
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذُو يَــراعٍ يَــرُوعُ كَالسـَّيْفِ إمَّـا
بصــــَليلٍ عِـــداهُ أَوْ بِصـــَرِيرِ
مـا رَأَى النـاسُ قَبْلَـهُ مِـنْ يَراعٍ
لِــــوَزِيرٍ صـــَريرُهُ كـــالزَّئيرِ
فــإذا ســَطَّرَ الكتــابَ أَرانــا
بَحْــرَ فضــلٍ أمـواجُهُ مِـنْ سـُطورِ
وإذا اســتخرجوهُ يَسـْتَخْرجُ الـدُّر
رَ نَفِيســاً مِــنْ بَحْـرِهِ المَسـْجورِ
نَظَـــرَتْ مُقْلَتِــي إليــهِ كــأنّي
نــاظِرٌ فــي بَــدِيعِ زَهْـرٍ نَضـِيرِ
ثـــم شـــَرَّفْتُ مســْمَعِي بِتُــؤَامٍ
وَفُـــرادَى مِـــنْ دُرِّهِ المَنثُــورِ
لا تُطـاوِلْهُ فـي الفخـارِ فمـا غا
دَرَ فــي الفَخْــرِ مُرْتَقَـىً لِفَخُـورِ
ذِكْــرُهُ لَــذَّةُ المَســامِعِ فاسـْتَمْ
تِــع بــه مِـنْ لِسـانِ كـلِّ ذَكُـورِ
ثَـمَّ مَعْنـىً وصـورَةً فَهْـوَ في الحا
لَيْـنِ مِلْـءُ العُيـونِ مِلـءُ الصُّدورِ
زُرْتُ أَبْــوَابَهُ الـتي أَسـْعَدَ الـل
هُ بهــــا كـــلَّ زائرٍ ومَـــزُورِ
كـلُّ مَـنْ زارَهـا يَعُـودُ كمـا عُـدْ
تُ بِفَضــْلٍ مِنهــا وَأَجْــرٍ كــثيرِ
وَكَفــانيَ ســَعْيِي إليهــا لأُهْـدَى
مِنـه بالرُّشـْدِ فـي جميـع الأُمـورِ
إنَّ مَــنْ دَبَّــرَ المَمالِــكَ لا يَـعْ
زُبُ عَــنْ حُســْنِ رَأْيــهِ تَــدْبيرِي
كــانَ رِزْقِــي مِــنْ جَـدِّهِ وأبيـه
أَيَّ رِزْقٍ مُيَســــــَّرٍ مَوْفــــــورِ
وَإذا كـانَ مِثْـلُ ذَاك علـى الـوا
رِثِ إنــيَ عَبْــدٌ لِعَبْــدِ الشـَّكُورِ
فـارِسِ الخَيـلِ العالِمِ العامِلِ ال
حـبرِ الهمـامِ الحُلاحِـلِ النِّحْرِيـرِ
لَــمْ يَــزَلْ مِــنْ عُلـومِهِ وَتُقـاهُ
بيــن تــاجٍ مِــنْ سـُؤدُدٍ وسـَريرِ
أبَـداً بِالصـَّوابِ يَنْظُـرُ فـي المل
كِ وَفــي بَيــتِ مــالِهِ المَعْمُـورِ
فَغَــدا الجُنْـدُ والرَّعِيَّـةُ والمـا
لُ بخيــرٍ مِــنْ ســَعْيهِ المَشـْكُورِ
فأقَــلَّ الأجنـادِ فـي مصـرَ يُـزْرِي
مِــنْ بِلادِ العِــدا بـأَوْفَى أمِيـرِ
قُـلْ لِمَـنْ خـابَ قَصْدُهُ في جميعِ ال
نَــاسِ مِــنْ آمِــرٍ وَمِــنْ مَـأْمُورِ
يَمِّــمِ الصــاحِبَ الــذِي يُتَرَجَّــى
فَتْــحُ ثَغْــرٍ بــهِ وســَدُّ ثُغُــورِ
وَبَعِيـــدُ الأُمــورِ مِثْــلُ قَرِيــبٍ
عنــدهُ وَالعســيرُ مِثْــلُ يَســيرِ
آه مِمَّــا لَقِيـتُ مِـنْ غَيْبَتِـي عَـن
