
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَافـاك بالـذنبِ العظيـمِ المُـذْنِبُ
خَجِلاً يُعَنِّــــفُ نفســــَهُ ويُـــؤَنِّبُ
لــم لا يشــُوبُ دُمُــوعَهُ بِــدِمائِه
ذو شــيبَةٍ عَوْرَاتُهــا مَــا تُخْضـَبُ
لَعِبَــتْ بـه الـدّنيا ولـولا جَهْلُـه
مـا كـان فـي الدنيا يخوضُ ويَلعبُ
لَــزمَ التَّقَلُّــبَ فـي مَعاصـِي رَبِّـهِ
إذْ بــاتَ فــي نَعْمــائِهِ يَتَقَلَّــبُ
يســتغفِرُ اللَّــهَ الـذُّنوبَ وقلبُـه
شــرِهاً علــى أمْثالهــا يَتَــوثَّبُ
يُغْــرِي جَــوَارِحَهُ عَلَــى شــَهَوَاتِهِ
فكــأنَّهُ فيمــا اســتَبَاحَ مُكلِّــبُ
أضــْحَى بِمُعْتَــرَكِ المَنايـا لاهِيـاً
فكــأنَّ مُعْتَــرَك المنايــا مَلْعَـبُ
ضــاقَتْ مــذاهِبُه عليـه فمـا لَـه
إلَّا إلـــى حَــرَمٍ بِطَيْبَــةَ مَهْــرَبُ
مُتَقَطِّــعُ الأســبابِ مِــنْ أعمــالِهِ
لكنـــــه بِرَجَــــائِه مُتَســــَبِّبُ
وقَفَــتْ بِجــاهِ المصــطفى آمـالُه
فكــــأَنه بــــذنوبه يَتَقَــــرَّبُ
وَبَــدا لــه أنَّ الوُقُــوفَ بِبـابِهِ
بــابٌ لِغُفْــرانِ الــذُّنوبِ مُجَــرَّبُ
صــلَّى عليــه اللَّــهُ إنَّ مَطـامِعي
فـي جُـودِهِ قـد غـارَ منهـا أشـعَبُ
لِــم لا يغــارُ وقـد رآنـي دونَـه
أدركْـتُ مِـنْ خَيْـرِ الـوَرَى ما أطلُبُ
مــاذا أخــافُ إذا وَقَفْـتُ بِبـابِهِ
وصــَحائِفي ســُودٌ ورأْســِيَ أشــْيَبُ
والمصطَفى الماحي الذي يمحو الذي
يُحْصـِي الرقيـبُ على المُسيء وَيَكْتُبُ
بَشــَرٌ ســَعِيدٌ فـي النُّفُـوسِ مُعَظَّـمٌ
مِقْــدارُه وإلــى القلــوبِ مُحَبَّـبُ
بجمــــالِ صـــُورَتِهِ تَمَـــدَّحَ آدَمٌ
وبيَـــانِ مَنْطِقِــه تَشــَرّفَ يَعْــرُبُ
مِصــْباحُ كــلِّ فضــيلةٍ وإمامُهــا
وَلِفَضـــْلِهِ فَضـــْلُ الخَلائِقِ يُنْســَبُ
رِدْ واقْتَبِــسْ مِــنْ فَضـْلِهِ فبِحـارُه
مــا تَنْتَهِــي وشُموسـُهُ مـا تَغـرُبُ
فلكــلِّ ســارِ مِــنْ هُـداهُ هِدايَـةٌ
ولكــلِّ عــافٍ مِــنْ نَــداه مَشـْرَبُ
وَلكــلِّ عَيْــنٍ منــه بَــدْرٌ طـالع
ولكــلِّ قلــبٍ منــه لَيْــثٌ أَغْلَـبُ
مَلأَ العـــوالِمَ عِلْمُـــهُ وثَنَــاؤُهُ
فيـــه الوُجُــودُ مُنَــوَّرٌ ومُطَيَّــبُ
وَهَــبَ الإِلــهُ لـهُ الكمـالَ وإنَّـهُ
فـي غَيْـرِهِ مِـنْ جِنْـسِ مـا لا يُـوهَبُ
كُشـِفَ الغِطـاءُ لـهُ وقـد أُسـْرِي به
