
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أهـلُ التُّقَـى والعِلـمِ أهـلُ السُّؤْدُدِ
فــأَخُو السـِّيَادَةِ أحمـدُ بـنُ مُحَمَّـدِ
الصاحبُ ابن الصاحب ابن الصاحب ال
حبْـرُ الهُمَـامُ السـَّيِّدُ ابـنُ السـَّيِّدِ
لا تُشــْرِكَنَّ بــه امــرأ فـي وَصـْفِهِ
فتكــونَ قــد خــالفْتَ كــلَّ مُوَحِّـدِ
الشــَّمسُ طالعــةٌ فهــل مـن مُبْصـِرٍ
والحَــقُّ مُتَّضــِحٌ فهــل مـن مُهْتَـدِي
إنَّ الفَتَـــى مَــنْ ســَوَّدَتْهُ نفْســُهُ
بالفضــلِ لا مَــنْ سـادَ غيـرَ مُسـوَّدِ
والناسُ مُخْتَلِفُوا المذاهِبِ في العُلا
والمَــذْهَبُ المُخْتــارُ مـذْهَبُ أحمـدِ
وفَّـــى عُلــومَ الأوّليــن حُقوقَهــا
والآخِرِيــنَ وَفــاءَ مَــنْ لـم يَجْحَـدِ
فكــــأنَّه فينــــا خليفـــةُ آدمٍ
أوْ آدَمٌ لـــو أنَّـــهُ لــم يُولَــدِ
أفضــَى بــه علْـمُ اليَقِيـنِ لعَيْنِـهِ
وَرَآهُ حَاســــِدُهُ بعَيْنَـــيْ أَرْمَـــدِ
كُشــِفَ الغِطَــاءُ لـهُ فليـسَ كحـائرٍ
فــي دينِــهِ مِــنْ أَمْــرِهِ مُتَــرَدّدِ
قـد كـانَ يَحكـمُ فـي الأُمـورِ بِعِلْمِهِ
شــَهِدَ المُحـقُّ لـديْهِ أَمْ لـم يَشـْهَدِ
لــولا يُخاطِبُنَــا بِقَــدْرِ عُقُولِنَــا
جَــاءتْ معــارفُهُ بمــا لـم نَعْهَـدِ
ورِثَ النُّبُـــوَّة فَلْيَقُـــم كَقِيــامِهِ
مَــنْ حَــاوَلَ الميـراثَ أَوْ فَلْيَقْعُـدِ
فلِسـَانُهُ العَضـْبُ الحُسـامُ المَنْتَضـَى
وَبَيَـــانُهُ بَحْـــرٌ خِضــَمُّ المُزْبِــدِ
وَبَصــِيرَةٌ بــاللَّهِ يُشــْرِقُ نورُهــا
ويُضــِيءُ مثــلَ الكَــوْكَبِ المُتَوَقِّـدِ
وخَلائِق مــا شــابَها مَــنْ شــانَها
فـأتَتْ كمـاءِ المُـزْنِ في قَلْبِ الصَّدِي
فَلِبَـابِ زَيْـنِ الـدِّينِ أحمـدَ فلْيَسـِر
مَــنْ كــانَ بالأَعْــذَار غيـرَ مُقَيَّـدِ
هــوَ كعْبَــةُ الفضـلِ الـذي قُصـَّادُهُ
قــد حَقَّقُــوا منـه بُلـوغَ المَقْصـِدِ
لَمَّــا وَرَدْتُ عَلَــى كَرِيــمِ جَنَــابِهِ
فـوَرَدْتُ بَحْـرَ الْجُـودِ عَـذْبَ المَـوْرِدِ
ورَأَيْــتُ وَجْهَــاً أَشــْرَقَتْ أَنْــوَارُهُ
فأَضــَاءَ مثــلَ الكــوكَبِ المُتَوَقِّـدِ
أعْرَضـْتُ عَـنْ لهْـوِ الحَـدِيثِ وقُلْتُ يا
مَـدْحَ الـوَرَى عنِّـي فمَـا أَنَا مِنْ دَدِ
وَعَزَمْـتُ فـي يَـوْمِي عَلَى العَمَلِ الّذي
ألقـاهُ لـي نعْـمَ الـذَّخيرةُ فـي غَدِ
مَــدْحٌ إذَا أعْمَلْــتُ فيــه مِقْــوَلِي
جَاهَــدْتُ عــن ديـنِ الهُـدَى بِمُهَنَّـدِ
أَبْقَــى لـهُ الـذِّكْرَ المُخَلَّـدَ عِلْمُـهُ
أنْ ليـس فـي الـدُّنْيَا امـرُؤٌ بِمُخَلَّدِ
فَاســــْتُنْفِدَتْ بوجـــودِهِ آمـــالُهُ
وَاخْتَـارَ عنـدَ اللَّـهِ مـا لـم يَنْفَدِ
شــُغِفَتْ بِـهِ الـدُّنْيَا وآثَـرَ أُخْتَهَـا
حُبَّـــاً فَـــأَوْهَمَ رَغْبَـــةً بِتَزَهُّــدِ
وأتـــى عليهــا جُــودُه فكأَنّهــا
لهَوانِهَــا فــي نفســه لـم تُوجَـدِ
فــإذَا نَظَــرْتَ إلـى مقاصـِدِهِ بهَـا
أَبْــدَتْ إليــكَ حَقيقــةَ المُتَجَــرِّدِ
كلِـفٌ بمَـا يَعْنِيـهِ مِنْ إسعادِ ذِي ال
حَاجَـاتِ فـي الزَّمَـنِ القَليلِ المُسْعِدِ
