
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَنابــكِ منــه تُســْتَفَادُ الفَــوائدُ
ولِلنــاسِ بالإحســَانِ منــكِ عــوائدُ
فَطُــوبَى لِمـنَ يَسـْعَى لِمَشـْهَدِكِ الـذي
تكَـادُ إلـى مَغْنَـاهُ تَسـْعَى المشـَاهِدُ
إذَا يمَّمَتْـــهُ القاصـــِدُونَ تَيَســَّرَتْ
عليهــمْ وإن لـم يسـألوكِ المقَاصـدُ
تحَقَّقَــتِ البُشــْرَى لَمِــنْ هُـوَ رَاكِـع
يُرَجّــي بــه فضــلاً وَمَـنْ هُـوَ سـاجِدُ
فعَفَّــرَتِ الشــُّبانُ وَالشــَّيبُ أوْجُهـاً
بــهِ والعَــذارَى حُســَّرٌ والقَواعِــدُ
هُـوَ المَنْهَـلُ العَـذْبُ الكَثِيـرُ زِحامُهُ
فَـــرِدْهُ فمَــا مِــنْ دُونِ وِرْدِكِ ذائدُ
أَتيْــــتُ إليـــه والرَّجـــاءُ مُحَلّأٌ
فمـــــا عُـــــدْتُ إِلَّا والمُحَلَّا وَارِدُ
فيـا لَـكَ مِـنْ يَـأْسٍ بَلَغْـتُ بِهِ المُنَى
وعُســـْرٍ لأَقْفَــالِ اليســَارِ مَقالِــدُ
أَلَــذُّ مِــنَ المـاءِ الـزلالِ مَوَاقِعـا
عَلَــى كَبِـدِ الظَّمْـآنِ وَالمـاءُ بـارِدُ
ســَلِيلَةَ خَيْــرِ العــالَمِينَ نَفيســَة
ســَمَتْ بِــكِ أعــراقٌ وطـابَتْ محـائِدُ
إذا جُحِــدَتْ شــمسُ النَّهـارِ ضـِياءها
فَفَضـْلُكِ لـم يَجْحَـدهُ فِـي الناسِ جاحِدُ
بآبـــائِكِ الأطهـــارِ زُيِّنَــتِ العُلا
فحَبَّــاتُ عِقْـدِ المَجْـدِ منهـم فَـرائِدُ
وَرِثْــتِ صــفاتِ المصــطفى وَعلــومَهُ
فَفضـــْلُكُمَا لــولا النُّبُــوَّةُ واحِــدُ
فلـــم يَنْبَســِطْ إلَّا بِعِلْمِــكِ عــالم
وَلـــم يَنْقَبِــضْ إلَّا بِزُهْــدِكِ زاهِــدُ
مَعــارِفُ مــا يَنْفَــكُّ يفضـي بِسـِرِّها
إلــى ماجِــدٍ مِــنْ آلِ أحْمَـدَ ماجِـدُ
يُضـــيءُ مُحيَّـــاهُ كـــأنَّ ثَنَـــاءَهُ
إلـى الصُّبْحِ سارٍ أوْ إلى النَّجْمِ صاعدُ
إذا مـا مَضـى منهـم إِمـامُ هُدىً أتى
إِمـامُ هُـدىً يَـدْعُو إِلـى اللَّـهِ رَاشِدُ
تَبَلَّــجَ مِــنْ نــور النُّبُــوَّة وَجْهُـهُ
فمنـــه عليـــه للعُيُــون شــوَاهِدُ
وفاضـَتْ بِحَـارُ العِلْـمِ مِنْ قَطْرِ سُحْبِها
عليــه فطــابَتْ لِلــورادِ المَـوارِدُ
رَأى زِينَـةَ الـدُّنيا غُـروراً فعافَهـا
فليــس لــه إلا عَلَـى الفضـلِ حاسـدُ
كـــأنَّ المعـــالى الآهلات بِغَيْـــرِهِ