فعُلُــومُهُ لا شــيءَ عنهــا يَعــزُبُ
وَلِقَــابِ قَوْســَيْنِ انْتَهَــى فمَحَلُّـهُ
مِــنْ قـابِ قَوْسـَيْنِ المَحَـلُّ الأقْـرَبُ
ودَنَــا دُنُــوّاً لا يُزَاحِــمُ مَنْكِبـاً
فيــه كمــا زَعَـمَ المُكَيِّـفُ مَنْكِـبُ
فــاتَ العبــارَةَ والإِشـارَةَ فضـلُهُ
فعليــكَ منـه بمـا يُقـالُ ويُكْتَـبُ
صـَدِّقْ بمـا حُـدِّثْتُ عنـه فَفي الوَرَى
بـــالغيْبِ عنــه مُصــَدِّقٌ وَمُكَــذِّبُ
واســمَعْ منــاقِبَ للحـبيبِ فإنّهـا
فِـي الحُسـْنِ مِـنْ عَنْقَاءَ مُغْرِبَ أغْرَبَ
مُتَمَكِّــــــنُ الأخلاق إلّا أنّــــــه
فــي الحُكـمِ يَرْضـَى للإلـهِ وَيَغْضـبُ
يَشــْفِي الصــُّدُورَ كلامُــه فـدواؤُه
طَــوراً يَمُــرُّ لهـا وطَـوْراً يَعْـذُبُ
فـاطْرَبْ لتَسـْبِيحِ الحَصـَى فـي كَفِّـهِ
فَمِــنَ السـَّماعِ لِـذِكْرِهِ مـا يُطـرِبُ
والجِــذْعُ حَــنَّ لـهُ وبـاتَ كمغْـرَمٍ
قَلِـــقٍ بفَقْـــدِ حَــبيبِه يَتَكَــرَّبُ
وَســَعَتْ لــه الأحجـارُ فهْـيَ لأَمـرِه
تــأْتي إليـه كمـا يشـاءُ وتَـذْهَبُ
واهْتَــزَّ مِــنْ فَــرَحٍ ثَبِيـرٌ تَحْتَـهُ
وَمِـــنَ الجِبَــالِ مُســَبِّحٌ ومُــؤَوِّبُ
والنَّخْــلُ أثْمَـرَ غَرْسـُه فـي عـامِه
وَبَــدَا مُعَنْــدَمُ زَهْــوِهِ والمَـذْهَبُ
وَبَنــانُهُ بالمــاءِ أَرْوَى عَســْكَرا
فكـــأنّه مـــن دِيمَـــةٍ يَتَصــَبَّبُ
والشـَّاةُ إذْ عَطـشَ الرَّعِيـلُ سـَقَتْهُمُ
وهـــمُ ثلاثُ مَئِيــنَ ممــا يَحْلُــبُ
وشــفَى جميــعَ المُؤْلِمَـاتِ بِريقِـه
يــا طِيـبَ مـا يَرْقـي بـه ويُطَيِّـبُ
وَمَشــَى تُظلِّلُــهُ الغَمــامُ لِظلِّهـا
ذَيْــلٌ عليـه فـي الهـواجر يُسـْحَبُ
وَتَكَلَّــمَ الأطفــالُ والمَــوْتَى لَـهُ
بِعجـــائِبٍ فليَعجَـــب المُتعجِّـــبُ
والجَــذْلُ مِـنْ حَطَـبٍ غَـدا لِعُكاشـَةٍ
ســَيْفاً وليـس السـَّيفُ ممـا يُحْطَـبُ
وعَســِيبُ نَخْـلٍ صـارَ عَضـْباً صـارِماً
يَــوْمَ الـوَغَى إذْ كـلُّ عَيْـنٍ تُقْلَـبُ
وأضـاءَ عُرْجُـونٌ وَسـَوْطٌ فـي الـدُّجى
عَـــنْ أمـــرِهِ فكــأنَّ كُلّاً كَــوْكَبُ
وكــأنَّ دعْــوَتَهُ طليعَـةُ قَـوْلِ كُـنْ
مــا بَعْــدَها إلا الإجابــةَ مَـوْكِبُ
تَحظَـى بهـا أبنـاءُ مَـنْ يـدعو لَهُ
فكأنهــا وقْــفٌ عَلَــى مَـنْ يُعْقِـبُ
للنــاسِ فيهــا وابــلٌ وصــواعقٌ
نَفْــسٌ بهــا تَحْيــا ونَفـسٌ تَعْطَـبُ
