
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قطعــةٌ مــن نســيج قُطـنٍ خـامِ
خَشــِنٍ حــول هيكــل مـن عظـام
ثـــــم رأسٌ رأس الســــبرمانَ
موجـوداً كمـا صوروه في الأوهام
أذُنٌ قـد أعاراهـا الفيـلُ إياه
وأنــفٌ مــن الأُنــوف الضــخام
وعيـــونٌ كَمَـــنَّ خلــفَ زُجــاجِ
نافـــذاتٌ ولا نفــوذَ الســهام
وثنايــا مــن المشـيب تهتَّمـنَ
تُريـــك الشـــبابَ بالابتســام
قــام مـن بينهـا لسـانٌ ذليـق
غيـــرُ مسترســـل ولا تمتـــام
ولعمــري لــولا الأديـمُ لقلنـا
هيكــل عــاش منـذ ألفـي عـام
عَيشـُهُ حفنـةٌ مـن العدس الناشفِ
أو شــــخبةٌ مــــن الأغنـــام
هـذه الصـورةُ الـتي تملأُ الكونَ
ضـــجيجاً محاطـــةً بالزحـــام
هـزَّت الهنـد بـالمحيط بِهَمْلايـا
ومـــا بينهــا مــن الأقــوام
وحَّــدَتْ حولهــا الملاييـن ممـن
خًلِقــوا وسـْطَ بـؤورة الانقسـام
وهـــم الرمــل عِــدًّةً وانحلالاً
وانهيــاراً إن ديــس بالأقـدام
مَغْنَطَتْهَـا بـالروح هـل هـي روح
كهَنُومـــانَ أَو كِرشـــْنا و رام
يتحـدَّ القُـوى الـبيرةَ بـالروح
فيعنـــو لأمـــره كـــلُّ هــام
بســلاح مــن التقشــف والزهـد
ويرمـــي قنــابلا مــن صــيام
ليـت شـعري أعصرُنا ذا اختراعي
تعــــدَّى الجمـــادَ للأجســـام
فأتانــا بكــل أعجوبــة منـه
تراهـــا العقـــولُ كـــالأحلام
كهربـــاءٌ آليَّـــةٌ جاذَبتْهَـــا
كهربـــاءٌ روحيـــة مـــن كلام
فحبـا الغـربَ قـوةً مـن أديسون
وأمثـــــاِله ذوي الأفهـــــام
وحبا الشرقَ من مهاتماه والضعفِ
قُــويً هُــنَّ مــا قُطِعْـنَ نـوامي
فبناســوته ولا هــوته القــوةُ
والحــــــقُّ مُثِّلا للصــــــدام
لمــن الملـكُ يومهـا هـو للـه
ومـــا اللـــه جــلّ بــالظلام
أيهــا الشـرقُ قـوةٌ فاكتنزهـا
واحِطْهـــا بمغلـــق الأختـــام
وأضــِفْ مــا لـديهُمُ مـن علـوم
وأعِرْهَــا شــيئا مـن الاهتمـام
ثــم ســُدْهمْ بـالقوتين جميعـا
مســتميتا إلـى بلـوغ المـرام
يا بلاد الخيرات بل جنة الدنيا
بفـــردوس ربعهــا المــترامي
أنـت بيـتُ القصـيد في هذه الأر
ض كمـــا أنـــتِ مصـــدر الآلام
أُتركــي برهـة عبادَتَـك الغـربَ
إلــى قبلــة الشـروق الـدامي
حيـث شـمس العلوم تشرق في قوم
يعــــدونهم مــــن الأقـــزام
أسـْمعوا الغرب صوتَهم بلظي الن
نيــــران لا بـــالكلام والأقلام
عظـة للحكيـم لـو ينفـع الوعظُ
ومـــا نفعـــه لقــوم نيــام
خالد بن محمد بن فرج، من أسرة آل طرّاد، من المناديل، من الدواسر.شاعر أديب مؤرخ، كان أسلافه في (نزوى) من وادي الدواسر، واستقر أبوه في الزبارة (من قطر) وخربت فانتقل إلى مسقط ثم إلى الكويت، وبها ولد خالد وتعلم وسافر إلى بومبي، في الهند، كاتباً عند أحد تجارها العرب، وأنشأ فيها مطبعة، ثم عاد إلى الكويت، وأراد السكنى في البحرين، فمنعه الإنكليز من دخولها، فنظم قصيدة مطلعها:إن شئت بالبحرين تصبح تاجراً فاجعل بأول ما تبيع ضمائراوسكنها بعد ذلك وجُعل من أعضاء مجلسها البلدي، ودرس في مدرسة الهداية بها، ومدح حاكم البحرين بقصائد، ثم عاد إلى الكويت (1927) واتصل بعبد العزيز آل سعود، ومدحه، وعُيّن مديراً لبلدية الأحساء، فالقطيف فالدمام، وأنشأ في هذه (المطبعة السعودية) وزار من أجلها دمشق وبيروت مرات، وأصيب بمرض الصدر، فسكن دمشق قبل وفاته بسنتين، وتوفي ببيروت، ولم يبلغ الستين.له كتاب (الخبر والعيان) في تاريخ نجد وما حولها في العصر الحديث، و(مذكرات) في تاريخ آل سعود، و(أحسن القصص- ط) في سيرة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهو ملحمة شعرية، بأسلوب عصري لطيف، جعل كل صفحة شعرية منها تقابلها صفحة نثرية، و(ديوان خالد الفرج- ط) وفيه من لطائفه أبيات قالها لما أعلن المستشرق الإنكليزي (فلبي) إسلامه، ومن كتبه (ملحق لديوانه- ط)، و(ديوان النبط- ط) جزآن، وهو مجموعة من الشعر العامي في نجد، علق عليه بتفسير ألفاظه وتراجم بعض قائليه، و(علاج الأمية- ط) رسالة عالج فيها تبسيط الحروف العربية في الكتابة، و(رجال الخليج- خ) تراجم. وكان جميل الخط إذا تأنق.