
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـاذا يَعيـبُ رجـالُ الحىِّ في النادي
سـوى جنـوني علـى أُدمانـةِ الـوادي
نعَــمْ هـي الـزادُ مشـغوفٌ بـهِ سـَغِبٌ
والمـاءُ حـامت عليـه غُلَّـة الصـادي
يـا صـاحبى أنـتَ يومَ الرَّوع تُنجدْنى
فكيــف يـوم النـوى حرَّمـتَ إنجـادي
ومــا ســلكتُ فجِـاج الحـبِّ معتزمـا
حــتى ضـمِنتُ ولـو بـالنفس إسـعادي
مــن أيـن تعلَـمُ أنّ الـبينَ وخزَتُـه
فـي القلـبِ أسلمُ منها ضربةُ الهادي
لا دَرَّ دَرُّك إن ورَّيـــتَ عـــن خــبري
إذا وصـــلتَ وإن أشـــمتَّ حُســـّادي
قُــلْ للمقيميـن بالبطحـاءِ إنَّ لكـم
بــالرقمَّتين أســيرا مــاله فـادي
بيــن العــواذل تطــويه وتنشــُره
مثــلَ المريِــض طريحـا بيـن عُـوَّادِ
ليــتَ الملامــةَ ســدَّت كــلَّ سـامعةٍ
فلـم تجـد مسـلَكا أُرجـوزةُ الحـادي
أكلِّــف القلــبَ أن يهــوَى وأُلزمـه
صــبرا وذلــك جمــعٌ بيــن أضـدادِ
وأكتُــم الركــبَ أسـرارى وأسـألهم
حاجــاتِ نفســي لقـد أتعبـتُ رُوّادي
هــل مدلــجٌ عنـده مـن مُبكـرٍ خـبرٌ
وكيـف يعلـم حـالَ الرايـح الغـادي
وإن رويــتُ أحــاديثَ الـذين نـأَوا
فعَـنْ نسـيم الصـَّبا والـبرقِ إسنادي
قـالوا تعَـوّضْ بغِـزلان النقـا بـدلا
أمقنعـــى شـــِبْهُ أجيــادٍ لأجيــاد
إن الظبـاءَ الـتي هـام الفؤادُ بها
يَرعَيــنَ مــا بيـن أحشـاءٍ وأكبـادِ
ســَكَنَّ مـن أنفـس العُشـّاق فـي حَـرَمٍ
فليــس يطمــع فيهــا حبــلُ صـيَّادِ
هيهــات لا ذقــتُ حُلـوا مـن كلامكـمُ
قـد بـان غـدركُمُ فـي وجـه ميعـادي
ولا جعلــتُ اللَّمـى وِرْدي وقـد ضـمِنتْ
غمامــةُ الجــود إصـداري وإيـرادي
فـي شـَرف الـدّين عـن معروفكـم عِوضٌ
كرامــةُ الجــارِ والإيثـارُ بـالزادِ
للطـارقِ الحكـمُ فـي أعنـاقِ هَجمِتـه
ولــو تقـراَّه ذئبُ الرَّدهـةِ العـادي
نــادتْ هلَّـم إلـى الشـِّيَزى مكـارمُهُ
فنُبـنَ فـي الليـلِ عـن نـارٍ ووقَّـادِ
يَشـفِين مـن قَـرِم الضـِّيفانِ عند فتىً
لا يزجـرُ السـيفَ مـن عُرقـوبِ مِقحـادِ
مبــاحُ أفنيــةِ المعـروفِ ليـس لـه
بـــابٌ يعـــالجه العـــافى بمِقلادِ
فلا وكــــاء علـــى عيـــنٍ ولا ورقٍ
ولا رِعــــــــــــاء لأزرابٍ وأذوادِ
أجــدَى فلــم يَرذُجـرا فـي خزائنـه
إلا قنـــاطيرَ مــن شــكرٍ وإحمــادِ
فــي كـلِّ يـومٍ يُرينـا مـن مـواهبه
بِــرًّا غَريبــا وفضــلا غيـرَ مُعتـادِ
شــريعةٌ فــي النّـدَى ضـلوا فـدلّهُمُ
علــى مناهجهــا خِرّيتُهــا الهـادي
قاضـي اللُّبانـةِ لـم يفطِـن لها أملٌ