والمَحْــــلُ إذْ عَـــمَّ البِلادَ بَلاؤُهُ
والريــحُ يُشـْمِلُ بالسـَّمُومِ ويجنِـبُ
واسْتَسـْلَمَ الـوَحْشُ المَـرُوعُ لِصـَيْدِهِ
جُوعـاً وصـرَّ مِـنَ الحَـرورِ الجُنْـدُبُ
والـذِّئْبُ مِـنْ طولِ الطَّوَى يَبْكي عَلَى
رِمَـمِ المَواشـي وابـنُ دايَـة ينعَبُ
والنـاس قـد ظنُّـوا الظُّنُونَ كأنَّما
ســَلَبَتْ قلــوبَهم الريـاحُ القُلَّـبُ
لــم تَبْـكِ للأَرْضِ السـماءُ بـه ولا
رَقَّــتْ لِشــائِمِها الـبروقُ الخلَّـبُ
فَــدَعَوْكَ مَخْبُــوءاً لكــلِّ كَرِيهــةٍ
جَلَّـتْ كمـا يُخْبـا الحُسـامُ ويُنْـدبُ
فَرَفَعـتَ عَشـْرَاً مِـنْ أنامِـلَ داعيـاً
فانْهَـــلَّ أُســبوعاً ســَحابٌ صــَيبُ
فطَغَــى عَلَــى بُنْيـانِ مكّـةَ مـاؤُهُ
أو كـادَ يَنْبُـتُ في البُيوتِ الطُّحْلُبُ
لَــولا ســألتَ اللَّـهَ سـُقيا رَحْمـةٍ
مـاتَتْ بـه الأحيـاءُ ممـا يَشـربوا
فـــإذا البلادُ وكــلُّ دارٍ رَوْضــَةٌ
فيمــا يَــرُوقُ وكــلُّ وادٍ مُعْشــِبُ
قــد جئتُ أَسْتَسـْقِي مكارِمَـكَ الـتي
يَحْيـا بهـا القَلْـبُ المواتُ ويُخصِبُ
يـا مَـنْ يُرَجَّى فِي القيامةِ حيث لا
أُمٌّ تُرَجَّـــــى للنّجَـــــاةِ ولا أبُ
يـا فارِجَ الكُرَبِ العِظامِ وَوَاهِبَ الْ
مِنَـنِ الجِسـامِ إليـكَ منـك المهرَبُ
هَـبْ لِـي مِـنَ الغُفْـرانِ رَبِّ سـعادةً
مــا تُســْتَعادُ ونِعمـةً مـا تُسـْلَبُ
أيَضـيقُ بِـي أمـرٌ وبـابُ المصـطفى
فــي الأرضِ أوسـَعُ للعُفـاةِ وَأرْحَـبُ
لا تَقْنَطِــي يــا نفْــسُ إِنَّ تَوَسـُّلِي
بالمصــطفى المختـارِ ليـسَ يُخَيَّـبُ
أنَّــى يَخِيــبُ وقــد تَعَطَّـرَ مَشـْرِقٌ
بمَــدَائحي خيــرَ الأنــامِ ومَغْـرِبُ
آلَ النــبيِّ وَمـن لهـم بالمصـطفى
مَجْـدٌ علـى السـَّبْعِ الطِّبـاقِ مُطَنِّـبُ
حُزْتُــمْ عظيمــاً مِـنْ تُـراثِ نُبُـوَّةٍ
مـا كـان دونكُـم لهـا مَـنْ يَحجُـبُ
اللَّـــهُ حَســْبُكُمُ وَحَســْبِي إننــي
فــي كــلِّ مُعْضــِلَةٍ بِكُــمْ أتَحَسـَّبُ
يـا سـادتي حُبِّـي لكـم مـا تَنْقَضِي
أعمـــارُهُ وَحِبــالُه مــا تُقْضــَبُ
مِـنْ مَعْشـَرٍ نَزَلـوا الفَلا فحصـونُهُمْ
بِيــدٌ بــأطرافِ الرِّمــاحِ تُؤَشــّبُ
مــا فيهــمُ لســنانِ عَيْـبٍ مَطْعَـنٌ
كَلَّا وَلا لحُســــامِ رَيْـــبٍ مَضـــْرِبُ
وَعَلَـى الخَصاصـَةِ يُـؤْثِرُونَ بزادِهِـم
وَيَلَـذُّ مِـنْ كَـرَمٍ لهـم أنْ يَسـْغَبوا
