
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كيــف ترقَــى رُقِيَّــك الأَنبيــاءُ
يــا سـماءً مـا طاوَلَتْهـا سـماءُ
لَــمْ يُسـاوُوك فـي عُلاكَ وَقَـدْ حـا
لَ ســناً مِنــك دونَهــم وســَناءُ
إنّمــا مَثَّلُــوا صــِفاتِك للنــا
س كمــا مثَّــلَ النجــومَ المـاءُ
أنـتَ مِصـباحُ كـلِّ فضـلٍ فمـا تَـص
دُرُ إلا عـــن ضـــوئِكَ الأَضـــواءُ
لـكَ ذاتُ العلـومِ مـن عالِمِ الغَي
بِ ومنهــــــا لآدمَ الأَســـــماءُ
لـم تَـزَلْ فـي ضمائرِ الكونِ تُختَا
رُ لــــك الأُمهــــاتُ الأَبــــاءُ
مـا مضـتْ فَـترةٌ مـن الرُّسـْلِ إِلّا
بَشــَّرَتْ قومَهــا بِــكَ الأَنبيــاءُ
تتبــاهَى بِــكَ العصــورُ وَتَسـْمو
بِـــكَ علْيــاءٌ بعــدَها عليــاءُ
وَبَـــدا للوُجُــودِ منــك كريــمٌ
مـــن كريـــمٍ آبَــاؤُه كُرمــاءُ
نَســــــَبٌ تَحســـــِبُ العُلا بِحُلاهُ
قَلَّـــدَتْهَا نجومهَـــا الْجَــوزاءُ
حبـــذا عِقْـــدُ ســُؤْدُدٍ وَفَخَــارٍ
أنــتَ فيــه اليتيمـةُ العصـماءُ
وُمُحَيّــاً كالشــَّمس منــكَ مُضــِيءٌ
أســـْفَرَت عنـــه ليلــةٌ غَــرّاءُ
ليلـةُ المولـدِ الـذي كَـان للدِّي
نِ ســـرورٌ بيـــومِهِ وازْدِهـــاءُ
وتـوالَتْ بُشـْرَى الهواتـفِ أن قـدْ
وُلِــدَ المصــطفى وحُــقّ الهَنـاءُ
وتَــدَاعَى إيــوانُ كِسـْرَى ولَـوْلا
آيــةٌ مِنـكَ مـا تَـدَاعَى البنـاءُ
وغَــدَا كــلُّ بيــتِ نــارٍ وفيـهِ
كُرْبَــــةٌ مِـــنْ خُمودِهـــا وَبلاءُ
وعيــونٌ لِلْفُـرسِ غـارَتْ فهـل كـا
نَ لنِيرانِهِـــم بهـــا إطفـــاءُ
مَوْلِـدٌ كـان منـهُ فـي طالعِ الكُفْ
رِ وبــــالٌ عليهِــــمُ ووبـــاءُ
فَهنيئاً بــــه لآمِنَـــةَ الفَـــض
لُ الـــذي شـــُرِّفَتْ بــه حــوَّاءُ
مَــنْ لِحَــوَّاءَ أنهــا حملَــتْ أحْ
مـــدَ أو أنهـــا بــه نُفَســَاءُ
يــوْمَ نَـالت بِوَضـْعِهِ ابنَـةُ وَهْـبٍ
مِـنْ فَخَـارٍ مـا لـم تَنَلْهُ النِّساءُ
وَأَتَـــتْ قومَهــا بأفضــلَ ممــا
حَمَلَــتْ قبــلُ مريــمُ العــذراءُ
شـــــمَّتته الأَملاكُ إذ وضــــَعَتْهُ
وشـــَفَتْنَا بِقَوْلِهَـــا الشـــَّفّاءُ
رافعــاً رأسـَه وفـي ذلـك الـرف
ع إلـــى كـــل ســُؤْدُدٍ إيمــاءُ
رامقــاً طَرْفــه السـَّماءَ ومَرْمَـى
عيــنِ مَــنْ شـَأْنُهُ العُلُـوُّ العَلاءُ
وتَــدَلَّتْ زُهْــرُ النُّجــومِ إليــهِ
فأضـــاءت بِضـــوئها الأَرجـــاءُ
وتــراءت قصــورُ قَيصــَر بـالرُّو
مِ يَرَاهَــا مَــنْ دَارُهُ البطحــاءُ
وبَـــدَتْ فِــي رَضــَاعِهِ مُعْجِــزَاتٌ
لَيْــس فيهـا عـنِ العيـون خَفَـاءُ
إذْ أَبَتْـــهُ لِيُتْمِـــهِ مُرْضـــِعاتٌ
قُلْـنَ مـا فـي اليـتيمِ عنا غَنَاءُ
فـــأتتهُ مــن آلِ ســعدٍ فتــاةٌ
قــد أبَتْهَــا لِفَقْرِهَـا الرُّضـَعاءُ
أرْضـــَعتْهُ لِبَانَهَـــا فَســـَقَتْهَا
وَبنِيهـــا أَلْبَـــانَهُنَّ الشـــَّاءُ
أَصــْبَحَتْ شــُوَّلاً عِجافــا وأمْســَتْ
مـــا بِهــا شــائلٌ ولا عَجْفــاءُ
أخْصـَبَ العَيْـشُ عِنْـدَهَا بعـدَ مَحْـلٍ
إذ غَــدا للنــبيِّ منهــا غِـذاءُ
يــا لَهـا مِنَّـةً لقـدْ ضـُوعِفَ الأَجْ
رُ عليهــا مـن جِنْسـِها والجـزَاءُ
وإذا ســــخَّرَ الإِلـــهُ أُناســـاً
لســــعيدٍ فــــإِنهم ســــُعَداءُ
حَبَّــة أَنْبَتَــتْ ســَنَابِلَ والعَــص
فُ لَـــدَيْهِ يَسْتَشـــْرِفُ الضــُّعَفَاءُ
وَأَتَـــتْ جَـــدَّهُ وقـــد فَصــَلَتْهُ
وبِهَــا مِــنْ فِصــَالِهِ البُرَحَــاءُ
إذ أحــاطتْ بــه ملائكــةُ الــل
هِ فظنَّــــتْ بــــأنهم قُرَنَـــاءُ
ورأى وَجْــدَها بــه ومِــنَ الـوَج
دِ لهيــبٌ تَصــْلَى بــهِ الأَحْشــاءُ
فَــارَقَتْهُ كُرْهَــاً وكــان لَـدَيْهَا
ثاوِيــاً لا يُمَــلُّ مِنْــهُ الثّـواءُ
شــُقَّ عَــنْ قَلْبِــهِ وأُخْــرِجَ مِنْـهُ
مُضـــْغَةٌ عِنْـــدَ غَســْلِهِ ســوداءُ
خَتَمَتْــهُ يُمْنَــى الأَميـنِ وقـد أُو
دِعَ مــا لــم تُــذَع لـه أَنْبَـاءُ
صـانَ أَسـْرَارَه الخِتَـامُ فلا الفَـضْ
ضُ مُلِــــمٌّ بِــــهِ وَلا الإِفضـــاءُ
أَلِــفَ النُّسـْكَ والعبـادةَ والخَـل
وةَ طِفلاً وهكـــــذا النُّجَبَــــاءُ
وإذا حَلَّـــتِ الْهِدَايَـــةُ قَلْبَــاً
نَشــِطَتْ فــي العبــادة الأَعضـاءُ
بَعَــثَ اللَّـهُ عنـدَ مبعثـهِ الشـُّه
بَ حِراســاً وضـاقَ عنهـا الفضـاءُ
تَطْــرُدُ الجِـنَّ عـن مقاعـدَ للسـَّمْ
عِ كمــا تَطْـرُدُ الـذِّئابَ الرِّعـاءُ
فَمَحَـــتْ آيــةُ الكَهَانَــةِ آيــا
تٌ مِــنَ الـوحْيِ مـا لَهـنَّ امِّحـاءُ
ورأَتْـــهُ خديجــةٌ والتُّقَــى وال
زُّهْـــدُ فيــه ســجيَّةٌ والحيــاءُ
وأتاهــا أن الغمامــةَ والســر
حَ أَظَلَّتْــــهُ منهمـــا أفيـــاءُ
وأحـــاديث أنَّ وَعْــدَ رســولِ ال
لـه بـالبعثِ حـانَ منـه الوفـاءُ
فــدَعَتْهُ إلــى الـزواجِ ومـا أَحْ
سـَنَ مـا يبلـغُ المُنَـى الأَذكيـاءُ
وأتــاهُ فــي بيتهــا جَبْرَئيــلٌ
ولِـذي اللُّـبِّ فـي الأُمـورِ ارْتياءُ
فأمــاطت عنهـا الخِمَـارَ لتَـدْري
أهُــوَ الــوحْيُ أم هــو الإِغمـاءُ
فـاختفى عنـد كشفِها الرأْسَ جِبْري
لُ فمــا عـادَ أو أُعيـدَ الغِطـاءُ
فاســتبانت خديجــةٌ أنـه الكـنْ
زُ الــذي حَــاوَلَتْهُ والكِيميَــاءُ
ثـم قـام النـبيُّ يـدعو إلى الل
هِ وفــي الكُفــرِ نَجْــدَةٌ وإبـاءُ
أُمَمَــاً أُشــرِبَتُ قلــوبُهُم الكُـف
رَ فَــدَاءُ الضــَّلالِ فيهــم عَيَـاءُ
ورأينـــا آيـــاتِه فاهتــدَيْنَا
