
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بطــلَ الجهـادِ ضـحيةَ الأوطـان
لـك في الشهادة رتبة الرضوان
لا تبعـدنَّ وإن نـأى بـك مضـجع
فالبعد في القلب الصفي تداني
إنْ مِـتَّ مُبْتَعِـداً فـذكرك خالـد
متجـــدد بتجـــدد الأزمـــان
خفقـت لنعيـك فـي أوالَ ضمائر
فـوق الخـدود أسلن دمعا قاني
وكأنمــا أسـلاك نعيـك كهربـت
تلـك القلـوب بهـزة الخفقـان
رزءٌ علـــى رزءٍ صــدى آلامــه
آهـــاتُ أحـــزان بلا ســلوان
فقد الزعيم على ابتعاد مزاره
وفــوات آمــال ومـوت أمـاني
متحيــرون ســؤالهم وجـوابهم
بـالهمس مـات الأوحـد الزياني
يــا راحلا عنــا وإســم بلادِهِ
ختـم لمـا نطقـت بـه الشفتان
هُــزَّت أوال لصـوت نعيـك هـزة
ضــؤلت لـديها هـزة البركـان
عـذراءٌ ذات وداعـة نشـبت بمن
تحنـو عليـه مخـالب الحـدثان
لكـن قصـارى الجهد منها أنها
لبســت عليــك ملاءَة الأحــزان
عصـفورة خطـف العقـاب فراخها
فغــدت مرفرفـة علـى الاوكـان
ضـَحَّيتَ بـالعلق النفيـس لأجلها
بالأهـــل بــالأموال بــالخِّلان
مـا كـان أحوجهـا لسـمع وصية
مــن طــاهر الأخلاق والجثمـان
وأضــنَّها بـك أنْ تضـمَّكَ بقعـة
لـم تغـذ فـوق ترابهـا بلبان
لـك فـوق تربتهـا أساس مبادئ
يـا ليتهـا ضـمت رفات الباني
فـي ذمـة اللـه المهيمن راحل
صـافي السـريرة ثـابت الإيمان
أقـواله أسـمى الـدروس وشخصه
ملــءُ النفــوس برقـة وبيـان
لـو قَـدرت أفعالَه العظمى لما
ضــمته أكفــان سـوى الأجفـان
لكــن بلاءُ الشــرق أن رجـاله
تُجــزى علـى أعمالهـا بهـوان
إنْ أخلـدوا مستسـلمين أقضـهَّم
وخــز الشـعور بقاضـب وسـنان
وإن استفاقوا صارخين فما لهم
فــي دفـع أرزاءِ البلاءِ يـدان
هطلـت علـى ذاك الضريح برحمة
مـزن الرضـى وسـحائب الغفران
حيـث النعيم من الجنان حنوطه
تغــدو إليــه ملائك الرحمــن
خالد بن محمد بن فرج، من أسرة آل طرّاد، من المناديل، من الدواسر.شاعر أديب مؤرخ، كان أسلافه في (نزوى) من وادي الدواسر، واستقر أبوه في الزبارة (من قطر) وخربت فانتقل إلى مسقط ثم إلى الكويت، وبها ولد خالد وتعلم وسافر إلى بومبي، في الهند، كاتباً عند أحد تجارها العرب، وأنشأ فيها مطبعة، ثم عاد إلى الكويت، وأراد السكنى في البحرين، فمنعه الإنكليز من دخولها، فنظم قصيدة مطلعها:إن شئت بالبحرين تصبح تاجراً فاجعل بأول ما تبيع ضمائراوسكنها بعد ذلك وجُعل من أعضاء مجلسها البلدي، ودرس في مدرسة الهداية بها، ومدح حاكم البحرين بقصائد، ثم عاد إلى الكويت (1927) واتصل بعبد العزيز آل سعود، ومدحه، وعُيّن مديراً لبلدية الأحساء، فالقطيف فالدمام، وأنشأ في هذه (المطبعة السعودية) وزار من أجلها دمشق وبيروت مرات، وأصيب بمرض الصدر، فسكن دمشق قبل وفاته بسنتين، وتوفي ببيروت، ولم يبلغ الستين.له كتاب (الخبر والعيان) في تاريخ نجد وما حولها في العصر الحديث، و(مذكرات) في تاريخ آل سعود، و(أحسن القصص- ط) في سيرة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهو ملحمة شعرية، بأسلوب عصري لطيف، جعل كل صفحة شعرية منها تقابلها صفحة نثرية، و(ديوان خالد الفرج- ط) وفيه من لطائفه أبيات قالها لما أعلن المستشرق الإنكليزي (فلبي) إسلامه، ومن كتبه (ملحق لديوانه- ط)، و(ديوان النبط- ط) جزآن، وهو مجموعة من الشعر العامي في نجد، علق عليه بتفسير ألفاظه وتراجم بعض قائليه، و(علاج الأمية- ط) رسالة عالج فيها تبسيط الحروف العربية في الكتابة، و(رجال الخليج- خ) تراجم. وكان جميل الخط إذا تأنق.