لا تَنْــزِعُ اللُّـوَّامُ أثْـوَابَ النَّـدَى
عنهـم ويُخْصـِبُ جُـودُهم أنْ يُجْـدِبوا
جُبِلُـوا علـى سـِحْرِ البَيان فجاءهم
حَـقُّ البيـانِ عَـنِ الرِّسـالةِ يُعْـرِبُ
فاستسـلَموا للعَجْزِ عنه وذو النُّهَى
تَــأْبَى نُهـاهُ قِتـالَ مَـنْ لا يُغْلَـبُ
جــاءتْ عجــائبُهُم أمــامَ عجـائِبٍ
أُمُّ الزَّمــانِ بِهِــنَّ حُبْلَــى مُقـرِبُ
مـا بـالُ مَـنْ غَضـِبَ الإلـهُ عليهـم
حـادوا عـن الحـقِّ المُبِينِ ونَكَّبُوا
كفَــرَتْ عَلَـى عِلـمٍ بهـم علمـاؤُهم
جَــرِبَ الصـَّحِيحُ وَلَـمْ يَصـِحَّ الأجـربُ
هلَّا تَمَنَّــى المَــوْتَ منهــمْ معشـرٌ
جَحَـدُوهُ فـامْتَحَنوا الدَّواءَ وَجَرّبُوا
أفيُؤْمِنُــون بِــهِ وَمِمَّــن جــاءهم
بالبَيِّنَــــاتِ مُقَتَّــــلٌ وَمُصـــَلَّبُ
عَبَـدُوا وموسـى فيهـمُ العجل الذي
ذُبِحـوا بـهِ ذَبـحَ العجـولِ وعُذِّبوا
وصـبَوا إِلـى الأَوثـانِ بَعـدَ وَفاتِهِ
وَالرُّســْلُ مِـنْ أسـَفٍ عليهـم تَنْـدُبُ
وَإذا القلـوبُ قَسـَتْ فليـس يُلِينها
خِـــلُّ يَلُـــومُ ولا عَـــدُوٌّ يَعْتِــبُ
وَأخــو الضـَّلالَةِ قـالَ عيسـى ربُّـه
وَنَبِيُّــهُ فــأخو الضــَّلالِ مُذَبْــذَبُ
ويقـــول خــالِقُه أبــوهُ وإنَّــه
رَبٌّ وإنســـــانٌ أَلا فَتَعجَّبـــــوا
أبِهَــذِهِ العَــوراتِ جَـاءَتْ كُتبُهُـم
أمْ حَرَّفـوا منهـا الصـَّوابَ وَوَرَّبُوا
فـاعوجَّ منهـا مـا اسـتقامَ طلوعُه
فكأنهــا بيــن النُّجُـومِ العَقْـرَبُ
عَجَبـاً لهـمْ مـا بَـاهَلوه ولِم أبَتْ
أحْبــارُ نَجــرانَ الّـذينَ تَرَهَّبُـوا
ولقــد تَحَــدَّى بالبيــانِ لقَـومِهِ
وإليهــمُ يُعــزَى البيـانُ ويُنسـَبُ
فتَهَيَّبُــوه ومــا أتَــوْهُ بِســُورَةٍ
مِـــنْ مِثلــه وبيــانُهُم يُتَهَيَّــبُ
مَــنْ لَــمْ يُــؤَهِّلْهُ الإلـهُ لحَالـةٍ
فــاتَتْهُ وهْــوَ لِنَيْلِهــا مُتَــأَهِّبُ
عَجَبــاً لهـم شـَهِدُوا لـهُ بأمانـةٍ
حــتى إذا أدَّى الأَمانــة كَــذَّبوا
وارتـابَ فيـه المشـركون ولَمْ يَزَلْ
بالصــِّدْقِ عنــد المشـركينَ يُلَقَّـبُ
جَحَـدُوا النـبيَّ وقد أتاهم بالهُدَى
لَـولا القضـاءُ سـألتَهُمْ ما المُوجِبُ
للَّــهِ يــومُ خروجِــه مــنْ مكــةٍ
كخــروجِ موســى خائفــاً يَتَرَقَّــبُ
والجِــنُّ تُنْشــِدُ وحْشــَةً لِفِرَاقِــهِ
شـِعْراً تَفيـضُ بـه الـدُّموعُ وتُسـْكَبُ