وإذا الحــقُّ جــاء زالَ المِـراءُ
رَبِّ إِنَّ الهُـــدى هُـــداك وَآيــا
تُـكَ نـورٌ تَهْـدِي بهـا مـن تشـاءُ
كـم رأَيْنَـا مـا ليس يَعْقِلُ قد أُلْ
هــم مــا ليْــس يُلْهَــمُ العُقلاءُ
إذ أبى الفيلُ ما أتى صاحبُ الفي
لِ ولــم ينفـعِ الحِجـا والـذكاءُ
والجمــاداتُ أفصــحت بالـذي أُخ
رِسَ عنــــه لأَحمـــدَ الفُصـــحاءُ
ويْــحَ قــومٍ جَفَـوا نَبِيَّـاً بـأرضٍ
أَلِفَتْـــهُ ضـــِبَابُها والظِّبَـــاءُ
وَســـَلَوْهُ وَحَـــنَّ جِـــذعٌ إِليــه
وَقَلَــــــوْهُ وَوَدَّهٌ الغُرَبـــــاءُ
أخرَجـــوه منهـــا وآوَاهُ غــارٌ
وَحَمَتْــــهُ حَمامَــــةٌ وَرقــــاءُ
وَكَفَتْــــهُ بِنَســـْجِها عنكبـــوتٌ
مــا كَفَتْــهُ الحمامـةُ الحَصـْداءُ
وَاختفــى منهـمُ علـى قُـرْبٍ مَـرْآ
هُ ومــن شــِدَّةِ الظهـورِ الخَفَـاءُ
وَنَحـا المصـطفى المدينـةَ وَاشتا
قــتْ إليــه مــن مكـةَ الأَنحـاءُ
وَتغنّـــتْ بِمَــدْحِهِ الْجِــنُّ حتَّــى
أطــرَبَ الإِنـسَ منـه ذاك الغِنـاءُ
وَاقتفــى إثْــرَهُ سـُراقَةُ فاسـتَهْ
وَتــهُ فــي الأَرْضِ صــافنٌ جَـرْداءُ
ثـم نـاداهُ بعـدَما سـِيمَتِ الخَـس
فَ العُلا وَقَد يُنْجِدُ الغريقَ النِّداءُ
فطــوى الأَرضَ ســائرا وَالســموا
تِ العُلا فوقَهـــا لـــه إِســراءُ
فصـِفِ الليلـةَ الـتي كـان للمُـخ
تـارِ فيهـا علـى البُراقِ استواءُ
وترقــى بــه إلــى قـابِ قَوْسـَيْ
نِ وَتِلـــكَ الســيادةُ القَعْســاءُ
رُتَـــبٌ تَســْقُط الأَمــانيُّ حَســْرَى
دونَهـــا مـــا وراءهـــن وَرَاءُ
ثــم وافَـى يحـدِّثُ النـاسَ شـُكْرَاً
إذ أتتــه مــن ربِّــه النَّعْمـاءُ
وتَحَـــدَّى فارتــابَ كــلُّ مُريــبٍ
أَوَ يَبْقَــى مـع السـُّيُولِ الغُثـاءُ
وَهْـوَ يـدعو إلـى الإِلـهِ وَإن شـق
قَ عليـــه كفـــرٌ بــه وَازدِراءُ
وَيَـدُلُّ الـورَى علـى اللَّـهِ بالتَّوْ
حيــدِ وَهْــوَ المَحَجَّــةُ البَيْضـاءُ
فَبِمَــا رحمــةٍ مِــنَ اللَّـهِ لانَـتْ
صـــَخْرةٌ مِـــنْ إبــائِهم صــَمَّاءُ
وَاســتجابَتْ لــه بنصــرٍ وَفَتْــحٍ
بعــد ذاكَ الخضــراء والغـبراءُ
وَأَطــاعَتْ لأَمْــرِهِ العَــرَبُ العَـرْ
بـــــاء وَالْجَاهِلِيَّــــةُ الْجَهْلاءُ
وَتَــوالَتْ للمصـطفى الآيـةُ الكـبْ
رَى عليهــمْ وَالغــارةُ الشـَّعْواءُ
فــإذا مـا تلا كتابـا مـن الـل
هِ تَلَتْــــهُ كَتِيبَــــةٌ خضـــراءُ
وَكفــاهُ المســتهزئينَ وَكـم سـا
ءَ نبِيَّــاً مــن قــومِه اسـتهزاءُ
وَرَمــاهم بِــدَعْوَةٍ مـن فِنـاءِ ال
بَيــتِ فيهَــا للظــالمين فَنَـاءُ
خمســةٌ كُلُّهــم أُصــيبوا بــداءٍ
والـــرَّدَى مــن جنــودِهِ الأَدوَاءُ
فــدَهَى الأَســودَ بــنَ مُطَّلِــبٍ أَي
يُ عمـــىً مَيِّـــتٌ بــه الأَحيــاءُ
وَدَهَــى الأَســودَ بـنَ عبـدِ يغـوثٍ
أن سـَقَاهُ كـأسَ الـرَّدَى اسْتِسـْقَاءُ
وأَصــابَ الوليــدَ خَدْشــَةُ ســَهْمٍ
قَصــَّرَتْ عنهــا الْحَيَّـةُ الرَّقْطـاءُ
وَقَضــَتْ شـَوْكَةٌ علـى مَهْجَـةِ العـا
صــِي فللّــهِ النَّقْمَــة الشـَّوْكاءُ
وَعَلا الحــارثَ القُيُـوحُ وَقـد سـا
لَ بِهــا رأســُه وَســاء الوِعـاءُ
خمســـةٌ طُهِّـــرَتْ بِقَطْعِهِـــم الأَر
ضُ فَكَــــفُّ الأَذى بهــــم شـــَلَّاءُ
فُــدِيَتْ خمســةُ الصـَّحيفةِ بـالخَم
ســةِ إن كــان بــالكرام فِـدَاءُ
فِتْيَــةٌ بَيَّتُــوا علـى فِعـلِ خَيْـرٍ
حَمِــد الصــبحُ أمرَهـم وَالمَسـاءُ
يَــا لأَمــر أَتــاهُ بعــدَ هِشـامٍ
زَمْعَـــةٌ إنــه الفتَــى الأَتَّــاءُ
وَزُهَيْـــرٌ وَالْمُطْعِــمُ بــنُ عَــدِيٍّ
وَأبـو البَخْتَـرِيِّ مِـنْ حيـث شاؤوا
نَقَضــُوا مُبْـرَمَ الصـَّحيفةِ إذ شـد
دَت عليهــم مـن العِـدا الأَنـداءُ
أذْكَرَتْنَــا بِأَكْلِهَــا أكـلَ مِنْسـَا
ةِ ســـُلَيْمانَ الأَرْضــَةُ الخَرســاءُ
وَبهَــا أخبَــر النــبيُّ وكـم أخ
رَجَ خَبْئاً لـــه الغُيُــوبُ خِبَــاءُ
لا تَخَــلْ جــانِبَ النــبيِّ مُضـَاماً
حيـــنَ مَســَّتْهُ منهــمُ الأَســْواءُ
كـلُّ أمـرٍ نَـابَ النـبيِّينَ فالشـد
دَةُ فيـــه محمـــودةٌ وَالرّخــاءُ
لـو يَمـسُّ النُّضـَارَ هُـونٌ مِنَ النا
رِ لمــا اخـتيرَ للنُّضـَارِ الصـِّلاءُ
كــم يَـدٍ عـن نَبِيِّـهِ كَفَّهَـا الـل
هُ وَفــي الخَلْـقِ كَثْـرَةٌ وَاجـتراءُ
إذ دعــا وَحْـدَهُ العبـادَ وَأَمْسـَتْ
مِنــه فــي كــلِّ مُقلَــةٍ أَقْـذاءُ
هَــمَّ قــومٌ بِقَتْلِـهِ فـأَبى السـَّيْ
فُ وَفـــاءً وَفـــاءتِ الصـــَّفْواءُ
وَأبــو جهـلٍ إذ رأى عُنُـقَ الفـح
لِ إليــــه كـــأنه العنقَـــاءُ
وَاقتضــَاهُ النـبيُّ دَيْـنُ الإِراشـي
يِ وَقــد ســَاء بيعُــهُ وَالشـِّرَاءُ
وَرأى المصــطفى أَتَـاهُ بمـا لَـمْ
يُنْـجِ منـه دونَ الوفـاء النَّجَـاءُ
هـوَ مـا قـد رآهُ مِـن قبـلُ لكـنْ
مــا عَلَــى مِثْلِـهِ يُعَـدُّ الخَطَـاءُ
وَأَعَــدَّتْ حَمَّالَــةُ الحَطَــبِ الفِـه
رَ وَجَـــاءَتْ كأَنهـــا الوَرْقــاءُ
يـومَ جـاءَت غَضـْبَى تقـولُ أفي مِث
لِــيَ مِــنْ أحمـدٍ يُقـالُ الهِجَـاءُ
وَتَــولَّتْ وَمَــا رأتــه وَمِــنْ أَيْ
نَ تَــرَى الشــمسَ مُقْلَــةٌ عميـاءُ
ثــم سـَمّتْ لـه اليهوديَّـةُ الشـَا
ةَ وَكــم سـَامَ الشـِّقْوَةَ الأَشـقِيَاءُ
فـأَذاعَ الـذِّراعُ مَـا فيـه مَن شر
رٍ بِنُطْــــقٍ إخفـــاؤُهُ إبـــداءُ
وَبِخُلـــقٍ مِـــنَ النــبيِّ كريــمٍ
لَــمْ تُقَاصــَصْ بِجرحهَـا العَجْمـاءُ