يَطْـوِي مِـنَ التَّقْوَى حَشَاهُ عَلَى الطَّوَى
وَيَبِيــتُ ســَهْرَانَاً مُقَــضَّ المَرْقَــدِ
وَيَغُـــضُّ مِــنْ مَغْســُولَتَيْنِ بِــدَمْعِهِ
مَكْحُـــولَتَيْنِ مِـــنَ الظَّلامِ بإثْمِــدِ
عَــوِّلَ عليــه فــي الأُمــورِ فـإنَّهُ
أهـلُ الغَرِيـبِ وبَيْـتُ مـالِ المُجْتَدِي
وَاســْتَمْطِرِ البركــاتِ مِـنْ دَعَـوَاتِهِ
حيـث اسـتقَلَّ سـحَابُ راحَتِـهِ النَّـدِي
واسـمعْ لِمَـا يُـوحَى مِنَ الذِّكْرِ الَّذِي
يُشـْجِي القلـوبَ لَـوَ انَّهـا مِنْ جَلْمَدِ
صــَدَرَتْ جَــواهِرُ لفظِــهِ مِـنْ بـاطِنِ
صـافِي التُّقَـى مِثْـلِ الحُسامِ الْمُغْمَدِ
فــأراكَهُ ســِحر البيــانِ مُنَضــَّدَاً
بِيَــدِ البَلاغَــةِ وَهْــوَ غيـرُ مُنَضـَّدِ
مُتَحَلِّيــاً بِجَوَامِــعِ الكَلِــمِ الـتي
يُعْنَــى بهــا حَــدِبٌ عنــاءَ تَجَلُّـدِ
فــالقَصُّ منــه إذا أتَــاكَ تَعَـدَّدَتْ
منــه المعــاني وَهْـوَ غيـرُ مُعَـدَّدِ
قُــلْ لِلإِمَــامِ المُقْتَــدَى بِعُلُــومِهِ
قـد فَـازَ مَـنْ أَضـْحَى بِرَأْيِـكَ يَقْتَدِي
يَــا مَــنْ يُرَاعِـي للفضـيلةِ حَقَّهَـا
لِتَلَــــذُّذٍ بِالفَضــــْلِ لا لِتَزَيُّـــدِ
لــمْ تُصــْغِ لِلْعُلَمَــاءِ إِلَّا مِثْلَمَــا
أَصــْغَى ســُلَيْمَانٌ لِقَــوْلِ الهُدْهُــدِ
عَجِبَـتْ لِزُهْـدِكَ فـي الـوزارةِ مَعْشـَرٌ
فــأَجَبْتُهُمْ عَجَبــاً إذَا لــم يَزْهَـدِ
مــا ضــَرَّ حــبرَاً قَلَّــدَتْهُ أَئِمَّــةٌ
أَن لـــم يكــنْ لِمَنَاصــِبٍ بمُبَلَّــدِ
وإذا سـما باسـْمِ العلـومِ فلا تَسـَلْ
عَــن حَــطِّ نَفْــس بالحَضـِيضِ الأَوْهَـدِ
مــا المَجْــدُ إِلَّا حِكْمَــةٌ أُولِيتَهَـا
يَنْحَــطُّ عنهــا قــدر كــلِّ ممجَّــدِ
يـــا رُتْبَـــةً لا تُرْتَقَــى بِســَلالِمٍ
وســيادَةً مــا تُشــْتَرَى بالعَســْجَدِ
خيـرُ المناصـِبِ مـا العُيُـونُ كَلِيلَةٌ
عنــه ومـا الأَيـدِي لـه لـمْ تُمْـدَدِ
مَــوْلايَ دونَــكَ مِــنْ ثنــائِي حُلَّـةٌ
تُبْلِــي مِــنَ الأَيّــامِ كــلَّ مُجَــدَّدِ
جَـــاءَتْ مُســَارِعَةً إليــكَ بِســَاعَةٍ
ســَعِدَتْ مُطالِعَــةً وإنْ لــمْ تُرْصــَدِ
يَـــوْمُ اتِّصـــَالٍ بالأَحِبَّــةِ حَبَّــذا
يَــوْمٌ بــه انْقَطَعَـتْ قلـوبُ الحُسـَّدِ
مـا سـُيِّرَتْ مـا بَيْـنَ يوسـُفَ مِثْلَمَـا
قـــد ســُرَّ فيــه أَحْمَــدٌ بِمُحَمَّــدِ
يـــا حَبَّـــذا مَـــدْحٌ لآِلِ مُحَمَّـــدٍ
دونَ التَّغَــزُّلِ فــي غَــزَالٍ أَغْيَــدِ
إنَّ الجَلالَــةَ مُنْــذُ رُمْــتُ مَـدِيحَكم
لـم تَـرْضَ لـي ذكـرَ الحِسـَانِ الخُرَّدِ
فــاللَّهُ يَجْمَــعُ شــَمْلَكُمْ سـاداتِنا
جَمْــعَ الســلامَةِ فــي نعيـمٍ سـَرْمَدِ
محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.ومولده في بهشيم من أعمال البهنساويةووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:أمن تذكّر جيران بذي سلمشرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:كيف ترقى رقيك الأنبياء وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها إلى متى أنت باللذات مشغول