والغــارُ قــد شـَنَّتْ عليـه غـارةً
أعْــداؤُه حِرْصــاً عليـه وأجلبُـوا
أرَأيــتَ مَــنْ يَجفـو عليـه قَـوْمُه
تَحْنُــو عليــه العنكبـوتُ وتحْـدَبُ
إنْ يكفـــروا بكتــابِهِ فكتــابُهُ
فَلَـكٌ يَـدُورُ علـى الوُجُـودِ مُكَـوْكَبُ
قــامت لنــا وعليهــمُ حُجَـجٌ بـه
فَبَـدا الصـَّباحُ وجَـنَّ منـه الغَيْهَبُ
فتصــادمَ الحَـقُّ المُـبينُ وإفكهُـم
فـإذا النُّفُـوسُ عَلَـى الرَّدَى تَتَشَعَّبُ
فــدَعوْا نَـزال فأَوْقَـدَتْ نيرانَهـا
ســُمْرُ القَنـا وَالعادِيَـاتُ الشـُّزَّبُ
فـإذَا بِـدِينِ الكُفْـرِ يَنْـدُبُ فَقْـدَهُ
ذرِّيَّـــةً تُســـْبَى وَمـــالٌ يُنْهَــبُ
غــالَتْ بُغــاثَهُمُ بُــزَاةُ كَرِيهَــةٍ
أظفارُهــا فــي كــل صـَيْدٍ تَنْشـَبُ
حـتى بكـى عَمـراً هِشـامٌ في الثَّرَى
مِــنْ ذِلَّــةٍ وَنَعَــى حُيَيّــاً أَخْطَـبُ
لا تُنْكِــرُوا بُغْضـِي عَـدُوَّ المُصـطفى
إنـــي بِبُغْضـــِهِمُ لـــهُ أَتَحَبَّــبُ
أقْســَمْتُ لا تَنْفَــكُّ نــارُ قَرِيحـتي
أبـــداً عَلَــى أعــدائه تَتَلَهَّــبُ
هــذا وَنُطْقِــي دائمــاً بِمَــدِيحِهِ
أذكَـى مِـنَ الـوَرْدِ الجَنِـيِّ وَأطْيَـبُ
أُهْــدِي لــه طِيـبَ الثَّنَـاءِ وإنّـه
لَيُحِــبُّ أنْ يُهْــدَى إليــه الطَّيِّـبُ
أُثْنِــي عليــه تَشــَوُّقاً وتَعَبُّــدَاً
لا أنّنــــي لِصـــفاتِهِ أســـْتَوْعِبُ
مُسْتَصــْحِباً حُبِّــي وإيمــاني لــهُ
وكلاهُمــا مِــنْ خَيْـرِ مـا يُستَصـْحَبُ
أشــْتَاقُ للحَــرَمِ الشـَّرِيفِ بِلَوْعَـةٍ
فـي القلـبِ تَحْـدُو بي إلَيْهِ وَتَجْذِبُ
مـا لـي سـِوَى ذِكْـرَى لهُ في رِحْلَتِي
زَادٌ وَلا غَيـــرُ اشــْتياقِي مَرْكَــبُ
وَتَحِيَّـــة منـــي إليــه يَرُدُّهَــا
منـــه علـــيَّ مُســـَلِّمٌ ومُرَحِّـــبُ
صـــلَّى عليــه اللَّــهُ إنَّ صــلاتَهُ
فَــرْضٌ عَلَــى كــلِّ الأنــامِ مُرَتَّـبُ
مــا حــنَّ مُشــْتاقٌ إلـى أوطـانِهِ
مِثْلـــي ورَاحَ بِوَصـــْفِها يَتَشــَبَّبُ
محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.ومولده في بهشيم من أعمال البهنساويةووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:أمن تذكّر جيران بذي سلمشرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:كيف ترقى رقيك الأنبياء وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها إلى متى أنت باللذات مشغول