رُبــوعٌ خَلَــتْ مِــنْ أهلِهـا وَمَعاهِـدُ
إِذَا ذُكِــــرَتْ أَعمـــالُه وَعُلـــومُه
أقَــرَّ لهَــا زَيْــدٌ وَبَكْــرٌ وَخالــدُ
وَمـا يَسـْتَوِي فـي الفضـلِ حالٍ وَعاطِلٌ
وَلا قاعِــدٌ يــومَ الــوغَى وَمجاهِــدُ
فَقُـلْ لِبَنِـي الزَّهْـراء والقَـوْلُ قُرْبَةٌ
يَكِـــلُّ لســـانٌ فيهِــمُ أوْ حصــائدُ
أحَبَّكُـــمُ قلـــبي فأصــبحَ مَنْطِقِــي
يُجـــادِلُ عنكـــم حِســْبَةً وَيُجالــدُ
وَهـــل حُبُّكُــمْ لِلنَّــاسِ إِلَّا عَقِيــدةٌ
عَلَـى أُسـِّهَا فـي اللَّهِ تُبْنَى القَواعِدُ
وإنَّ اعتقــاداً خاليــاً مــنْ مَحَبَّـةٍ
وَوُدٍّ لكــــمْ آلَ النـــبيِّ لفاســـِدُ
وإنــي لأَرْجُــو أن ســَيُلْحِقني بِكُــمْ
وَلائي فَيَــدْنُو المَطْلَــبُ المُتَبَاعِــدُ
فــإِنَّ سـَراةَ القَـوْمِ منهـم عَبِيـدُهمْ
وإنَّ حُــرُوفَ النُّطْـقِ منهـا الـزوائِدُ
فَــدَتْكُمْ أُنــاسٌ نــازَعُوكُمْ ســِيَادةً
فلــم أدْرِ ســاداتٌ هُــمُ أَمْ أسـَاوِدُ
أرادوا بكـم كَيْـدَاً فكـادوا نُفُوسَهُمْ
بكـم وعَلَـى الأَشـْقَى تَعـودُ المكايِـدُ
فـإنْ حِيـزَتِ الـدُّنيا إليهـمْ فإنَّ مَنْ
نَفَــى زَيْفَهَـا سـَلْماً إليهـم لناقِـدُ
ولــو أنكــم أبناؤُهـا مـا أبَتْكُـم
مــا كــانَ مَوْلــودٌ لِيأْبـاهُ وَالِـدُ
إذَا مـا تَـذَكَّرْتُ القضـايا التي جرتْ
أُقِضــَّتْ عَلَـى جَنْبَـيَّ منهـا المَراقِـدُ
وجَــــدَّدَتِ الـــذِّكْرَى عَلَـــي بَلابِلاً
أُكابِـدُ منهـا فـي الـدُّجَى ما أُكابِدُ
أفِـي مِثْـلِ ذاكَ الخَطْـبِ مـا سُلَّ مُغْمَدٌ
ولا قــامَ فـي نَصـْرِ القَرَابَـةِ قاعِـدُ
تعـــاظمَ رُزْءاً فـــالعُيُونُ شــواخِصٌ
لـــهُ دَهْشـــَةً وَالثَّــاكِلاتُ ســَوَامِدُ
وطُفِّــفَ يــومَ الطَّــفِّ كَيْـلُ دِمـائكم
إذ الـدَّمُ جـارٍ فيـه والـدَّمْعُ جَامِـدُ
فيـا فِتْنَـةً بعْـدَ النـبيِّ بهـا غَـدا
يُهـــدمُ إيمـــانٌ وتُبْنَــى مســاجدُ
ومـا فتِنَـتْ بعـدَ ابـنِ عِمْـرَان قَوْمُهُ
بمـــا عَبَــدُوا إِلَّا لِيَهْلِــكَ عَابِــدُ
كــذاكَ أَرادَ اللَّــهُ منكُــمْ ومِنْهـمُ
وليــس لــه فيمــا يُريــدُ مُعانِـدُ
وَلـو لـمْ يكـنْ فـي ذَاكَ مَحْـضُ سعادةٍ
لكـم دونَهـمْ لَـمْ يُغْمِـدِ السَّيْفَ غامدُ
