
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَــدْ أَوْرَثَـتْ قَلْبِـي وَ كَـانَ مُصـَحَّحاً
بُثَيْنَــةُ صــَدْعاً يَـوْمَ طَـارَ رِدَاؤُهَـا
إِذَا خَطَــرَتْ مِــنْ ذِكْـرِ بُثَنْـةَ خَطْـرَةٌ
عَصـَتْنِي شـُؤُونُ الْعَيْـنِ فَانْهَـلَّ مَاؤُهَا
فَإِنْ لَمْ أَزُرْهَا عَادَنِي الشَّوْقُ وَ الْهَوَى
وَعَــاوَدَ قَلْبِــي مِـنْ بُثَيْنَـةَ دَاؤُهَـا
وَ كَيْــفَ بِنَفْــسٍ أَنْـتِ هَيَّجْـتِ سـُقْمَهَا
وَ يَمُنَــعُ مِنْهَـا يَـا بُثَيْـنَ شـِفَاؤُهَا
لَقَـدْ كُنْـتُ أَرْجُـو أَنْ تَجُـودِي بِنَـائِلٍ
فَــأُخْلِفَ نَفْســِي مِـنْ جَـدَاكِ رِجَاؤُهَـا
فَلَــوْ أَنَّ نَفْسـِي يَـا بُثَيْـنَ تُطِيعُنِـي
لَقَــدْ طَـالَ عَنْكُـمْ صـَبْرُهَا وَعَزَاؤُهَـا
وَ لَكِــنْ عَصـَتْنِي وَ اسـْتَبَدَّتْ بِأَمْرِهَـا
فَــأَنْتَ هَوَاهَــا يَـا بُثَيْـنَ وَشـَاؤُهَا
فَــأَحْيِي هَـدَاكِ اللـهُ نَفْسـاً مَرِيضـَةً
طَــوِيلاً بِكُــمْ تَهْيَامُهَــا وَعَنَاؤُهَــا
وَ كَـمْ وَعَـدَتْنَا مِـنْ مَوَاعِـدَ لَـوْ وَفَتْ
بِــوَأْيٍ فَلَــمْ تُنْجَـزْ قَلِيـلٍ غَنَاؤُهَـا
وَ كَـمْ لِـيْ عَلَيَهْـا مِـنْ دُيُـونٍ كَثِيرَةٍ
طَوِيــلٍ تَقَاضــِيهَا بَطِيــءٍ قَضــَاؤُهَا
تَجُــودُ بِـهِ فِـي النَّـوْمِ غَيْـرَ مُصـَرَّدٍ
وَ يُخْــزَنُ أَيْقَاظــاً عَلَيْهَـا عَطَاؤُهَـا
إِذَا قُلْـتُ قَـدْ جَـادَتْ لَنَـا بِنَوَالِهَـا
أَبَــتْ ثُــمَّ قَــالَتْ خُطَّـةٌ لَا أَشـَاؤُهَا
أَعَـاذِلَتِي فِيهَـا لَـكِ الْوَيْـلُ أَْقْصـِرِي
مِـنَ اللَّـوْمِ عَنِّـي الْيَوْمَ أَنْتِ فِدَاؤُهَا
فَمَــا ظَبْيَــةٌ أَدْمَـاءُ لَاحِقَـةُ الْحَشـَا
بِصــَحْرَاءِ قَــوٍّ أَفْرَدَتْهَــا ظِبَاؤُهَــا
تُرَاعِــي قَلِيلاً ثُــمَّ تَحْنُـو إِلَـى طَلًا
إِذَا مَــا دَعَتْـهُ وَ الْبُغَـامُ دُعَاؤُهَـا
بِأَحْســـَنَ مِنْهَــا مُقْلَــةً وَ مُقَلَّــداً
إِذَا جُلِيَـــتْ لَا يُســْتَطَاعُ إِجْتَلَاؤُهَــا
وتَبْســِمُ عَــنْ غُــرٍّ عِــذَابٍ كَأَنَّهَــا
أَقَــاحٍ حَكَتْهَـا يَـوْمَ دَجَـنٍ سـَمَاؤُهَا
إِذَا انْـدَفَعَتْ تَمْشـِي الْهُـوَيْنَى كَأَنَّهَا
قَنَــاةٌ تَعَلَّــتْ لِينُهَــا وَاسـْتِوَاؤُهَا
إِذَا قَعَـدَتْ فِـي الْبَيْـتِ يُشـْرِقُ بَيْتُهَا
وَإِنْ بَــرَزَتْ يَــزْدَادُ حُسـْناً فِنَاؤُهَـا
قَطُـــوفٌ أَلُــوفٌ لِلْحِجَــالِ يَزِينُهَــا
مَـعَ الـدَّلِّ مِنْهَـا جِسـْمُهَا وَ حَيَاؤُهَـا
مُنَعَّمَـــةٌ لَيْســـَتْ بِســَوْدَاءَ ســَلْفَعٍ
طَوِيــلٍ لِجِيــرَانِ الْبُيُــوتِ نِـدَاؤُهَا
فَــدَتْكِ مِــنَ النِّســْوَانِ كُـلُّ شـَرِيرةٍ
صــَخُوبٍ كَثِيــرٍ فُحْشــُهَا وَ بَــذَاؤُهَا
فَهَــذَا ثَنَــائِي إِنْ نَـأَتْ وَإِذَا دَنَـتْ
فَكَيْــفَ عَلَيْنَـا لَيْـتَ شـِعْرِي ثَنَاؤُهَـا
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.