مَــنَّ فَضــْلاً عَلَـى هَـوَازِنَ إذْ كـا
نَ لــه قبــلَ ذَاكَ فيهِــمِ رِبَـاءُ
وَأتــى السـَّبيُ فيـه أُخـتُ رَضـَاعٍ
وَضــَعَ الكُفْــرُ قَـدْرَهَا وَالسـِّبَاءُ
فَحَبَاهَــا بِــرّاً تَــوَهَّمَتِ النَّــا
سُ بــه أنَّمــا الســِّبَاء هِــداءُ
بَســَطَ المصــطفى لهـا مِـن رِداءٍ
أيُّ فضـــل حَــوَاهُ ذاكَ الــرِّداءُ
فَغَــدَتْ فيــه وَهْـيَ سـيِّدةُ النِّـسْ
وَةِ وَالســـيِّدَاتُ فيـــه إمَـــاءُ
فتَنَــزَّهْ فــي ذاتِــه وَمَعَــانيهِ
اســتماعاً إنْ عَــزَّ مِنهَـا اجتِلاءُ
وَاملأ الســّمْعَ مِـن محَاسـِنَ يُمْلِـي
هَــا عليــك الإنشــَادُ وَالإِنْشـَاءُ
كـلُّ وَصـْفٍ لـه ابْتَـدَأتَ بـه استَوْ
عَـبَ أخبَـارَ الفضـلِ مِنـه ابتداءُ
ســَيِّدٌ ضــِحْكُهُ التَّبَســُّمُ وَالْمَــش
يُ الهَوَيْنَـــا وَنَــومُهُ الإِغفــاءُ
مَـا سـِوَى خُلْقِـهِ النسـيمُ وَلا غَـيْ
رَ مُحَيَّـــاهُ الرَّوْضـــَةُ الغَنَّــاءُ
رحمـــةٌ كلُّـــهُ وَحَـــزْمٌ وَعَــزْمٌ
وَوَقَــــارٌ وَعِصــــْمَةٌ وَحَيَــــاءُ
لا تَحُـلُّ البأْسـَاء مِنـه عُرَا الصَّبْ
رِ وَلا تَســــــْتَخِفُّهُ الســـــَّرَّاءُ
كَرُمَــتْ نَفْسـُهُ فمـا يخْطُـرُ السـُّو
ء عَلَـــى قَلْبِـــهِ وَلا الفحشــَاءُ
عَظُمَـــتْ نِعْمَـــةُ الإِلــه عليــه
فاســـتَقَلَّتْ لِـــذِكْرِهِ العُظَمَــاءُ
جَهِلَـــتْ قــومُهُ عليــه فأَغْضــَى
وَأخــو الحِلْــم دَأبُــهُ الإِغْضـَاءُ
وَســِعَ العَــالَمِين عِلْمَـاً وَحِلْمَـاً
فهْــوَ بحــرٌ لـم تُعْيِـهِ الأَعبَـاءُ
مُســْتَقِلٌّ دُنْيَــاكَ أن يُنْســَبَ الإِم
ســاكُ منهــا إليــه والإِعطــاءُ
شــمسُ فضــلٍ تَحَقَّــقَ الظـنُّ فيـه
أنــه الشــمسُ رِفْعَــةً والضـِّياءُ
فـإذا مـا ضـحا محـا نورُه الظِّل
لَ وقــد أثْبَــتَ الظِّلالَ الضــَّحَاءُ
فكـــأنَّ الغمامـــةَ اســتَوْدَعَتْهُ
مَــنْ أظَلَّــتْ مَـنْ ظِلِّـهِ الـدُّفَفَاءُ
خَفِيَــتْ عِنْــدَهُ الفضـائلُ وانجـا
بَــتْ بــه عـن عقولِنَـا الأهـواءُ
أمَـــعَ الصــُّبحِ للنجــومِ تَجَــلٍّ
أمْ مـــع الشــمسِ للظلامِ بَقــاءُ
مُعجـزُ القَـوْلِ والفِعَـالِ كريمُ ال
خلــقِ وَالخُلْــقِ مُقْســِطٌ مِعْطــاءُ
لا تَقِـسْ بـالنبيِّ فـي الفضل خَلْقَاً
فهــو البحــر والأنــامُ إضــاءُ
كـلُّ فضـل فـي العـالَمين فمن فَض
لِ النـــبيِّ اســتعارَهُ الفُضــَلاءُ
شــُقَّ عَـنْ صـَدْرِهِ وشـُقَّ لَـهُ البَـدْ
رُ وَمِــنْ شــَرْطِ كــلِّ شـَرْطٍ جَـزاءُ
ورَمَــى بالحَصــَى فأَقْصــَدَ جَيشـاً
مـا العَصـَا عِنْـدَه وَمَـا الإِلقـاءُ
ودعـــا للأنـــامِ إذ دَهَمَتْهُـــم
ســـَنَةٌ مِـــنْ مُحولِهــا شــَهْباءُ
فاســْتَهَلّتْ بــالغَيْثِ سـَبْعَةَ أَيَّـا
مٍ عليهــــم ســـحابةٌ وَطْفـــاءُ
تَتَحَــرّى مَواضــِعَ الرَّعْـيِ وَالسـَّقْ
يِ وحيـث العِطـاشُ تُـوهَى السـِّقاءُ
وأتــى النــاسُ يَشـْتَكُونَ أذاهـا
وَرَخَـــاءٌ يُـــؤْذِي الأنـــام غلاءُ
فـدعا فـانجلى الغمـام فقلت في
وصــف غيــث إِقْلاعَــه استســقاءُ
ثــم أَثْـرى الثَّـرَى فقـرَّتْ عُيـونٌ
بقُراهَــــا وَأُحْيِيَـــتْ أَحْيَـــاءُ
فــــترى الأرضَ غِبَّـــهُ كســـماءٍ
أشــْرَقَتْ مِــنْ نُجومِهَـا الظَّلْمَـاءُ
تُخْجِـلُ الـدُّرَّ واليـواقيتَ مـن نَوْ
رِ رُباهــا البَيْضــَاءُ والحَمـراءُ
لَيْتَـــهُ خَصـــَّنِي بِرُؤْيَــةِ وَجْــهٍ
زَالَ عــن كــلِّ مـن رآه الشـّقاءُ
مُســْفِرٌ يَلْتَقِــي الكَتِيبَــةَ بَسـَّا
مـاً إذا أسـْهَمَ الوُجُـوهَ اللِّقـاءُ
جُعِلَــتْ مَسـْجِدَاً لـه الأرضُ فـاهْتز
زَ بـــه للصــلاةِ فيهــا حِــرَاءُ
مُظْهِـرٍ شـَجّةَ الْجَبِيـنِ عَلَـى البُـرْ
ءِ كمــا أَظهــرَ الهلالَ البَــرَاءُ
سـُتِرَ الحُسـْنُ منـه بالحسنِ فاعجَبْ
لِجَمِـــالٍ لــه الْجَمــالُ وِقــاءُ
فهْــوَ كـالزّهْرِ لاحَ مـن سـَجَفِ الأك
مـام والعـودِ شـُقَّ عنـه اللّحـاءُ
كَـادَ أَنْ يُغشـِيَ العُيـونَ سـناً مِنْ
هُ لِســـِرٍّ فيـــه حَكَتْــهُ ذُكــاءُ
صـانَهُ الحُسـْنُ وَالسـّكِينَةُ أَنْ تُـظ
هِــرَ فيــه آثارهــا البأســاءُ
وتَخَـــالُ الوجــوهَ إنْ قــابَلَتْه
أَلْبَســَتْهَا ألوانَهَــا الحِرْبَــاءُ
فـــإذا شـــِمْتَ بِشــْرَهُ وَنَــدَاهُ
أذْهَلَتْـــكَ الأنـــوارُ والأنــواءُ
أَوْ بتقبيــلِ راحــةٍ كــانَ لــل
هِ وبـــاللَّه أخــذها والعطــاءُ
تَتَّقِــي بأْســَها الملـوكُ وَتحْظَـى
بــالغِنَى مـن نَوَالِهَـا الفُقَـراءُ
لا تَســَلْ سـَيْلَ جُودِهـا إنمـا يَـك
فِيــك مِـنْ وكْـفِ سـُحْبها الأنـداءُ
دَرَّتِ الشــاةُ حيــنَ مـرَّتْ عَلَيهـا
فلهـــا ثَـــرْوَةٌ بهــا وَنَمــاءُ
نَبَـعَ المـاءُ أَثْمَـرَ النخلُ في عا
مٍ بهــا ســَبَّحَتْ بهــا الحصـباءُ
أحْيَـتِ المُرْمِلِيـنَ مِـنْ مِـوْتِ جَهْـدٍ
أَعْــوَزَ القَــوْمَ فيـه زادٌ ومـاءُ
فتغَــدَّى بالصــَّاعِ أَلْــفٌ جِيــاعٌ
وتَــرَوَّى بالصــَّاعِ ألــفٌ ظِمَــاءُ
وَوَفَــى قــدرُ بَيْضــَةٍ مِـنْ نُضـَارٍ
دَيْـنَ سـَلْمَانَ حِيـنَ حـانَ الوفـاءُ
كــانَ يُــدْعَى قِنّـاً فـأُعْتِقَ لَمَّـا
أيْنَعَــتْ مِــنْ نَخيلِــه الأَقْنَــاءُ
أفلا تَعْـــذُرُونَ ســـَلْمَانَ لَمَّـــا
أَنْ عَرَتْــهُ مِــنْ ذِكْـرِهِ العُـروَاءُ
وَأَزالَـــت بِلَمْســـِهَا كـــلَّ دَاءٍ
أكْبَرَتْــــهُ أطِبَّــــةٌ وَإِســــَاءُ