هُ ومِــنْ نِســْبَتِي إِلـى التَّقْصـِيرِ
كَثُــرَ الشـَّاهِدُونَ لِـي أَنَّنـي مـت
تُ وفـي البُعـدِ عنـه قَـلَّ عَـذِيرِي
مَـــنْ لِشــَيْخٍ ذِي عِلَّــةٍ وعِيــالٍ
ثَقَّلَـــتْ ظَهْـــرَهُ بِغَيــرِ ظَهيــرِ
أَثْقَلُــــوهُ وَكَلَّفـــوهُ مَســـيراً
ومِــنَ المُســْتَحيلِ ســَيْرُ ثَــبيرُ
فَهْـوَ فـي قيـدِهِمْ يُـذادُ مِنَ السع
يِ لِتحصـــيلِ قُـــوتِهِمْ كالأَســيرِ
وعَتَـــتْ أُمُّهُـــمْ علـــيَّ وَلَجَّــتْ
فــي عُتُــوٍّ مِــنْ كَبْرَتِـي ونُفُـورِ
وَدَعَــتْ دونَهُــمْ هَنالِــكَ بِـالوي
لِ لأَمْــرٍ فــي نَفْســِها والثُّبـورِ
حَســـِبَتْ عِلَّتِــي تَــزُولُ فقــالتْ
يــا كَثِيـرَ التَّهْـوينِ وَالتَّهْـوِيرِ
كُــــلُّ داءٍ لـــهُ دواءٌ فَعَجِّـــلْ
بَمُـــداوَاةِ داءِ عُضـــْوٍ خَطِيـــرِ
قُلْــتُ مَهْلاً فمـا بِمِلـحِ السـَّقَنْقُو
رِ أُدَاوِي وَلا بِلَحْــــمِ الـــذُّرورِ
ســَقَطَتْ قُـوَّةُ المَرِيـضِ التِـي كـا
نَــتْ قــديماً تُــزادُ بالكـافُورِ
وعَصـانِي نَظْـمُ القَرِيـضِ الـذي جَر
رَ ذُيُـــولاً عَلَــى قَرِيــضِ جَرِيــرِ
وَازْدَرَتنِـي بعـضُ الـوُلاةِ وقـدْ أَص
بَـحَ شـِعْرِي فيهـمْ كَخُبْـزِ الشـَّعِيرِ
وغَســَلْتُ الـذي جَمَعْـتُ مِـنَ الشـع
رِ بِفَيْـــضٍ عليــه غســْلَ صــُخورِ
ونَهَتْنِــي عَــنِ المَســِيرِ إليهـمْ
شـِدَّةُ البَـأْسِ مِـنْ سـَخاً فـي مَسِيرِ
وَهَجَــرْتُ الكِــرامَ حــتى شـَكانِي
منهـــمُ كـــلُّ عاشـــِقٍ مَهْجــورِ
وَكَزُغْـــبِ القَطــا وَرائِي فِــراخ
مِـــنْ إنــاثٍ أعُــولُهُمْ وذُكُــورِ
يَتَعـــاوَوْنَ كالـــذِّئَابِ وَيَنْقَــض
ضـونَ مِـنْ فَـرْطِ جُـوعِهِمْ كالنُّسـُورِ
وَفَتـــاةٍ مـــا جُهِّــزَتْ بِجهــازٍ
خُطِبَـــتْ للِــدُّخولِ بعــدَ شــُهورِ
وَاقْتَضـَتْنِي الشـِّوارَ بَغْياً عَلَى مَنْ
بيتُــهُ ليــسَ فيــهِ غيـر حَصـِيرِ
هِــذهِ الســُّورَةُ الـتي أقْعَـدَتْني
عنـــك آياتُهــا قُعُــودَ حَســيرِ
أقْعَـــدَتْنِي بِقَريَـــةٍ أســْلَمَتْنِي
لِضـــَياعٍ مِــنْ فــاقَتِي وكُفُــورِ
كـــلُّ يَـــوْمٍ مُنَغَّـــصٌ بٍطَعـــامٍ
أوْ رَفِيــــقٍ مُنَغِّــــصٍ بشـــُرُورِ
ورِفــاقِي فِـي خِدْمَـةٍ طُـولَ عُمْـرِي
رِفْقَـتي فـي الحِـرانِ مثْلُ الحَميرِ