كـــأنّه لهــوى العــافى بمِرصــادِ
لــه قِبــابٌ بطيــب الـذكرِ شـيَّدها
فمـــا دُعِمـــنَ بأطنــابٍ وأوتــادٍ
يـا بحـرُ إن شـئتَ أن تحِكـى مواهَبهُ
فــدع مَخُوفَيْــكَ مــن هَيْـج وإزبـادِ
قـد سـاجمَ العـارضَ الهـامي وزايدَه
حــتى اســتغاث بــإبراق وأرعــادِ
للــــه أىّ زلالٍ فــــي مَزَداتِــــهِ
والظِّمـــءُ يَخلِــطُ فُرَّاطــا بُــورّادِ
اُنظـر إليـه تـرى مـن شـأنِهِ عجبـا
زِىَّ الملـــوك علـــى أخلاقِ زُهّـــادِ
إن قــال قـومٌ لـه مِثـلٌ يقـلْ لهُـمُ
مــن مــاثلوه بــه جئتـم بإلحـادِ
لا تكــذُبنَّ فهــذا الشـخصُ مـن نفـرٍ
لـم يخلُـق اللـهُ منهـم غيـرَ آحـادِ
شـرائطُ المجـد كـلٌّ فيـه قـد جُمِعـتْ
جمـعَ حـروِف التهجِّـى فـي أبـي جـادِ
أرِحْ بنانَــك مــن حُســبانِ ســؤدده
إن الكـــواكبَ لا تُحصـــَى بأعــدادِ
وهـل يفـوت المعـالي مـن أحاط بها
بنفســـــه وبآبــــاءٍ وأجــــدادِ
إذا الفخـارُ رمَـى الفُتيَـا إلى حَكَمٍ
وافَــى ينــافر أمجــادا بأمجــادِ
علــى المهابــةِ قــد زُرَّت بَنـائقُه
كــــأنّه لابـــسٌ لِبـــداتِ آســـادِ
لـــذاك صــُعِّر خــدٌّ غيــرُ منعفــرٍ
لـــه وخـــرَّ جــبينٌ غيــرُ ســَجَّادِ
تطأطــأ المجــدُ حـتى صـار فارسـَه
ثــم اشــمخرّ فلــم يلطــأ لصـعَّادِ
فكيــف لا ترهــبُ ألأعــداء نقمتَــه
وبطشــُها كصــنيع الريـح فـي عـادِ
صــوارمٌ مـن صـواب الـرأى يطبعهـا
وصــانعُ المكــرِ يكســوها بأغمـادِ
إذا انتْتُضـِينَ ومـا يَظهـرنَ مـن لَطَفٍ
فرّقــن مــا بيــن أرواح وأجســادِ
وللمكايـــد ســـيفٌ غيــرُ منثلــمٍ
وللخـــدائع رمـــحٌ غيـــرُ منــادِ
فـي أيِّمـا جـانبٍ مـن حزمـهِ نظـروا
لــم يجــدوا مطلعــا فيـه لأَفنـادِ
تخــافُ عزمتَــه الإبْـلُ الـتي خُلقـتْ
أخفــــافُهنَّ لتهجيــــرٍ وإســــآدِ
وتتقيــه العِتــاق القُــبُّ ســائمةً
تطويحَهــا بيــن أتهــامٍ وأنجــادِ
أليــس ناظمهــا عِقــدا لــه طَـرَفٌ
بــالرىّ والطــرفُ ألأقصــى ببغـدادِ
مكَّلفـــات بســـاطَ الــدوّ امســَحه
بأســــؤقٍ وبأعنــــاقٍ وأعضــــادِ
كــأنَّ آثــارَ مــا داسـت حوافرُهـا
دراهـــمٌ بَـــدَدٌ فــي كــفِّ نقَّــادِ
طــورا تَسـامَى علـى يـافوخِ شـاهقةٍ
بهــا الســمواتُ ظُنَّــتْ ذاتَ أعمـادِ
وتــارةً ترتمــى فــي صفصــفٍ قُـذُفٍ
للآلِ يُكـــذَب فيـــه كـــلُّ مُرتــادِ
حتّـــى شــَتَيْنَ بنيســابورَ باليــةً
إلا عِظامــــا مُــــواراةً بـــأجلادِ
