
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بكيــتُ عليــك حمّـادى
كأنـــك بعـــضُ أولادي
بكــاءٌ عينُــهُ قلــبي
ودمـع العيـنِ إنشـادي
بكـــاءٌ كلُّـــهُ صــَمْتٌ
بلا لطْــــم وتعـــداد
وكـان المـوتُ يفجَعُنـي
بآبـــائي وأجـــدادي
فتغســلُ دمعـتي حزنـي
وتطفـــئُ لوعـــةَ الأح
زانِ آهــاتي وأنــاتي
وأخــــوانٌ يعَرونـــي
بمــا يأسـو جِراحـاتي
وإنْ فكّــرتُ فالماضــي
يُحَقِّــرُ عنــديَ الآتــي
فأســلو بعــد أسـبوع
وأنســَى كــلَّ لوعـاتي
كــأنَّ الأمــرَ لا يعنـي
قضــيتَ وأنـت لا تـدري
بشـيءً مـن خفـا أمـري
وأنــت أَحَـبُّ مـن لاقـي
تُ أو نـاجيتُ فـي عمري
ومـا أحبَبْـتُ فيك الجس
مَ فهـو كمـا ترى مزري
بلـى أحببتُ منك الروحَ
ذاتَ القُــدْسِ والطهــر
مَلاكٌ أنـــت أم جنـــي
عرفـتُ النـاسَ أصـنافاً
مئاتٍ بــــل وآلافـــا
وَمَــنْ خــاللتُهُ عمـري
ومَـنْ عـادىَ وَمَـنْ صافى
فلـم أجـدِ الذي أدعوه
بالإنســـانِ إنصـــافا
إذا ما احتطتض من وَحْشٍ
فَخُــذْ للنـاسِ أَضـْعافا
ولا تجهـــل فتســتثني
يهيــجُ البحـرُ والـزل
زالُ والبركـانُ بالنار
وَتنْفُــثُ سـُمَّها الأفعـى
ويعـدو الضيغمُ الضاري
فتنجـو بابتعـادك عـن
منـــاطق ذات أخطــار
ولا تــأتي إلــى غـاب
ولا تقــرُبُ مــن غــار
كفـى بالبعـد مـن حصن
ولكـنْ أيـنَ تهـربُ مـن
بنــي حـواءَ فـي الأرض
بغــى بعضــُهم بعضــاً
فلـم يُبْقُـوا علـى بعض
تجيــشُ بهـم مطـامعُهُمْ
فمــن تَقْـدِرُ أنْ تُرضـى
يريـدُ الفـردُ أنْ يبلغّ
كــلَّ الطــولِ والعـرض
لحـاه اللـهُ مـن بطـن
يقولــون اعتــدى ذئبٌ
بقســوته علـى الضـان
فقل لي من أتى بالضان
قــد حرســت برعيــان
ومـا هـو قصـده منهـا
وأيهمــا هـو الجـاني
إذن فَـــالفَرْسُ وحشــيٌّ
وهـذا الذبْـحُ إنسـاني
أَتهـذى أنـت ام تعنـي
عثـوا فـي أرضـِهم وَهُمُ
أقــلُّ نتاجهــا عــدا
ومــدوْا فـوق قشـرتها
مـن الأسـلاكِ مـا امتدا
فجاســوا جوهـا صـُعُداً
وخــدوا جوفَهــا خَـدا
فــأفنوْا خلقهـا قتلا
وأفنـوْا نبتَهـا حصـدا
باســم العلـم والفـن
ولا تغـــررك ألفـــاظٌ
تــرى تعبيرهـا حلـوا
إذا قـالوا لـك الخيرُ
فـذاك الشـرُّ والبلـوى
ولا حــقَّ ســوى العسـف
فــان الحــق للأقــوى
ولا تنتظـــرِ الرحمــةَ
إنْ أطنبــتَ بالشــكوى
ولا منّــــا بلا مــــنِ
وإنْ تَــرَ فيهــمُ حبَـاً
فللأطمـــاعِ والشــهوة
وللإرهـــاقِ والإجحــافِ
مـا في الناسِ من نخوة
ولا عطــــفٍ ولا حلـــمٍ
فَمَـنْ ذا تَرتَجـي عفـوه
أَلَـم يغضـبْ حَليـمٌ مـا
وإنْ لـمْ تعْظُـمِ الهفوة
أإنســـانُ ولا يجنـــي
هُــمُ الليـلُ فلا مَنْجَـى