وعُيُــونٌ مَــرَّتْ بهــا وَهْـي رُمْـدٌ
فأَرَتْهَــا مَـا لَـمْ تَـرَ الزَّرْقَـاءُ
وأَعــادَتْ عَلَــى قَتَــادَةَ عَيْنَــاً
فَهْـــيَ حـــتى ممـــاتِه النَّجْلاءُ
أَوْ بِلَثْــمِ التُّـرَابِ مِـنْ قَـدَمٍ لا
نَـتْ حَيـاءً مـن مَشـْيِهَا الصـَّفْواءُ
مَـوْطِئُ الأخمَـصِ الَّـذِي منـه للقـل
لــبِ إذا مَضــْجَعي أَقَــضَّ وِطــاءُ
حَظــيَ المســجدُ الحـرامُ بمَمْشـا
هــا ولــم يَنْــس حَظـه إِيلِيَـاءُ
وَرَمَـتْ إذْ رَمَـى بهـا ظُلَـمَ اللـي
لِ إلــى اللَّــه خـوفُه والرَّجـاءُ
دَمِيَـتْ فـي الـوَغَى لِتَكْسـِبَ طِيبـاً
مـا أراقـتْ مـن الـدَّمِ الشـُّهداءُ
فَهْـيَ قُطْبُ المحرابِ وَالْحَرْبِ كم دا
رت عليهــا فــي طاعــة أَرحـاءُ
وَأُرَاهُ لــو لـم يُسـَكِّنْ بهـا قـب
لُ حِــراءً مــاجَتْ بِــهِ الـدَّأْمَاءُ
عَجَبـــاً للكُفّــارِ زادوا ضــلالاً
بالــذي فيــه للعقـول اهتـداءُ
والــذي يســألون منــه كتــابٌ
مُنْــزَلٌ قــد أتــاهم وارتقــاءُ
أَوَ لــم يَكْفِهِـمْ مـن اللَّـهِ ذِكْـرٌ
فيـــه للنــاس رحمــةٌ وشــفاءُ
أَعجــزَ الإِنـسَ آيـة منـه والجـن
نَ فَهَلَّا يـــأتي بهــا البُلَغــاءُ
كــلّ يــومٍ تُهـدَى إلـى سـامِعِيه
مُعجِــزاتٍ مــن لفظِــه القُــرَّاءُ
تَتَحَلَّـــى بـــه المســامِعُ والأف
واه فَهْـــو الحُلِــيُّ وَالحَلْــوَاءُ
رَقَّ لَفْظــاً وراق معنــىً فجــاءَتْ
فــي حُلاهــا وحَلْيِهــا الخَنْسـَاءُ
وأرَتْنَـــا فيــه غــوامضَ فضــلٍ
رِقَّـــةٌ مِـــنْ زُلالِهَـــا وَصــَفاءُ
إنمــا تُجْتَلَـى الوُجُـوهُ إذَا مـا
جُلِيَــتْ عِــنْ مِرْآتِهَــا الأصــْداءُ
ســُوَرٌ منــه أشــْبَهَتْ صـُوَراً مِـن
نَــا ومِثْــلُ النَّظَـائِر النُّظَـراءُ
والأقاويــل عنــدَهمْ كالتمــاثي
لِ فلا يُوهِمَنَّـــــكَ الخطبـــــاءُ
كــم أبــانَتْ آيـاتُهُ مـن علـومٍ
عـن حُـروفٍ أبـانَ عنهـا الهجـاءُ
فهْـي كـالحَبِّ والنَّـوَى أعجبَ الزُّر
راعَ منــــهُ ســـنابلٌ وَزَكـــاءُ
فأطــالوا فيـه الـتردُّدَ وَالـرَّي
بَ فقـالوا سـِحْرٌ وقـالوا افتراءُ
وإذا البيِّنَــاتُ لَـمْ تُغْـنِ شـيئاً
فَالتمــاسُ الهُــدَى بِهِــنَّ عَنـاءُ
وإذا ضــلَّتِ العُقــول علــى عِـلْ
مٍ فمـــاذا تقـــوله الفُّصــَحاءُ
قـومَ عيسـى عـاملْتم قـومَ موسـى
بالـــذي عـــامَلَتْكُم الحُنفــاءُ
صــــَدَّقوا كُتْبَكُــــمُ وكـــذَبْتُمْ
كُتبَهُـــمُ إنّ ذا لَبِئْسَ البَـــواءُ
لــو جحــدنا جُحُـودَكم لاسـتويْنَا
أوَ للحـــقِّ بالضـــَّلالِ اســتواءُ
مَـا لَكُـم إِخْـوَةَ الكِتـابِ أُناسـاً
ليــس يُرْعَـى للحـقِّ منكـم إخـاءُ
يَحْســـُدُ الأولُ الأخيــرَ ومــا زا
لَ كــذا المُحْــدَثُونَ وَالقُــدَمَاءُ
قـد عَلِمْتُـم بِظلـمِ قابيـل هـابي
لَ ومظلـــومُ الإِخْــوَةِ الأَتْقِيَــاءُ
وســمِعْتم بكَيْــدِ أَبنــاءِ يعقـو
بَ أَخَــــاهم وكلُّهـــم صـــُلَحَاءُ
حِيــنَ أَلْقَــوْهُ فــي غَيابَـةِ جُـبٍّ
وَرَمَـــوْهُ بالإفْــكِ وَهْــوَ بَــراءُ
فتأَســَّوْا بِمَــن مَضـَى إذْ ظَلَمتـمْ
فالتَّأَســِّي لِلنَّفْــسِ فيــه عَـزَاءُ
أتُرَاكُــم وَفَّيْتُــم حيــنَ خَـانُوا
أم تُرَاكُــمْ أَحْسـَنْتُمُ إذْ أسـاؤُوا
بَـلْ تَمَـادَتْ عَلَـى التَّجَاهُـلِ آبَـا
ءٌ تَقَفَّـــتْ آثَارِهَـــا الأَبنـــاءُ
بَيَّنَتْـــهُ تَـــوْراتُهُمْ وَالأَنــاجِي
لُ وَهـــم فــي جُحُــودِهِ شــُرَكاءُ
إنْ تقولـوا مـا بَيَّنَتْـهُ فمـا زَا
لَــتْ بهــا عـن عيـونهم غشـوَاءُ
أو تقولـوا قـد بَيَّنَتْـهُ فمـا لِلْ
أُذْنِ عمــــا تقــــوله صـــَمَّاءُ
عَرَفُــــوهُ وَأنْكَـــرَوهُ وَظُلمَـــاً
كَتَمَتْـــهُ الشـــَّهَادَةَ الشــُّهَدَاءُ
أوَ نُــــورُ الإِلــــهِ تُطْفِئُهُ الأَفْ
واهُ وَهْــوَ الــذي بــه يُسْتَضـاءُ
أوَلا يُنْكِـــرُونَ مَـــن طَحَنَتْهُـــم
بِرَحاهــا عِــنْ أمْــرِهِ الْهَيجـاءُ
وَكَســاهم ثَــوْبَ الصــَّغارِ وقــد
طُلَّــت دِمـاً منهـم وصـِينَتْ دِمَـاءُ
كيـف يَهـدِي الإِلـه منهـم قلوبـاً
حَشــْوُها مــن حَبِيبِــهِ الْبَغْضـاءُ
خَبِّرونَـا أهـلَ الكِتَـابَيْنِ مـن أَيْ
نَ أَتَــاكُم تَثْليثكــم والبَــداءُ
مَــا أتــى بالعقِيــدَتَيْنِ كتـابٌ
واعتقــادٌ لا نَــصَّ فيــه ادِّعـاءُ
والـدَّعاوَى مـا لم تُقيموا عليها
بَيِّنَـــاتٍ أبناؤُهـــا أَدْعِيـــاءُ
ليـت شـعري ذِكـرُ الثلاثـةِ وَالوا
حِــدِ نَقْــصٌ فـي عَـدِّكم أمْ نَمـاءُ
كيــف وَحَّـدْتُم إِلهـاً نَفَـى التَّـو
حِيــدَ عنــه الآبــاءُ والأَبنــاءُ
أإِلـــهٌ مُرَكَّـــبٌ مـــا ســَمِعْنَا
بـــــإِلهٍ لــــذاتِهِ أَجْــــزَاءُ
أَلِكُــلٍّ منهــم نَصـِيبٌ مِـنَ المُـل
كِ فَهَلَّا تَمَيَّــــــزُ الأَنْصـــــِبَاءُ
أم هُــمُ حَلّلـوُا بهـا شـِرْكَةَ الأب
دَانِ أمْ هُــــمْ لبعضــــِهم كُفَلاءُ
أتراهـــم لحاجـــةٍ واضـــطرارٍ
خَلَطُوهَــا ومَــا بَغَــى الخُلَطَـاءُ
أهُـوَ الرَّاكِـبُ الحمـارَ فيـا عَـجْ
زَ إِلــــهٍ يَمَســــُّهُ الإِعْيَــــاءُ
أمْ جميـعٌ عَلَـى الحمـار لقـد جَل
لَ حِمَــــارٌ بِجَمْعِهِــــم مَشـــَّاءُ
أم ســِواهم هُـو الإِلـهُ فمـا نِـسْ
بَــةُ عيســى إليــه والإِنْتِمَــاءُ
أم أردتُـم بهـا الصـفاتِ فلمْ خُص
صــــَتْ ثُلاثٌ بِوصــــفِه وَثُنـــاءُ
أم هُــو ابـنٌ للَّـه مـا شـاركته
فــي معــاني النُّبُـوَّةِ الأَنبيـاءُ
قتلَتْــهُ اليهــودُ فيمـا زَعَمْتُـم
