
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أوقِــديها وذَريهــا فــي حشــايا
تحــرقُ القلــبُ وتجتـاحُ الحَنايـا
أوقِـــديها نـــارَ شـــوقٍ جامــحٍ
نــارَ حِرمــانٍ تَلَظّــى يـا منايـا
مرحَبـــاً بــالهمّ بالأوجــاعِ فــي
ســـاعةٍ تَغمُرُهــا ذكــرى هوايــا
مرحَبــــا بــــالآهِ والالام فــــي
صـــادقِ الحُـــبِّ وأهلاً بالرّزايــا
أوقِــــديها لا تقــــولي حســـبَهُ
جـــورُ دُنيــاهُ وإجحــافُ بنيهــا
فَرَهيــــنُ الوجــــدِ لا تــــوهِنهُ
قسـوةُ الـدنيا ومـا يَلقـاهُ فيهـا
وأذى النـــاسِ وأوصـــابُ الصــدى
لا تُعيريهــا اهتِمامــاً وازدَريهـا
لا تقــولي إنّنــي أخشــى الــردى
والتجَنّـــي لا تقـــولي أوقِــديها
أوقِــديها يـا ابنـةَ النـورِ فقـد
خبَــتِ النيــرانُ نيــرانُ النــوى
أســعِدي اللــوامَ أشــقيني فهــا
كــان مــا شـاؤوا وزيـديني جـوى
وانكــاي بــي كــلّ جُــرحٍ ودَعــي
جــرحَ قلـبي إن يكُـن عنـكِ ارعـوى
أنــا أهــوى فيــكِ مـوتى ناشـداً
كــلَّ آسٍ لــي يَـرى المـوتَ الـدوا
أوقِــديها واصــهري إحســاسَ مَــن
جمَـــدَ الإحســـاسُ فـــي أغــوارهِ
وهـــوَ يرجـــوكِ مُصـــِرّاً ولقَـــد
أشـــهدَ اللَـــهِ علـــى إصــرارهِ
لــم يجــد للحُــبّ فــي فردَوســهِ
لـــذَةٌ إن عَـــبَّ مـــن أنهـــارِه
لـم يجـد وهـو الـذي يشـكو الصدى
نشــوةً مثــلَ الــتي فــي نــارهِ
أو قــــديها إن أُفقـــي غـــائمٌ
وغُيــــومِ الأفــــقِ لا تقتُلُنــــي
وســهامُ المـوتِ طاشـَت فـي الفَضـا
وجنـــاحي لـــم يعُـــد يحمِلُنــي
وابــنُ جَنــبي بــاتَ فـي محرابـهِ
خافقـــاً نحــوَ الــردي يُعجِلُنــي
يطلــبُ الحتــفَ الــذي يصـبو لـهُ
خاشــــعاً ملتَمســــاً يســــألُني
أوقِـــديها علّنـــي أهــدي بهــا
قلــبيَ الغــارقَ فـي لـجّ العُبـاب
علّنــــي أرشــــِدُ إن أوقَـــدتُها
ذلــكَ الضــائِعَ منّـي فـي الضـباب
أو عســى تُـدرِكُ فيهـا النفـسُ مـا
تَبتغيـــهِ مـــن أمـــانٍ ورِغــاب
أو عَســاها تَبلــغُ القصــدَ الـذي
عَمِيَــت عنــهُ وَقَـد يَعمـى الشـَباب
أوقِــــديها رُبَّمــــا تُلهِمُنــــي
صــادقَ الإلهــامِ والـوَحيِ الطليـق
رُبَّمـــا يَصـــهَرُ قيـــدي حرَّهـــا
فأناجيــكِ وقــد يــوحي الحريــق
مودِعـــاً فــي كــلّ لحــنٍ دامــعٍ
مــن نشـيدي أنّـةَ القلـبِ الرفيـق
أنّــــةً تُنســــيكِ إن أرســـَلتُها
زَفــرةَ الصــادي وغصــّاتِ الغَريـق
أوقِـــديها واترُكينـــي واجمـــاً
راميــاً بالنــارِ أطيــافَ صـِبايا
وانــدُبي عهــداً مضــى كُنــتُ بـه
حــائراً أســألُ أشــباحَ العَشـايا
وإذا مـــا خَبَـــتِ النــارُ غــداً
ومـــن الآمـــالِ أدرَكــتُ مُنايــا
وإذا مــــا أســـدَلَت أســـتارَها
وانتهى الدورُ اذكري أولى الضحايا
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).