وَأَنتُــمْ أُنـاسٌ أُذْهِـبَ الرِّجْـسُ عنهـمُ
فليــسَ لهــم خَطْــبٌ وإنْ جَـلَّ جاهِـدُ
إذا مـا رَضـُوا للَّـهِ أو غَضـِبُوا لـهُ
تَســَاوَى الأَدَانِــي عنـدَهم والأباعِـدُ
وســِيَّان مِــنْ جَمْــرِ العِـدَا مُتَوَقِّـدٌ
عَلَـى بَهْرَمَـانِ الصـِّدْقِ منكـم وخَامِـدُ
وفَــدْتُ عليكــم بالمَدِيــحِ وَكلُّكــم
عليــه كتـابُ اللَّـهِ بالمَـدْحِ وَافِـدُ
وَقـد بيَّنـتْ لِـي هلْ أتَى كَمْ أتَى بهَا
مكــــارمُ أخْلاقٍ لكــــم وَمَحَامِـــدُ
فَلَــوْلا تَغضــيكم لنـا فـي مـديحِكم
لَــرُدَّتْ علينــا بـالعيوبِ القصـائدُ
وَلَــمْ أَرْتَــزِقْ مِـنْ غَيْركُـمْ بِتِجَـارَةٍ
بَضـــَائِعُهَا عنــد الأَنــامِ كواســِدُ
عَمَـــدْتُ لِقَـــوْمٍ منهـــم فكَــأَنَّنِي
عَلَــى عَمَــدٍ لا يَرْجِـعُ القَـوْلَ عَامِـدُ
أَأَطْلُــبُ مِــنْ قَـوْمٍ سـِواكُم مُسـَاعِداً
وقــد صـَدَّهم حِرْمـانُهُمْ أنْ يُسـَاعِدُوا
وَمَـنْ وَجَـدَ الزَّنْـدَ الـذي هُـوَ ثـاقِبٌ
فلـنْ يَقْـدَحَ الزَّنْـدَ الـذي هـوَ صالِدُ
وحَسـْبِي إذَاً مَـدْحُ ابْنَـةَ الحَسَنِ التي
لهــا كَــرَمٌ مَجْــدٌ طَرِيــفٌ وَتَالِــدُ
وَإنــي لمُهْــدٍ مِــنْ ثَنــائي قلائداً
إليهـــــا حلالٌ هَــــدْيُها والقلائدُ
هِـيَ العُرْوَةُ الوُثْقَى هيَ الرُّتَبُ العُلا
هِـيَ الغايَـةُ القُصـْوَى لِمَـنْ هُوَ قاصِدُ
كـأنّي إذا أنشـَدْتُ فـي الناسِ مَدْحَها
لِمَـا ضـلَّ مـنْ ذِكْـرِ المَكَـارِمِ ناشـِدُ
أَســَيِّدَتي هــا قــد رَجَوْتُـكِ مُعْلِنـاً
بمَــا أَنَـا مِـنْ دُرِّ المنـاقِبِ نَاضـِدُ
وَأَعْيُـــنُ آمـــالي إليــكِ نــواظِرٌ
بِمَـا أَنَـا مِـنْ عـاداتِ فضـلِكِ عـائدُ
وَمَـا أجْـدَبَت قَـوْمٌ أتـى مِـنْ لَـدُنْهُمُ
لِمَرْعَــى الأمــاني مِـنْ جنابِـكِ رائدُ
ولـولا نَـدَى كَفَّيْـكِ مـا اخضـَرَّ يـابِسٌ
وَلا اهتَــزَّ مِـنْ أَرْضِ المكـارِمِ هامِـدُ
إلَى اللَّهِ أَشْكُو يا ابنَةَ الحَسَنِ الذي
لَقِيـــتُ وَإنــي إنْ شــكَوْتُ لحامــدُ
ومـــا لِـــيَ لا أَشـــْكُو لآلِ مُحَمَّــدٍ
خُطُوبــاً بهـا ضـاقتْ علـيَّ المراصـِدُ
ومَــنْ لصــُرُوفِ الــدَّهْرِ عَنِّـيَ صـارفٌ
ومَــنْ لهُمُــومِ القَلْــبِ عَنِّـيَ طـارِدُ