وَلأَمْــــواتِكم بــــه إحيــــاءُ
إنَّ قَــوْلاً أَطْلَقْتُمُــوهُ عَلَـى الـل
هِ تعــالى ذِكْــرا لقَــوْلٌ هُـراءُ
مِثْــلَ مَــا قَـالَت اليهـودُ وكـلٌّ
لَزِمَتْــــهُ مقالَــــةٌ شــــَنعاءُ
إذْ هـمُ اسْتَقْرَؤُوا البَداءَ وكم سا
قَ وَبَـــالاً إِليهـــم اســـْتِقْرَاءُ
وَأَرَاهـم لم يجعلُوا الواحِدَ القَه
هـارَ فـي الخَلْـقِ فـاعلاً ما يشاءُ
جَـوَّزُوا النَّسْخَ مِثْلَما جوَّزُوا المس
خَ عَلَيْهِــم لــو أنهــم فُقهــاءُ
هُـوَ إِلَّا أَن يُرْفَـعَ الحكـمُ بالحـك
مِ وخَلْـــقٌ فيــه وأمــرٌ ســَواءُ
ولحُكــمٍ مــن الزمــانِ انتهـاءٌ
ولحُكــم مــن الزمــانِ ابتـداءُ
فَســَلُوهم أكـان فـي مسـخِهِم نَـسْ
خٌ لآيـــات اللَّـــه أم إنشـــاءُ
وَبَــدَاءٌ فــي قَـوْلِهمْ نَـدِمَ الـل
هُ عَلَـــى خَلْـــقِ آدمٍ أمْ خَطــاءُ
أم مَحَـا اللَّـهُ آيـة الليل ذكراً
بعـــدَ ســَهْوٍ ليوجَــدَ الإِمْســاءُ
أم بــدا للإِلـهِ فـي ذَبْـحِ إِسـْحَا
قَ وقــد كـان الأمـر فيـه مَضـاءُ
أوَ مــا حَــرَّمَ الإِلــهُ نِكَـاحَ ال
أُخـتِ بعـدَ التحليـلِ فَهْوَ الزِّناءُ
لا تُكَــذِّبْ إنَّ اليَهُــودَ وقــد زا
غُــوا عــن الحـقِّ مَعْشـَرٌ لُؤَمـاءُ
جَحَــدُوا المصـطفى وآمـن بالطـا
غُــوتِ قــومٌ هـمْ عنـدهمْ شـُرَفاءُ
قتَلـوا الأَنبيـاءَ وَاتَّخَـذُوا العِج
لَ أَلا إنهـــم هـــم الســـُّفَهاءُ
وسـَفيهٌ مـن سـاءَه المـنُّ والسـَّلْ
وَى وأَرضــاهُ الفُــومُ وَالقِثَّــاءُ
مُلِئَتْ بـــالخبيثِ منهــم بُطُــونٌ
فَهْــيَ نَــارٌ طِباقُهــا الأمعــاءُ
لـو أُرِيـدُوا فـي حـال سَبْتٍ بخيرٍ
كــان ســَبْتَاً لــديهمُ الأَربِعـاءُ
هُــوَ يــومٌ مُبــارَكٌ قيـلَ للتـص
ريـفِ فيـه مـن اليهـود اعتـداءُ
فَبِظُلْــمٍ منهــمُ وكفْــرٍ عَــدَتْهُم
طَيِّبَـــاتٌ فـــي تَرْكِهـــنَّ ابْتِلاءُ
خُــدِعوا بالمنــافقين وهـل يَـنْ
فُــقُ إلَّا علــى السـفيهِ الشـَّقاءُ
واطمـأنوا بقَـوْلِ الَاحـزاب إِخـوا
نِهِـــمُ إِننـــا لكــم أوليــاءُ
حــالَفوهم وخــالفوهم ولــمْ أَدْ
رِ لمـــاذا تخـــالَفَ الحُلفــاءُ
أســـلَمُوهم لأَوَّلِ الحَشــْرِ لا مِــي
عـــــادُهم صـــــادقٌ ولا الإِيلاءُ
ســكَنَ الرُّعْــبُ والخَـرابُ قلوبـاً
وبُيُوتــاً منهــمُ نعاهــا الجَلاءُ
وَبِيَــوْمِ الأحــزابِ إِذْ زاغـتِ الأَب
صــــَارُ فيهـــم وضـــلتِ الآراءُ
وتَعَــدَّوْا إلــى النــبيّ حـدوداً
كــان فيهــا عليهــم العُـدَوَاءُ
وَنَهَتْهُـم ومـا انتهـت عنـه قـوم
فأُبيــــدَ الأَمَّـــارُ والنَّهـــاءُ
وتعـاطَوْا فـي أحمـدٍ مُنْكَـرَ القَوْ
لِ وَنُطــــقُ الأَراذِلِ العَــــوْراءُ
كــلُّ رِجْـسٍ يَزِيـدُه الخُلُـقُ السـُّو
ءُ ســـِفاهاً والمِلَّــةُ العَوْجــاءُ
فـانظروا كيـف كـان عاقبة القوْ
مِ وَمــا ســاق لِلْبَــذِيِّ البَـذَاءُ
وجَـد السـَّبَّ فيـه سـُمَّاً وَلـم يَـدْ
رِ إِذْ المِيــمُ فــي مواضـِعَ بَـاءُ
كــانَ مِــن فيــه قتلُـه بِيَـدَيْهِ
فهــو فــي سـوء فِعلـه الزَّبَّـاءُ
أوْ هُـوَ النحـلُ قَرْصُهَا يَجْلُبُ الحَت
فَ إليهـــا ومــا لــه إنْكَــاءُ
صـــَرَعَتْ قـــومَهُ حبــائِلُ بَغْــيٍ
مَــدَّها المكــرُ منهـم والـدَّهاءُ
فـأتتهم خيـلٌ إلـى الحـرب تختا
لُ وللخيْـــلِ فــي الــوغَى خُيَلاءُ
قَصـَدَتْ فيهـم القنـا فقَـوافِي ال
طعْـنِ منهـا مـا شـأنها الإيطـاءُ
وأثَـــارَتْ بــأرضِ مكــةَ نَقْعَــاً
ظُــنَّ أن الغُــدُوَّ منهــا عِشــاءُ
أحْجَمَــتْ عنــدهُ الحجُـون وأكْـدى
عِنْــد إعطــائه القليــلَ كَـدَاءُ
وَدَهَــتْ أَوْجُهــاً بهــا وبيوتــاً
مُــلّ منهــا الإكفــاءُ والإقـواءُ
فَــدَعَوْا أحْلَــمَ البريَّـةِ والعـفْ
وُ جـــوابُ الحليـــمِ والإغْضــاءُ
ناشـدوه القُرْبَـى الـتي من قُرَيْش
قطعَتْهَـــا التِّــراتُ والشــَّحْناءُ
فعَفــا عَفْــوَ قَــادرٍ لـم يُنَغِّـصْ
هُ عليهــم بمــا مضــى إغــراءُ
وإذا كــان القطْـع وَالوصـلُ لـل
هِ تَســَاوَى التَّقْرِيــبُ وَالإِقْصــاءُ
وســـواءٌ عليــه فيمــا أتــاهُ
مِـــنْ ســـِواهُ المَلامُ وَالإطْــراءُ
وَلَــو انَّ انتقـامَهُ لِهَـوَى النَّـف
سِ لَــــدَامَتْ قطيعـــةٌ وَجَفَـــاءُ
قـام للَّـه فـي الأُمـورِ فأَرْضَى ال
لـــهَ منـــه تَبـــايُنٌ وَوَفــاءُ
فِعْلُــهُ كلُّــهُ جَمِيــلٌ وَهــل يَـنْ
صـــَحُ إلّا بمَــا حَــوَاهُ الإنــاءُ
أطْـــربَ الســـامعينَ ذِكْــرُ عُلاهُ
يـا لَـرَاحٍ مَـالَتْ بهَـا النُّـدَماءُ
النــبيُّ الأمــيُّ أعلــمُ مَــنْ أس
نَــدَ عنــه الــرُّوَاةُ وَالحكَمـاءُ
وَعَـدَتْنِي ازْدِيَـارَهُ العـامَ وَجْنـا
ءٌ وَمَنَّـــتْ بِوَعْـــدِها الوجْنــاءُ
أفلا أنْطَــوِي لهـا فـي اقْتضـائِي
ه لِتُطْـــوَى مــا بَيْنَنــا الأَفْلاءُ
بـألُوفِ البَطْحـاءِ يُجْفِلُهَـا النِّـي
لُ وقــد شــَفَّ جَوْفَهَــا الإِظْمــاءُ
أنْكَـرَتْ مِصـْرَ فَهـيَ تَنْفِـرُ مـا لا
حَ بِنَـــــاءٌ لِعَيْنِهَــــا أوْ خَلاءُ
فأَقَضـــّتْ عَلَــى مبَارِكهــا بِــرْ
كَتهَـــا فـــالبُّوَيْبُ فالخَضــْراءُ
فالقِبَـابُ الـتي تَلِيهـا فبِئْرُ ال
نخْـــلِ وَالرَّكْــبُ قــائِلُونَ رِوَاءُ
وَغَـــدَتْ أَيْلَـــةُ وَحِقْـــلٌ وَقُــرٌّ
خَلْفَهـــا فَالمَغَــارَةُ الفَيْحَــاءُ
فعيــونُ الأَقْصـَابِ يَتبعُهـا النَّـب
كُ وَيتْلـــو كُفَافَـــةَ العَوْجــاءُ