فـي شـَتوةٍ شـَمِطَ الليـلُ البهيمُ بها
تُضــاحِك الريــحَ مــا هبَّـتْ بصـَرَّادِ
كــأنَّ فــي أرضــها أنْسـَاجَ قِبْطِيَـةٍ
أو الســماءَ اســتعارت بَـرْسَ نَجَّـادِ
يـا مـن يشـاوَرُ فـي قُـرب وفـي بُعُدٍ
ومــــن يُعَـــدُّ لإصـــلاحٍ وإفســـادِ
إن الإمــامَ مــذ اســترعاك دولتَـهُ
غَنِــى برأيــك عــن تجهيـز أجنـادِ
إن مرِضــَتْ ليلــةٌ عُمــىٌ كواكُبهــا
قــدحتَ فيهــا بزنَــدٍ غيــرِ صــَلاَّدِ
فهـــذه ألأرضُ قــد عَجَّــت بــدعوتهِ
فــي كــلِّ قُطـرٍ خطيـبٌ فـوق أعـوادِ
عـونٌ مـن اللـه لـم يضشـهد وقيعتَه
إلا كتــــائبُ توفيــــقٍ وإرشـــادِ
وحســنُ تــدبيرك المُــردِى أعـاديَهُ
مقرَّنيـــــن بــــأغلالٍ وأصــــفادِ
فــأىُّ فــظٍّ عليهــا غيــرُ منعطــفٍ
وأي صـــعبٍ حـــرون غيــرُ منقــادِ
وفــي خراســانَ قــد شـِيدتْ مـآثره
أرَّخَهــــا صـــيتُها تاريـــخَ ميلادِ
بيـن الخليفـةِ والمَلْـكِ المطيـعِ له
أبرمــــــتَ وصــــــلةَ أولادٍ لأولادِ
شــمسٌ وبـدرٌ لـويتَ العَقـدَ بينهمـا
لــولا الشـريعةُ لـم يوثَـق بإشـهادِ
فليــس كالصــِّهر فـي سـهلٍ ولا جبـل
وليــس كــالحمو فـي حَضـْرٍ ولا بـادِ
فيــا لــه شــرفا أحــرزتَ غـايتَه
فلــم تــدع فضــلةً فيــه لمرتـادِ
ومــا بلوغُـك فـي العليـاء آخَرهـا
بمــانعٍ كَــرَّةَ المســتأنِف البـادي
تسـومني أن أُنيـر القـولَ فيـك وما
يُغنــي المرقَّـشُ مـن تفويـفِ أبـرادِ
بـل كـلُّ مـدحِك أمـرٌ ليـس مـن حِيلى
وكنْــهُ وصــفك ثِقــلٌ ليـس فـي آدى
إنَّ القــوافى وإن جاشــت غواربُهـا
لا يُســتطاه بهــا تحويــلُ أطــوادِ
فــإن رضــيتَ بميسـورى فهـاءِ حُلـىً
مَصــُوغة بيــن أفكــاري وإنشــادي
فلــن تعوزَيــدَ الغـوَّاص مـن صـدفى
فريــدةٌ وُســِّطتْ فــي ســِلك عقَّــادِ
أُعــابُ بالشـعر لا أبغـى بـه عِوضـا
ولا يُعـــاب أنـــاسٌ غيــرُ أجــوادِ
لكنّنـــي فــي أنــاسٍ إن ســألتُهُمُ
لم يعرفوا الفرق بين الظاء والضادِ
مـا دمتَ سمعا وعينا في الزمان لنا
فكـــلُّ أيـــامِه أيـــامُ أعيـــاد
علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي أبو منصور.شاعر مجيد، من الكتاب، كان يقال لأبيه ( صرّبعر ) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت ( صرَّدرَّ ) لا ( صرّبعر ) فلزمته.مدح القائم العباسي ووزيره ابن المسلمة.قال الذهبي: لم يكن في المتأخرين أرق طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة.تقنطر به فرسه فهلك، بقرب خراسان.له( ديوان شعر - ط ).