كلَّمـــا رُمْــتُ أُنْســَهُم ضــَرَبُوا
مِـنْ وَحْشـَةٍ بينهُـمْ وَبَيْنِـي بِسـُورِ
وأَبَــوْا أنْ يُسـاعِدُونِي عَلَـى قُـو
تِ عِيـــالِي بُخْلاً بِكَيْـــلِ بَعِيــرِ
فَســَيُغْنِيني الإلـهِ عنهـمِ بِجَـدْوَى
خيْــرِ مَــولىً لَنـا وخيـرِ نَصـِيرِ
صـــاحِبٌ يَبْلُــغُ المُؤَمِّــلُ منــهُ
كــلَّ مــا رامَــهُ بِغَيــرِ سـَفِيرِ
مِنْ أُناسٍ سادوا بَنِي الدِّينِ والدُّن
يـا فمـا في الوَرَى لهُمْ مِنْ نَظِيرِ
ســَرَّتِ النــاظِرِينَ منهــم وجـوهٌ
وُصــِفَتْ بالجَمــالِ وَصـْفَ البُـدُورِ
وَرِثُـوا الأرضَ مثـلَ مـا كَتَـبَ الل
هُ تعـالَى فـي الذِّكْرِ بعد الزَّبورِ
فَهُـمُ القـائمونَ فـي الزَّمَـنِ الأو
وَلِ بالقِســْطِ وَالزَّمــانِ الأخِيــرِ
وَهُـم المُؤْمِنُـونَ والوارِثُوا الفِرْ
دوسِ والمُفْلِحُــونَ فــي التفسـيرِ
عَبَـدُوا اللَّـهَ مُخْلِصـِينَ لـهُ الدّي
نَ لِمــا فــي قلـوبِهِمْ مِـنْ نـورِ
وأَحَبُّـــوا آلَ النــبيِّ فكــانوا
معهــم فــي مَغِيبِهِــمْ وَالحُضـورِ
فــي مَقــامٍ مــنَ الصـَّلاحِ وَأمْـنٍ
وَمقـــامٍ مِــنَ النَّعِيــمِ وَثيــرِ
أَهْــلُ بيــتٍ مُطَهَّريـنَ مِـنَ الـرِّجْ
سِ وَهُــمْ أَغْنِيــا عــنِ التَّطْهِيـرِ
حُجِبُــوا بالأثــاثِ عَنَّـا وبـالزي
يِ وأَخْفَــوْا جَمَــالَهمْ بالخُــدُورِ
لَبِسـُوا الـزِّيَّ بـالقلوبِ وَأَغْنَـوْا
صــِدْقَهُم عَــنْ لِبــاسِ ثَـوبَي زُورِ
وَأرَوْنـا أهـلَ التُّقَى في الزَّوايا
سـَلَّمُوا فـي البَقـا لأَهْـلِ القُصُورِ
وأَتَـــوْا كلُّهُــمْ بِقَلْــبٍ ســَلِيمٍ
وأَتَـــى غيرُهــمْ بِثَــوْبٍ نَقيــرِ
وحَكَتهُـــم ذُرِّيَّـــةٌ كالـــدَّرَارِي
مِـــنْ بُطُـــونٍ زَكِيَّـــةٍ وظُهــورِ
يُطْعِمُـــونَ الطَّعـــامَ لا لِجَــزاءٍ
يَتَرَجَّـــــــوْنَهُ وَلا لِشــــــُكورِ
عَلِــمَ اللَّــهُ منهـم مـا جَهِلْنـا
وَكَفَــاهمْ شـُكْرُ العليـم الخَبِيـرِ
محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.ومولده في بهشيم من أعمال البهنساويةووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:أمن تذكّر جيران بذي سلمشرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:كيف ترقى رقيك الأنبياء وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها إلى متى أنت باللذات مشغول