حاوَرَتْهَـا الحـوراءُ شـَوْقاً فينبو
عٌ فَـــرَقَّ اليَنْبُــوعُ وَالْحَــوْراءُ
لاحَ بالــدَّهْنَوَيْنِ بَــدْرٌ لهـا بَـع
دَ حُنَيْــــنٍ وَحَنَّـــتِ الصـــَّفْرَاءُ
ونَضــَتْ بَــزْوَةٌ فرابــغُ فالجُــحْ
فَــةُ عنهــا مـا حـاكه الإِنضـاءُ
وأرَتْهَـــــا الخَلاصَ بئْرُ عَلــــيٍّ
فَعِقَـــابُ الســـَّوِيقِ فالخَلصــاءُ
فهْـيَ مـن مـاء بئْرِ عُسفَانَ أو مِنْ
بَطْـــنِ مَـــرٍّ ظمآنـــةٌ خَمْصــَاءُ
قَــرَّبَ الزَّاهِــرَ المسـاجِدُ منهـا
بخُطاهــا فــالبُطءُ منهـا وَحـاءُ
هـــذه عِــدَّةُ المنــازلِ لا مــا
عــدَّ فيــه الســّماكُ وَالعَــوَّاءُ
فكــأَني بهــا أُرَحِّــلُ مــنْ مَـك
كَــةَ شمســاً ســماؤُها البَيْـداءُ
مَوْضِعُ البَيْتِ مَهْبِطُ الوَحْي مأْوى ال
رسـلِ حيـثُ الأنـوارُ حيـثُ البَهاءُ
حيـثُ فـرضُ الطَّوَافِ والسَّعْيُ وَالحل
قُ وَرَمْـــيُ الجِمـــار وَالإِهــداءُ
حَبَّـــذا حَبَّــذَا معاهِــدُ منهــا
لـــم يُغَيِّـــرْ آيـــاتِهِنَّ البِلاءُ
حَـــرَمٌ آمِـــن وَبَيْـــتٌ حَـــرامٌ
وَمَقَـــامٌ فيـــه المُقـــامُ تَلاءُ
فَقَضــَيْنَا بهــا مَناســِكَ لا يُــح
مَــدُ إلّا فــي فِعْلِهِــنَّ القضــاءُ
وَرَمَيْنَـا بهـا الفِجَـاجَ إلَـى طَـيْ
بَــةَ والســَّيْرُ بالمطايـا رِمـاءُ
فأصـَبْنا عَـنْ قَوْسـِها غَـرضَ القُـر
بِ وَنِعْــــمَ الخَبِيئَةُ الكَوْمَـــاءُ
فرأينــا أرضَ الحَــبيبِ يَغُـضُّ ال
طـــرفَ منهــا الضــياءُ وَالْلأْلاءُ
فكـأنَّ البَيْـدَاءَ مِـنْ حيثُمـا قـا
بَلَـــتِ العَيـــنَ رَوْضــَة غَنَّــاءُ
وكـــأَنَّ البِقـــاعَ زَرَّتْ عليهــا
طَرَفَيْهــــــا مُلاءَةٌ حَمْــــــرَاءُ
وكــأَنَّ الأَرجــاء تَنشـُر نَشـْر ال
مِسـْكِ فيهـا الجَنُـوبُ وَالجِرْبِيـاءُ
فــإذا شــِمتَ أو شــَمِمْتَ رُبَاهـا
لاحَ منهــا بــرقٌ وفــاحَ كِبــاءُ
أيَّ نُـــورٍ وَأيَّ نَـــوْرٍ شـــَهِدْنا
يَـوْمَ أَبْـدَت لَنـا القِبَـابَ قُبـاءُ
قَـرَّ منهـا دَمْعِـي وفَـرَّ اصـْطبَارِي
فــدُمُوعي ســَيْلٌ وصــَبْرِي جُفــاءُ
فـترى الرَّكْـبَ طـائرِينَ مـن الشَّوْ
قِ إِلـــى طَيْبَــةٍ لَهُــمْ ضَوْضــاءُ
وكــأَنَّ الـزُّوَّارَ مَـا مَسـَّتِ البَـأْ
ســاءُ منهــم خَلْقـاً ولا الضـَّرَّاءُ
كــلُّ نفـسٍ منهـا ابتهـال وسـؤْلٌ
ودُعــــاءٌ وَرَغْبَـــة وَابْتِغَـــاءُ
وَزَفيـــرٌ تَظُـــنُّ منــه صــُدوراً
صــــادحاتٍ يَعْتـــادُهُنَّ زُقـــاءُ
وَبُكَــاءٌ يُغْرِيِــهِ بــالعين مَــدّ
وَنجيــــبٌ يَحُثُّــــه اســــْتِعلاءُ
وجُســــومٌ كَأَنَّمَــــا رَحَضـــَتْهَا
مــنْ عظيــم المَهَابَـةِ الرُّحَضـاءُ
وَوجُــــوهٌ كأَنَّمـــا ألْبَســـَتْها
مــنْ حيــاءٍ ألوانَهـا الحرْبـاءُ
ودمــــوعٌ كأنّمـــا أرســـلتها
مـــن جفـــونٍ ســحابةٌ وطفــاءُ
فَحَطَطْنــا الرِّحـالَ حيـثُ يحَـطُّ ال
وِزْرُ عنّـــا وترفـــع الحوجــاءُ
وَقَرَأْنــا السـلامَ أكْـرَمَ خلـق ال
لَــه مِــنْ حيــثُ يُسـمَعُ الإقْـراءُ
وذهلنــا عنـد اللقـاء وكـم أَذْ
هَــلَ صــَبَّاً مــن الحَـبيبِ لِقـاءُ
وَوَجمنَــا مِــنَ المَهَابَــةِ حتَّــى
لا كلامٌ منــــــا ولا إيمـــــاءُ
وَرَجَعْنـــا وَللقلُــوبِ التفاتــا
تٌ إليـــه وللجُســـوم انْثِنــاءُ
وَســَمحْنا بمــا نُحِــبُّ وقـد يَـس
مَـــحُ عنـــد الضــرورةِ البُخلاءُ
يـا أبـا القاسمِ الذي ضِمنَ إِقسا
مِــي عليــه مَــدْحٌ لــهُ وَثَنَـاءُ
بـالعلومِ الـتي عَليـكَ مِـن الـل
هِ بلا كــــــاتِبٍ لهـــــا إِمْلاءُ
ومســير الصــَّبا بنصــْرِك شـَهْرا
فكـــأَنَّ الصــَّبا لَــدَيكَ رُخــاءُ
وَعَلِـــيٍّ لمَّـــا تَفَلْــتَ بِعَيْنَــيْ
هِ وكلتاهمـــا مَعـــاً رمْـــداءُ
فَغَــدا نــاظراً بِعَيْنَــيْ عُقَــابٍ
فــي غَـزاةٍ لهـا العُقَـابُ لِـواءُ
وَبِرَيْحـــانَتَيْنِ طيبُهُمـــا مِـــن
كَ الــذي أودعتهُمــا الزَّهْــراءُ
كُنْــتَ تُؤْوِيهِمَــا إليــك كمـا آ
وَتْ مــن الخَـطِّ نُقْطَتَيْهَـا اليَـاءُ
مِـنْ شـهيدَيْنِ ليـس يُنْسـِيَني الطَّف
فُ مُصـــــابَيْهِما وَلا كَـــــرْبَلاءُ
مَــا رَعَـى فيهمـا ذِمامَـك مـرؤو
سٌ وَقــد خــانَ عَهْــدَكَ الرُّؤسـاءُ
أبْـدَلوا الودَّ وَالحَفيظَةَ في القُرْ
بَــى وَأَبـدَتْ ضـِبَابها النَّافِقـاءُ
وَقَســَتْ منهــم قلــوبٌ عَلَـى مَـنْ
بَكَـــتِ الأرضُ فقــدَهم والســماءُ
فــابْكِهِمْ مـا اسـْتَطَعْتَ إنَّ قليلاً
فـي عَظيـمٍ مِـن المُصـابِ البُكـاءُ
كـــلَّ يــوْمٍ وَكــلُّ أَرْضٍ لِكَرْبــي
منهــــمُ كَــــرْبَلا وَعاشـــورَاءُ
آلَ بَيْـــتِ النـــبيِّ إِنَّ فُــؤادِي
ليــسَ يُســْلِيهِ عَنْكــم التَّأْسـَاءُ
غيـرَ أَنِّـي فَوَّضـْتُ أَمْـرِي إِلَى الل
هِ وَتَفْوِيضـــِيَ الأُمـــورَ بَـــراءُ
رُبَّ يــــومٍ بِكَــــربَلاءَ مُســـيئٍ
خَفَّفَـــتْ بعـــض وِزْرِهِ الــزَّوْراءُ
وَالأَعـــادِي كَـــأَنَّ كــلَّ طَرِيــحٍ
منهــمُ الـزَّقُّ حُـلَّ عَنْـه الوِكـاءُ
آلَ بيـتِ النـبيِّ طبتُـم فطـابَ الْ
مَــدْحُ لِـي فيكُـمُ وَطـابَ الرّثـاءُ
أنــا حَســَّانُ مَـدْحِكم فـإذَا نُـحْ
تُ عليكـــمْ فـــإنَّنِي الخنســاءُ
ســُدْتُمُ النّـاسَ بـالتُّقَى وَسـِواكم
ســـَوَّدَتْهُ البَيْضــاءُ والصــَّفْراءُ
وَبِأصـــحابك الــذين هــمُ بَــعْ
دَكَ فينــا الهُــداةُ وَالأوْصــِياءُ
أَحْسـَنُوا بعـدكَ الخِلافَـةَ فِي الدي