تَســَلَّطَ شــَيْطَانٌ مِــنَ النَّفْـسِ غَـالِبٌ
عَلَــيَّ وَشــَيْطَانٌ مِــنَ البـؤْسِ مـارِدُ
فيــا وَيْـحَ قَلْـبٍ مـا تَـزَالُ سـماؤُهُ
بهــا لِشــَياطِينِ الخُطُــوبِ مقاعِــدُ
فيـا سـامِعَ الشَّكْوَى وَيَا كاشفَ البَلا
إذَا نَزَلَـتْ فـي العـالَمِينَ الشـَّدَائِدُ
وَيـا مَنْ هَدَى الطِّفْلَ الرَّضِيعَ وَلَمْ تَؤُب
إليــهِ قُــوَى عَقْـلٍ وَلا اشـْتَدَّ سـاعِدُ
وَيـا مَنْ سَقَى الوَحْشَ الظِّماءَ وَقد حَمَتْ
مَوَارِدَهَــا مِــنْ أَنْ تُنـالَ المَصـَايدُ
وَيـا مَنْ يُزَجِّي الفُلْكَ في البَحْرِ لُطْفُهُ
وهـــنَّ جــوَارٍ بَــلْ وَهُــنَّ رَوَاكِــدُ
وَيـا مَـنْ هُـوَ السـَّبْعَ الطَّوَابقَ رَافعُ
ومَــنْ هُــوَ لِلأَرْضِ البســيطةِ ماهِــدُ
وَيــا مَــنْ تُنَادينـا خَـزَائِنُ فضـلِهِ
إلـى رِفْـدِهِ إِنْ أَمْسـَكَ الفضـلَ رافِـدُ
فلا البـابُ مـن تِلْـكَ الخـزائن مُغْلَقٌ
وَلا خَيــرَ مِـنْ تِلْـكَ الخـزَائن نافِـدُ
دَعَوتــكَ مِــنْ فَقْــرٍ إليــك وَحاجـةٍ
وَكــلٌّ بمــا يَلْقَــاهُ لِلصـَّبْرِ فاقِـدُ
وَأَفضــَتْ بمــا فيهـا إليـكَ ضـَمَائِرٌ
وأنـتَ عَلَـى مـا فـي الضـَّمائرِ شاهدُ
دَعَوْنَــاكَ مُضــْطَرين يـا رَبِّ فاسـْتَجِبْ
فإِنّــكَ لــم تُخْلَـفْ لَـدَيْكَ المواعِـدُ
فَلَيْــسَ لَنَــا غــوْثٌ ســِوَاكَ وَمَلْجَـأٌ
نُراجِعُـــهُ فـــي كَرْبِنَــا وَنُعــاوِدُ
فَقَـدِّرْ لنـا الخيـرَ الـذي أنتَ أهلُهُ
فمـــا أَحَــدٌ عَمَّــا تُقَــدِّرُ حــائدُ
وَصـَفْحاً عـنِ الـذَّنبِ الـذي هـوَ سائقُ
لِنــــاركَ إِلَّا إنْ عَفَـــوْتَ وَقـــائدُ
وَصــلْ حَبْلَنَــا بالمصـطفى إِنَّ حَبْلَـهُ
لنــا صــِلةٌ يَــا رَبِّ منــكَ وعَـائدُ
عليـه صـلاةُ اللَّـهِ مـا أُحمِـدَ السُّرَى
إليـــه وَذَلَّـــتْ لِلْمَطِـــيِّ فَدَافِــدُ
محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.ومولده في بهشيم من أعمال البهنساويةووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:أمن تذكّر جيران بذي سلمشرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:كيف ترقى رقيك الأنبياء وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها إلى متى أنت باللذات مشغول