجومــا للقلــو
ب ولا كهاتيــك الرجــوم
يــا لائمــيّ وقــد غـدا
هـدفاً لهـا قلـب الملوم
الظلـم مـن شـيم النفـو
س وقـاهُ ربّـي مـن ظلـوم
لــم يبلــغِ العشـرينَ غ
ضّ الجسـم ذو صـوت رخيـم
وعيـــــونه عســـــليّةٌ
ســكرى وذو شــعر فحيـم
والجيــد أتلـعُ والمـرا
شـف كـم شكت قبل النسيم
ظــبيٌ تغـار الغيـد مـن
هُ ولا كغـــزلان الصــريم
والمــرد تحســده علــى
ردفيـه والكشـحِ الهضـيم
مــا كــان أغنـاه ببـن
تِ الثغـرِ عن بنتِ الكروم
شــوقي لـه شـوق القطـا
ةِ إلى الفراخِ أو الظليمِ
يــا ليلــةً كالريــح م
رّتِ أو كــأحلام النــؤوم
يتعثّــر الواشــي بهــا
كـالغيظ فـي صدر الحليم
فـــي جنحهــا عــانقته
وحنــوت كــالأمِّ الـرءوم
وصــدَعتُ بابنــةِ ثغــره
شـملَ الوسـاوس والهمـوم
فكأننـــا قيــس وليــل
ى إذ غرقنـا فـي الحلوم
اللَــــهُ ثالثنـــا ورا
بِعنا ابنة الطلعِ الهضيم
فجــرٌ أفقــتُ علـى سـنا
هُ مــن ذهـولي والوجـوم
لمــا أطــلّ علــى سـما
ءِ الـروح من فرق الغريم
يـا مرحبـا بـك يـا بـش
ر الوصـل والفضل العميم
أهلاً وســــهلاً بـــالغرا
م البكـر والأمـلِ الوسيم
أنقــذتَ روحـي مـن بـرا
ئنِ ذلــك الحــبّ الأثيـم
ورفتهـــا مــن بعــدما
كـانت تمـرّغُ فـي الأديـم
وأرحتهــا مــن عربــدا
تِ الشــكّ والألـم الأليـم
وهــدَيتني بعــد الضـلا
لِ إلـى الصراطِ المستقيم
والحـــب إحســاس يجــي
شُ بخـافق الحـرِّ الكريـم
والحــبّ إلهــام الجمـا
لِ المحـضِ للـذوقِ السليم
هـو روعـة الخلـق الجمي
ل ازدانَ بـالخلقِ القويم
هــو الصـغير شـباك صـي
دٍ وهــو ديــنٌ للعظيــم
هــذا وهـل كـان الهـوى
إلّا لـــذي قلــب رحيــم
قـم يـا حبيب اليوم واس
كبهـا وخـلّ ابـن الغيوم
وانضـح بهـا كبـدي فـدي
تـكَ فهـيَ داميَـةُ الكلوم
مـن سـخريات الوضع والأ
قــدارِ والـدهر الغشـوم
إنـــي أعــوذ بكأســها
مــن كــل شـيطان رجيـم
وأعيــذها مــا شعشــعت
مــن كــل مـأفون لئيـم
ومــن الجهــول وكـل ذي
ذوقٍ وإحســــاسٍ ســـقيم
فضــــيّةٌ ذهبيّــــة الأ
حلامِ كاشـــفةُ الغمـــوم
مـن خمـر عاصـمة الرشـي
د وكـم صـرعتُ بها نديمي
ولكــم بهـا جنّحـتُ أحلا
مـي فطـارت فـي النعيـم
ولكــم علــى بســماتها
ســامرتُ مــن خـلٍّ حميـم
صــعبت فلـو فرعـون عـا
قرهـا لـردّ عصـا الكليم
أو ذاقهــا موســى لكـا
نَ من الفصحاة في الصميم
يـا مـن بـه حـزتُ النعي
مَ وبـات غيـري فـي جحيم
لا تصــغِ قــطّ إلــى أرا
جيـفِ الكواشـح والخصـوم
ونميمــة النـذل الوضـي
عِ وفريـةِ الوغـد الزنيم
فأنـــا وأنــت بمــوطن
فيـه المـوارد مـن حميم
وطــنٌ بــه كــم أعلِنَـت
حـربٌ ومـن بعـد الهجـوم
إلّا علـى ذي المال والما
ءِ المقطّـــرِ واللحـــوم
والحـــرُّ مـــوؤودٌ بــه
كالسـرِّ فـي قلـب الكتوم
متوحّـــــدٌ متملمـــــل
لهفـي علـى الحر المضيم
هـــوت الصــقور فلا أرى
فـي الأفـق يسبح غير بوم
وأرى الأفاضــل فـي جحـي
مٍ والأراذل فـــي نعيــم
قـد حار ذو الرأي الحصي
فِ وتاه ذو العقل الحكيم
فمــتى تهـبّ الريـح عـا
تيــةً وتعصــف بالهشـيم
أمـــورّد الخــدين حــس
بـك يـا حبيبي من نظيمي
هــذي القصـائد وهـي وح
يُ عـرائس الحـبّ المقيـم
سـلوى الحزيـن وراحة ال
عــاني وتعزيـة اليـتيم
تشـدو بهـا الأطيـار عـن
دَ تراجـع الليـل البهيم
تســتقبل الأصــباح فــي
أبيــاتهنّ لـدى القـدوم
لـــك صــغتها ورفتهــا
لمقامـك السـامي الكريم
وأنـا العليـم بمـا تـك
نّ وأنــت أعلـمُ بـالعلم
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).