نِ وَكــــلٌّ لِمـــا تَـــوَلَّى إزَاءُ
أَغْنيــــاءٌ نزاهَــــةً فُقَـــرَاء
عُلَمَـــــاءٌ أَئمَّــــةٌ أُمَــــرَاءُ
زَهِـدُوا فـي الدُّنَا فما عُرِفَ المَي
لُ إلَيْهَــا منهــم وَلا الرَّغْبَــاءُ
أَرْخَصـُوا فـي الـوغَى نُفُـوسَ مُلُوكٍ
حارَبُوهـــــا أســـــلابُها إغْلاءُ
كلُّهُــمْ فـي أحكـامه ذو اجتهـادٍ
وَصــــَوابٍ وَكُلُّهــــمْ أَكفــــاءُ
رَضــِيَ اللَّــهُ عَنْهُـمُ وَرَضـُوا عَـنْ
هُ فــأنَّى يَخطــو إليهــم خَطَـاءُ
جــاء قَـوْمٌ مِـنْ بَعْـدِ قَـوْمٍ بحَـقٍّ
وَعَلَـى المَنْهَـجِ الحَنِيفِـيِّ جـاؤوا
مــا لموســى وَلا لعِيسـى حَـوارِي
يُــونَ فــي فَضــْلِهم وَلا نُقَبَــاءُ
بــأَبي بَكْــرٍ اِلــذي صـَحَّ لِلنَّـا
سِ بــه فــي حياتــك الإِقتِــداءُ
والمُهَــدِّي يَــوْمَ السـَّقِيفَةِ لَمـا
أرْجَــفَ النــاسُ أنــه الـدَّأْدَاءُ
أَنقـذَ الـدينَ بعـدَ مـا كان للد
ديــنِ عَلَــى كــلِّ كُرْبَـةٍ إشـْفَاءُ
أَنْفَـقَ المـالَ فـي رِضـَاكَ وَلا مَـن
نٌ وَأَعْطَـــى جَمَّـــاً وَلا إكْـــداءُ
وأبــي حَفْــصٍ الـذي أظهـر الـل
هُ بـه الـدينَ فـارعَوى الرُّقبـاءُ
والـذي تَقْـرُبُ الأباعِـدُ فـي الـل
هِ إليـــه وَتَبْعُـــدُ القُرَبـــاءُ
عُمَـر بـن الخطـابِ مَنْ قَوْلُهُ الفَص
لُ ومَــنْ حُكْمُــهُ السـَّوِيُّ السـّواءُ
فَـرَّ منـه الشـيطانُ إذْ كانَ فارو
قـاً فلِلنَّـارِ مِـنْ سـَنَاهُ انْبِـراءُ
وَابْـن عفَّـانَ ذِي الأيادي التي طا
لَ إلــى المصـطفى بهـا الإِسـْدَاءُ
حَفَـر البِئْرَ جَهَّـزَ الجَيْشَ أهْدَى الْ
هَــدْيَ لمــا أنْ صــَدَّهُ الأعْــداءُ
وَأبَـى أنْ يَطُـوفَ بـالبيتِ إذْ لـمْ
يَــدْنُ منــه إلـى النـبيِّ فِنـاءُ
فَجَزَتْــهُ عنهــا بِبِيعَــةِ رِضــْوا
نٍ يَـــدٌ مِـــنْ نَبِيِّـــهِ بَيْضــَاءُ
أدَبٌ عنـــــده تَضـــــَاعَفَتِ الأع
مــالُ بــالترْكِ حَبَّــذَا الأُدَبـاءُ
وَعَلِــيٍّ صــِنْوِ النــبيّ وَمَــنْ دِي
نُ فُـــــؤادِي وِدادُهُ وَالــــوَلاءُ
وَوَزيـرِ ابـن عَمِّـه فـي المعـالي
ومِــنَ الأهــلِ تُســْعَدُ الــوُزَراءُ
لـم يَـزِدْهُ كَشـْفُ الغِطـاءِ يَقِينـاً
بَـل هُـوَ الشـمْسُ مـا عليـه غِطاءُ
وببـاقِي أصـحابِكَ المُظْهِـرِ التَّـرْ
تيــبِ فينــا تَفْضـِيلُهم والـولاءُ
طَلْحَـةِ الخَيْـرِ المُرْتَضـِيهِ رَفيقـاً
وَاحــداً يــومَ فَــرَّت الرُّفَقَــاءُ
وَحَوارِيِّــكَ الزُّبَيْــرِ أبـي القَـرْ
مِ الــذي أَنْجَبَــتْ بِــهِ أســماءُ
وَالصــَّفِيَّيْنِ تَــوْأَمِ الفضـل سـَعْدٍ
وســـَعِيدٍ إنْ عُـــدَّتِ الأصـــْفياءُ
وابْـنِ عَـوْفٍ مَـنْ هَوَّنَتْ نفسُه الدُّن
يَـــا بِبَـــذْلٍ يُمِـــدُّهُ إثْــراءُ
والمُكَنَّــى أبــا عُبيْـدَةَ إذْ يَـعْ
زِي إليـــه الأمانـــةَ الأُمَنــاءُ
وَبِعَمَّيْـــكَ نَيِّــرَي فَلَــكِ المَــج
دِ وكـــلٌّ أتَـــاهُ منــك إتــاءُ
وبـــأمِّ الســـِّبْطَيْنِ زَوْجِ عَلِـــيٍّ
وَبَنِيهــا وَمَــنْ حَــوَتْهُ العَبَـاءُ
وَبِأَزواجـــكَ اللَّـــواتي تَشــَرَّفْ
ن بـــأنْ صــانَهُنَّ منــك بِنــاءُ
الأمـــانَ الأمـــانَ إنَّ فُـــؤادِي
مـــن ذُنـــوبٍ أَتَيْتُهُــنَّ هَــواءُ
قــد تَمَســَّكْتُ مِـنْ وِدَادِكَ بـالحَب
لِ الـذي اسْتَمْسـَكَتْ بـه الشـفَعاءُ
وَأبــى اللَّــهُ أنْ يَمَسـَّنِيَ السـُّو
ءُ بحــالٍ وَلِــي إليــك الْتِجـاءُ
قــد رَجَوْنــاكَ للأُمـورِ الّـتي أب
رَدُهـــا فِــي فُؤَادِنــا رَمْضــاءُ
وَأَتَيْنــا إليــكَ أَنْضــاءَ فَقْــرٍ
حَمَلَتْنــا إلــى الغِنَــى أَنْضـاءُ
وانْطَـوَتْ فـي الصـُّدُورِ حاجاتُ نفسٍ
مـا لهـا عَـنْ نَـدَى يَدَيْكَ انْطِوَاءُ
فأَغِثْنَـا يَـا مَنْ هُوَ الغَوثُ والغَيْ
ثُ إذا أَجْهَـــدَ الـــورَى اللّأْوَاءُ
وَالجَـوَادُ الـذِي بـه تُفْـرَجُ الغُم
مَـــةُ عَنــا وتُكْشــَفُ الحَوْبــاءُ
يـا رحيمـاً بـالمؤمنين إذا مـا
ذَهِلَــت عــن أبنائهـا الرُّحَمـاءُ
يـا شـفيعاً في المُذنبين إذا أش
فــقَ مِــنْ خَــوفِ ذَنْبِـهِ البُـرَآءُ
جُـدْ لعـاصٍ ومَـا سـِوايَ هُـوَ العا
صــِي وَلكــنْ تَنَكُّــرِي اســْتِحْياءُ
وتَـــدَارَكْهُ بالعنايــة مــا دا
مَ لــه بالــذِّمامِ منــك ذمــاءُ
أخَّرَتْــهُ الأعمــالُ والمـالُ عَمَّـا
قـــدَّمَ الصـــَّالحُونَ والأغنيــاءُ
كـــل يـــومٍ ذُنُــوبُهُ صــاعداتٌ
وعليهــــا أنفاســـُهُ صـــُعَدَاءُ
أَلِــفَ البِطْنَــةَ المُبَطِّئَة الســَّيْ
رِ بــدار بهــا البِطــانُ بِطَـاءُ
فَبَكَـــى ذَنْبَـــهُ بِقَســْوَةِ قَلْــبٍ
نَهَــتِ الــدَّمْعَ فالبُكــاءُ مُكـاءُ
وغَــدَا يَعْتِــبُ القَضــَاءُ ولا عـذ
ر لعــاص فيمــا يسـوق القضـاءُ
أوثقتــه مــن الــذنوب دُيُــونٌ
شــَدَّدَتْ فِـي اقْتِضـائِها الغُرَمـاءُ
مـا لَـهُ حِيلَـةٌ سـِوَى حِيلَـةِ المُو
ثَـــقِ إِمَّـــا تَوَســُّلٌ أَوْ دُعَــاءُ
رَاجِيـاً أَنْ تعـودَ أعمـالُه السـُّو
ءُ بِغُفْــرَانِ اللَّــهِ وَهْــيَ هَبـاءُ
أَوْ تُــــرَى ســـَيِّئاتُهُ حَســـَناتٍ
فيقَـــالُ اســـْتحالتِ الصــَّهْباءُ
كــلُّ أمْـرٍ تُعنَـى بـه تُقْلَـبُ الأعْ
يــانُ فيــه وتَعْجَــبُ البُصــَراءُ
رُبَّ عَيْـنٍ تَفَلْـتَ فـي مائهـا المِلْ
حِ فأضـْحَى وَهْـوَ الفُـراتُ الـرَّوَاءُ
آهِ مِمــا جَنَيْــتُ إنْ كـانَ يُغْنِـي
ألِــفٌ مِــنْ عَظيــمِ ذنْــبٍ وهـاءُ
أرْتَجِـي التَّوْبَةَ النَّصُوحَ وفِي القَلْ