هُــمُ الظــلُّ فلا مَهْـرَبْ
إذا باعــدْتهم جنٌُّــوا
وإنْ خــالطَتهم تَجْــرَبْ
وإنْ قــاومتهم صـَمَدوا
وحـدُّوا النابَ والمخلب
وإنْ ســالمَتهم طَمَعُـوا
وصــاروا للأذى أقــرب
وحـتى المـوتُ لا يُغْنِـي
أحمـــادى وواعجبـــاً
لحمــــادى كإنســـان
تَـرى فـي جسـمِهِ بشـراً
مَجَــازاً وهـو روحـاني
قَضـَى مـن بينهـم دهراً
ولـم يغضـبْ علـى جاني
ولــم يطمــع بتافهـةٍ
ولـم يأسـفْ علـى فاني
بثغــرٍ ضــاحكِ الســِّنِّ
فقيــر وهــو إن تَسـْأَ
لـه مـا فـي كفـه يعط
وإن يملــكْ ســحاتيتاً
فللقطــــةِ والقــــط
وإنْ تــأمنْهُ لا تخشــى
علـى الإبريـز والسـمط
ولا يعصــيكَ فــي أمـرٍ
بلا أجــــرٍ ولا شـــرط
وإنْ لــم تطعـه يُثْنـي
تَفَلســَفَ طبعُــه عفـواً
ولـم يحفلّ بِذي الدنيا
ولــم يعـرف أبيقـوراً
ولا كــــان مَعَرِّيــــا
ولـم يزهـدْ ولـم يطمعْ
ولا كــان يــرى شــيّا
وقـد أَصـْبَح بعد الموتِ
عنــدَ النــاسِ مَنْسـِيّا
وقــد واروه بالــدفن
خالد بن محمد بن فرج، من أسرة آل طرّاد، من المناديل، من الدواسر.شاعر أديب مؤرخ، كان أسلافه في (نزوى) من وادي الدواسر، واستقر أبوه في الزبارة (من قطر) وخربت فانتقل إلى مسقط ثم إلى الكويت، وبها ولد خالد وتعلم وسافر إلى بومبي، في الهند، كاتباً عند أحد تجارها العرب، وأنشأ فيها مطبعة، ثم عاد إلى الكويت، وأراد السكنى في البحرين، فمنعه الإنكليز من دخولها، فنظم قصيدة مطلعها:إن شئت بالبحرين تصبح تاجراً فاجعل بأول ما تبيع ضمائراوسكنها بعد ذلك وجُعل من أعضاء مجلسها البلدي، ودرس في مدرسة الهداية بها، ومدح حاكم البحرين بقصائد، ثم عاد إلى الكويت (1927) واتصل بعبد العزيز آل سعود، ومدحه، وعُيّن مديراً لبلدية الأحساء، فالقطيف فالدمام، وأنشأ في هذه (المطبعة السعودية) وزار من أجلها دمشق وبيروت مرات، وأصيب بمرض الصدر، فسكن دمشق قبل وفاته بسنتين، وتوفي ببيروت، ولم يبلغ الستين.له كتاب (الخبر والعيان) في تاريخ نجد وما حولها في العصر الحديث، و(مذكرات) في تاريخ آل سعود، و(أحسن القصص- ط) في سيرة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهو ملحمة شعرية، بأسلوب عصري لطيف، جعل كل صفحة شعرية منها تقابلها صفحة نثرية، و(ديوان خالد الفرج- ط) وفيه من لطائفه أبيات قالها لما أعلن المستشرق الإنكليزي (فلبي) إسلامه، ومن كتبه (ملحق لديوانه- ط)، و(ديوان النبط- ط) جزآن، وهو مجموعة من الشعر العامي في نجد، علق عليه بتفسير ألفاظه وتراجم بعض قائليه، و(علاج الأمية- ط) رسالة عالج فيها تبسيط الحروف العربية في الكتابة، و(رجال الخليج- خ) تراجم. وكان جميل الخط إذا تأنق.