
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـأبي وأمّـي مـن مـدَدتُ لهـا يـدي
بعـدَ العِشـاءِ مصـافحاً فـي الأحمدي
غيــداءُ عــرَّجَ بــي عليهـا أغيـدٌ
فــي دارهــا أنعِـم بـذاكَ الأغيـدِ
لــبيتُ داعيهــا وصــافحَ قلبَهــا
قبــلَ اللقـا قلـبي وقبـلَ تقيّـدي
ذُقــتُ الهــوى وكـأنّني مـا ذُقتُـه
حــتى دخَلــتُ ولامســت يـدها يـدي
ألَّفـــتُ بيــنَ جمــالهِ وجمالِهــا
فــي ليلَــةٍ أدمَــت قلـوبَ الحُسـّدِ
قــد كــان لـي رأي فلمـا زرتُهـا
أيقنــت أن الحســن حســن الخـرّد
أكــذا الهـوى ومـذاقه فـي فجـره
مـا كـان أحلـى الحـب عند المولدِ
الآن طـب يـا قلـبُ وارقص في السما
فلقـــد ســقتك وجنّحَتــكَ وعربــد
والآن يــا روحـي الحبيسـة رفرفـي
واســتلهميها فـي السـماء وأوردي
والآن يــا نفــس اطمئنـي واشـهدي
أن لا حــبيب ســوى فتـوح وأشـهدي
إنــي أعــود بحســنها وبقلبهــا
وبروحهـــا مــن كــل واشٍ مفســدِ
وألـوذ مـن كبـد الحسـود بجفنهـا
وبقـــدها مــن شــر كــل مفنــد
شــــرقيةٌ تســــبيك لا غربيــــة
بجمالهـا الموهـوب فاعشـق وافتـد
ملكــت علــي مشــاعري بحــديثها
وبلطفهـــا وذكائهـــا المتوقــد
فملاحــــةٌ وســــماحة وصــــراحةٌ
ورجاحــةٌ بالعقــل فاشـكر واحمـد
دنيــا مـن الأشـذاء والأضـواء فـي
فسـتانها الزاهـي الرقيـق الأسـود
أيـن الغزالـة فـي الضحى من دلها
وبهائهــا فاخشــع وكبّــر واسـجد
أيـنَ الزهـور إذا الزهـور تفتحـت
عــن لؤلــؤٍ فــي طيبهــا وزمـرد
أيـن القطـا والبـان إن هيَ أقبَلَت
بتمايــــل أو أدبـــرت بتـــأود
بمهفهــــف وبــــأتلع وبنـــاعس
وبأشــــقرٍ ومقرمــــزٍ ومــــورد
أيــنَ الأسـنّةُ والظـبي مـن جفنِهـا
ذرهـا تصـولُ علـى القلـوبِ وتعتدي
وتـثيرُ فـي أغوارهـا ميـتَ الهـوى
لتعيــشَ فــي نـور الإلـه وتهتـدي
مــا قيمـة الأرواح إن لـم ترتشـف
خمـر الغـرام وتحـترق فـي المعبد
فهنا السمو هنا النعيم هنا المنى
وهنـا السـعادة والخلـود السرمدي
حســناء إن أشــكو الزمـان فـإنه
حــربٌ علــى الحــر الأبـيّ الأمجـد
قـد أوصـد الأبـواب فـي وجهـي فكم
مــن مـأربٍ لـي لـم أنلـه ومقصـد
والنحـس منـذ طفولـتي خـدني فيـا
لشــقاء موتــور الفـؤاد المبعـد
حـوراء يـا دنيـا العرائس والرؤى
أنا في الكويت أخو الشقاء فأسعدي
اللَـه فـي ابن الأرض يا بنت السما
قـد تـاه في القفر المخيف فأرشدي
قضــى ربيــع العمـر فيـه معـذبا
يشــكو أذى الـدنيا وجـور الأعبـد
يســـتعرض الأحلام وهـــيَ عـــوابس
طــوراً ويهتــف بــالطيوف الشـرّد
وبــه كبــا عنـد السـباق جـواده
يــا للتعاســة والعـذاب المقعـد
مـا راع مثل الشمس تكسفُ في الضحى
والــورد يســقط وهـو فـواحٌ نـدى
فصـيلهِ يـا دنيـا الأمـاني واصدعي
فــي قلبــه شـمل الشـجون وبـدّدي
وبحـــقّ مريــمَ كفكفــي عــبراتهِ
وبحــــقّ عيســـى علّليـــه وزوّدي
قــالت وقـد مسـحت دمـوعي لا تنُـح
ومعــي اغتبـق يـا عنـدليبُ وغـرّد
قــد قيـل لـي بـالأمس إنـك شـاعر
فاشــرب علــى نخـبي فلـم أتـردّد
مــا كــان أرخــم صـوتها وأرقّـه
حيـن انتشـت وشـددت وقـالت أنشـد
فشـــربتُ ثانيــةً وثالثــةً إلــى
ســبعٍ فقـالَت خـذ وزد وبـي اقتـد
أنشــدتُها والكـأسُ فـي كفّـي ولـي
قلــب يحــوم علـى مراشـفها صـدي
فــترنّحت طربــاً وكــم مـن كـاعبٍ
طــارَت بألحــاني وكـم مـن أمـرد
فــإذا بثالثنــا يفيــقُ منبّهــا
ومحيّيـــاً بصــبوحه صــُبحَ الغــد
فتَنهّـــدت لتنهّــدي وأثــار فــي
أعماقهــا مــا قـد أثـار تنهّـدي
وهنــاك قمنـا للـوداع ويـا لهـا
مـن ليلـة فيهـا صـفا لـي مـوردي
مــرت مـرور الريـح واشـوقي لهـا
مـن مسـعفي إن لـم تعُـد من منجدي
فلِحُســنِ حظــي أننــي لـم أنصـرف
حـــتى ظفـــرت بقبلــةٍ وبموعــد
يـا صـاحبي قـد كان من شاء الهوى
فـإلى الكنيسـة سـر بنا لا المسجد
إن قيــلَ جــنّ فــإنّ عـذري واضـح
أو قيـل تـاه ففـي يـديها مقـودي
أو قيــل ضـل فلسـت قبـل زيـارتي
وتـــدلهي بالزاهـــد المتعبـــد
يــا معشــر المتعصــبين رويـدكم
أمــن الرغــام قلـوبكم والجلمـد
بـالله هـل تطـوى السماء إذا هفا
وصـــبا لمشـــركة فــؤاد موحــد
فــاليوم قـادت مـن تحـبّ لـدينها
وغــداً يعــود بهــا لـدين محمـد
فهد بن صالح بن محمد العسكر. شاعر ، من أهل الكويت، من أسرة عربية محافظة، مولده ودراسته ووفاته بها، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها، ثم موظفاً في الجمرك وتوفي بها 15 اغسطس (1947م) واشتهر فهد بالشعر، ورماه الناس بالإلحاد فاعتزلهم إلا بعض خلصانه، وكف بصره في أعوامه الأخيرة، فزاد من عزلته، وأحرق أهله بعد وفاته (ديوانه) وأوراقه، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب (فهد العسكر ، حياته وشعره - ط).