بِ نفَــاقٌ وفــي اللســانِ رِيـاءُ
ومــتى يَســْتَقيمُ قَلْبِــي ولِلْجِـسْ
مِ اعْوِجَـاجٌ مِـنْ كَبْرتـي وانْحِنـاءُ
كُنْـتُ فـي نَوْمَةِ الشَّبابِ فما اسْتَيْ
قَظْــــتُ إِلَّا ولِمَّــــتي شـــَمْطاءُ
وتمــادَيْتُ أَقْتَفــي أَثَــرَ القَـوْ
مِ فطـــالَتْ مَســـَافَةٌ واقْتِفَــاءُ
فــوَرا الســائرينَ وهْـوَ أمـامِي
ســــُبُلٌ وَعْــــرَةٌ وأرضٌ عَـــراءُ
حَمِــدَ المُــدلِجونَ غِــبَّ ســُرَاهُم
وكَفَـــى مَـــنْ تَخَلَّــف الإِبْطــاءُ
رِحلــةٌ لَـمْ يَـزَلْ يُفنِّـدني الصـَّي
فُ إِذَا مَــا نَوَيْتُهــا والشــِّتاءُ
يَتَّقِــي حُـرُّ وجْهِـي الحَـرَّ والبَـرْ
دَ وَقَــدْ عَــزَّ مِـنْ لَظـى الاتِّقـاءُ
ضــِقْتُ ذَرْعـاً مِمَّـا جَنَيْـتُ فَيـوْمِي
قَمْطَرِيــــرٌ وليلَـــتي دَرْعـــاءُ
وَتَــذَكَّرْتُ رَحْمَــةَ اللَّــهِ فـالبِش
رُ لِــوَجْهِي أنّــى انْتَحَـى تِلْقـاءُ
فألــحَّ الرَّجـاء والخـوفُ بالقَـلْ
بِ ولِلْخَـــوفِ والرَّجـــا إِخْفــاءُ
صـَاحِ لا تـأسَ إنْ ضـَعُفْتَ عَـنِ الطَّا
عــةِ واســْتَأْثَرَتْ بهـا الأقويـاءُ
إنَّ للَّــــهِ رَحمـــةً وأحَـــقُّ ال
نــاسِ منــه بالرَّحمـةِ الضـُّعَفَاءُ
فـابقَ في العُرْجِ عندَ مُنْقَلَبِ الذَّوْ
دِ ففِــي العَـوْدِ تَسـْبِقُ العَرْجـاءُ
لا تَقُــلْ حاســداً لِغَيْــرِك هــذَا
أثْمَــرَتْ نَخْلَــهُ ونَخْلِــي عَفــاءُ
وائْتِ بالمَسـْتَطاع مِـنْ عَمَـل البر
ر فقــدْ يُســْقِطُ الثِّمـارَ الإِتـاءُ
وبِحُــبِّ النـبيِّ فـابْغِ رِضـَى الـل
هِ فَفِــي حُبِّــهِ الرِّضـا والحِبَـاءُ
يـا نـبيَّ الهُـدَى اسـْتِغَاثَةَ مَلْهو
فٍ أَضـــَرَّتْ بحـــالِه الحوْبَـــاءُ
يَـدَّعِي الحُـبَّ وهْـوَ يـأْمُرُ بالسـُّو
ءِ ومَــنْ لِـي أنْ تَصـْدُقَ الرَّغْبَـاءُ
أَيُّ حُـــبٍّ يَصـــِحُّ منــه وطَرْفِــي
لِلْكَـــرَى واصـــِلٌ وطَيْفُـــكَ رَاءُ
ليـت شـِعرِي أَذَاكَ مِـنْ عُظـمِ ذَنْـبٍ
أمْ حُظُـــوظُ المُتَيَّمِيـــنَ حُظَــاءُ
إنْ يكُـنْ عُظْـمُ زَلَّـتي حَجْـبَ رُؤْيَـا
كَ فقــدْ عَـزَّ داءَ قلـبي الـدَّواءُ
كيــف يَصـدا بالـذَّنْبِ قلـبُ مُحِـبٍّ
ولــــه ذِكْـــرُكَ الجميـــلُ جِلاءُ
هـــذه عِلَّـــتي وأنــت طبيــبي
ليـسَ يَخفَـى عليـك في القلبِ داءُ
ومِــنَ الفَــوْزِ أنْ أبُثَّــكَ شـكوَى
هِــيَ شـكوَى إليـكَ وهْـيَ اقْتضـاءُ
ضــــُمِّنتها مَـــدَائح مُســـتطابٌ
فيــك منهــا المَديـحُ والإصـغاءُ
قلمـــا حـــاوَلتْ مَـــدِيحكَ إِلّا
ســـَاعَدَتْهَا مِيـــمٌ ودالٌ وحَــاءُ
حــقَّ لِـي فيـكَ أنْ أُسـَاحِلَ قوْمـاً
ســَلَّمَتْ منهــم لَــدَلْوِي الــدِّلاءُ
إنَّ لِــي غيــرةً وقــد زَاحَمَتْنـي
فــي معــاني مَــديحِكَ الشـُّعراءُ
ولقلــبي فيــك الغُلــوُّ وأنَّــى
لِلِســاني فــي مَــدْحِكَ الغُلـواءُ
فــأَثِبْ خــاطِراً يَلَــذُّ لــه مَـدْ
حُــــك عِلْمــــاً بـــأَنه اللَّأْلاءُ
حـاكَ مِـنْ صـَنْعَةِ القَرِيـض بُـرُوداً
لَــكَ لــم تحْــكِ وشـْيَها صـَنْعَاءُ
أعجـزَ الـدُّرَّ نَظمُـهُ فاسـتوتْ فـي
هِ اليَــدَانِ الصــَّناعُ والخَرْقَـاءُ
فَارْضـَهُ أفْصـَحَ امـرئٍ نطـقَ الضـَّا
دَ فقــامتْ تَغَــارُ منهـا الظـاءُ
أبِــذِكْرِ الآيــاتِ أُوفِيــكَ مَـدْحَاً
أيْـنَ مِنـى وأَيْـنَ منهـا الوفَـاءُ
أمْ أُمَـــارِي بهِــنَّ قَــوْمَ نَبِــيٍّ
ســاءَ مــا ظَنَّــهُ بِـيَ الأغبيـاءُ
ولَـــكَ الأُمَّــةُ الــتي غَبَطَتْهَــا
بــكَ لَمَّــا أتيْتَهــا الأنبيــاءُ
لَــمْ نَخَـفْ بَعْـدَكَ الضـَّلالَ وفينـا
وَارِثُــوا نُــورِ هَـدْيِكَ العُلَمـاءُ
فانْقَضـــَتْ آيُ الَانبيــاءُ وَآيــا
تُـكَ فـي النـاس مـا لَهُنَّ انْقضاءُ
والكرامـــاتَ منهـــمُ مُعجــزاتٌ
حازَهَــا مِــنْ نَوَالِــكَ الأوليـاءُ
إنَّ مِـنْ مُعجزاتِـكَ العَجـزَ عَـنْ وص
فِــــكَ إذْ لا يَحُـــدُّهُ الإحصـــاءُ
كيـــفَ يَســْتَوعِبُ الكلامُ ســَجَايا
كَ وَهَــلْ تَنْـزِحُ البحـار الرِّكَـاءُ
ليــسَ مِــنْ غايَـةٍ لِوَصـْفِكَ أَبغـي
هــا وللْقَــوْلِ غايَــةٌ وانتهـاءُ
إنمــا فضــلُكَ الزَّمَــانُ وآيــا
تُـــكَ فيمـــا نَعُـــدُّهُ الآنــاءُ
لَـمْ أُطِـلْ فـي تَعْـدادِ مَدْحِكَ نُطْقي
ومُــــرادِي بـــذلك استقصـــاءُ
غيـر إنـيَ ظمـآنُ وَجْـدٍ ومَـا لـي
بِقَليــلٍ مِــنَ الــورودِ ارْتِـواءُ
فســلامٌ عليــك تَتْــرَى مِـنَ الـل
هِ وَتَبْقَــى بــه لَــكَ البَــأواءُ
وســلامٌ عليــك منــكَ فمــا غَـي
رُك منـــه لــكَ الســلام كِفــاءُ
وَســَلامٌ مِــنْ كـلِّ مـا خَلَـقَ الـل
هُ لِتحْيـــــا بِـــــذِكْرِكَ الأملاءُ
وَصـــلاةٌ كالمِســْكِ تَحْمِلــه مِــن
نــي شــمَالٌ إليــكَ أَو نكْبــاءُ
وَســـَلامٌ عَلَـــى ضــَرِيحِكَ تخْضــَل
لُ بـــه منـــه تُرْبَــةٌ وَعْســاءُ
وَثَنَــاءٌ قَــدَّمْتَ بيــنَ يَـدَيْ نَـجْ
وَايَ إذْ لــم يكــن لَــديَّ ثَـراءُ
مـا أَقَـامَ الصـلاةَ مَـنْ عَبَـدَ الل
هِ وقـــامتْ بِربِّهَـــا الأشـــياءُ
محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.ومولده في بهشيم من أعمال البهنساويةووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:أمن تذكّر جيران بذي سلمشرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:كيف ترقى رقيك الأنبياء وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها إلى متى أنت باللذات مشغول