
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَلَّـتْ بُثَيْنَـةُ مِـنْ قَلْبِـي بِمَنْزِلَـةٍ
بَيْـنَ الْجَوَانِـحِ لَمْ يَنْزِلْ بِهَا أَحَدُ
صــَادَتْ فُـؤَادِي بِعَيْنَيْهَـا وَمُبْتَسـَمٍ
كَــأَنَّهُ حِيــنَ أَبْـدَتْهُ لَنَـا بَـرَدُ
عَــذْبٍ كَـأَنَّ ذَكِـيَّ الْمِسـْكِ خَـالَطَهُ
وَالزَّنْجَبِيـلُ وَمَـاءُ الْمُزْنِ وَالشُّهُدُ
وَجِيـدِ أَدْمَـاءَ تَحْنُـوهُ إِلَـى رَشـَإٍ
أَغَــنَّ لَــمْ يَتَّبِعْهَـا مِثْلُـهُ وَلَـدُ
رَجْرَاجَــةٌ رَخْصـَةُ الْأَطْـرَافِ نَاعِمَـةٌ
تَكَـادُ مِنْ بُدْنِهَا فِي الْبَيْتِ تَنْخَضِدُ
خَــدْلٌ مُخَلْخَلُهَــا وَعْــثٌ مُؤَزَّرُهَـا
هَيْفَـاءُ لَـمْ يَغْـذُهَا بُـؤْسٌ وَلَا وَبْدُ
هَيْفَــاءُ مُقْبِلَــةً عَجْـزَاءُ مُـدْبِرَةً
تَمَّـتْ فَلَيْـسَ يُـرَى فِـي خَلْقِهَا أَوَدُ
نِعْمَ لِحَافُ الْفَتَى الْمَقُرُورِ يَجْعَلُهَا
شـِعَارَهُ حِيـنَ يُخْشـَى الْقُرُّ وَالصَّرَدُ
وَمَـا يَضـُرُّ امْـرَأً يُمْسـِي وَأَنْتَ لَهُ
أَلَّا يَكُـونَ مِـنَ الـدُّنْيَا لَـهُ سـَبَدُ
يَالَيْتَنَـا وَالْمُنَـى لَيْسـَتْ مُقَرَّبَـةً
أَنَّـا لَقِينَـاكِ وَالْأَحْرَاسُ قَدْ رَقَدُوا
فَيَســْتَفِيقَ مُحِــبٌّ قَــدْ أَضـَرَّ بِـهِ
شـَوْقٌ إِلَيْـكِ وَيُشـْفَى قَلْبُـهُ الْكَمِدُ
تِلْكُـمْ بُثَيْنَـةُ قَـدْ شـَفَّتْ مَوَدَّتُهَـا
قَلْبِـي فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الرُّوحُ وَالْجَسَدُ
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.