
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إنْ تُحْـيَ آمالي بِرُؤْيَةِ عيسى
فَلطالمــا أَنْضـَتْ إليـه العِيسـا
وحَظِيـتُ بَعْـدَ اليَأْسِ بالخِضرِ الَّذي
مـا زالَ يَرْقَـى أَوْ حَكَـى إدْرِيسـا
لــولا وُجُـودُ الصـَّاحِبَينِ كِلَيهِمـا
صــارتْ بُيُـوتُ العـالَمِينَ رُمُوسـا
كَـم قُلـتُ لَمَّـا أَنجَـبَ الأبُ ابنَـهُ
لا غَـروَ أَن يَلِـدَ النَّفِيـسُ نَفِيسـا
للَّــهِ شـَمْسُ الـدِّينِ شـَمْسٌ أَطلَعَـت
فينــا بُــدُوراً لِلْهُـدَى وَشُمُوسـا
رَدَّتْ لنـا يَـدُهُ الغضـُوبَ وأَسـكَنَت
بالعَــدْلِ آرامَ الكِنـاسِ الخِيسـا
أَغْنَـتْ مكـارِمُهُ الفقيـرَ وَأَطعَمَـت
مَـنْ كـانَ مِـنْ خَيْرِ الزَّمانِ يَؤُوسا
حــبرٌ تَصـَدَّرَ لِلنَّـوالِ فَلَـم يَـزَل
يَتلـو عليـه مِـنَ المَدِيـحِ دُرُوسا
دُعِـيَ ابنُ سِينا بالرَّئِيسِ وَلوْ رَأَى
عيســى لَســَمَّى نَفْسـَهُ المَرؤُوسـا
وَحَســِبْتُهُ مِــنْ بأَســِهِ وَذَكــائِهِ
بَهْـرَامَ قـارَنَ فـي العُلا بَرجِيسـا
مِـن مَعشـَرٍ لَيُسـَارِعُونَ إلى الوَغَى
مُتنــازِعِينَ مِـنَ الحِمـامِ كُؤُوسـا
لُـدُّ الخِصـامِ إذا تَشـاجَرَتِ القَنا
لَـمْ يَجْعَلـوا لهُـمُ الحَديدَ لَبُوسا
وأَخُـو البَسـَالَةِ مَـنْ غَدا بِذِراعِهِ
لا دِرْعِــهِ يَــوْمَ الـوَغَى مَحْرُوسـا
يُوفُـون مـا وعَـدُوا كَـأَنَّ وُعُودَهم
كــانَتْ يَمِينـاً بالوفـاء غَمُوسـا
يَـا أيُّها الموْلَى الوَزِيرُ ومَنْ لَهُ
حِكَــمٌ أغــارَتْ منــه رَسْطاليسـا
هُنِّيــتَ تَقْليــداً أتــاكَ مُجَـدِّدَاً
لِلنــاسِ مِــنْ سـُلطانِهم نامُوسـا
أُرســـِلتَ منـــه لِلخَلائِقِ رَحْمَــةً
عَمَّــتْ قِيامــاً منهــمُ وجُلوســا
وكــأنَّ قــارِئَهُ بِيَــوْمِ عَرُوبَــةٍ
لَـكَ يُعْـرِبُ التَّسـْبِيحَ والتقْدِيسـا
ونَظمـتَ شـَملَ المُلكِ بالقَلَمِ الّذي
حَلَّيْــتَ منــه للســُّطورِ طُروســا
وبِسـَتْرِكَ العَـوْراتِ قد كَشفَ الوَرَى
لَـكَ بالـدُّعاءِ المُسـْتَجابِ رُؤُوسـا
مِـنْ كُـلِّ مَشـْدُودِ الخِنـاقِ بِكُرْبَـةٍ
نَفَّســْتُ عنــه خِنــاقَهُ تَنْفِيســا
أَطفَـأتَ نِيـرانِ العَـداوةِ بَعْـدَما
أوطَـأتَ منهـا المُوقِـدِين وَطيسـا
وَأَرَحتَهُـم مِـن فِتنَـةٍ تَحيـي لهُـم
فــي كُــلِّ يَـوْمٍ داحِسـاً وبَسُوسـا
هَلَكَـتْ جَـدِيسُ وطَسـْمُ حِيـنَ تعادَتا
وكــأَنَّ طَسـْماً لَـم تكـن وجَدِيسـا
يا ابنَ الذي يَلقَ الفَوارِسَ باسماً
حاشـاكَ أنْ تَلْقَـى الضـُّيوفَ عَبُوسا
سـَعِدَتْ بِـكَ الجُلساءُ فاحذَر بَعْضَهُم
فَلَرُبَّمــا أعْـدَى الجَليـسُ جَليسـا
بَخَسـُوا ضـيوفَ اللَّـهِ عِنْـدَكَ حَظَّهُم
لا كــانَ حَظُّــكَ عنــدهم مَبْخُوسـا
وأُعِيــذُ مَجْـدَكَ أنْ يكـونَ بِطـائِفٍ
مِــنْ حاســِدٍ بِنَمِيمَــةٍ مَمسوســا
فــاللَّهُ عَلَّــمَ كــلَّ عِلـمٍ آدَمـاً
وأطـــاعَ آدَمُ ناســِياً إبلِيســا
إنَّ المُرَاحِــلَ مَـنْ أَضـاعَ أُجُـورَهُ
واعتـاضَ عنهـا بـالنَّفيسِ خسيسـا
فـارغَب إِلـى حُسـْنِ الثَّنَـاءِ فإِنَّه
لا يسـتوي فـي الـذِّكْرِ نِعمَ وبِيسا
مـا أنـتَ مِمَّـن تَسـتَبِيحُ صـُدُورُهُم
حِقْـــداً ولا أعراضــُهُم تَدْنِيســا
أدعُـوكَ لِلصـَّفحِ الجَميـلِ فإن تُجِب
أحكَمـــتَ بُنيانــاً عَلا تَأسِيســا
ومِـنَ السياسـةِ أنْ تكـونَ مُراعياً
للصـــالِحينَ تَبَرُّهـــم وتَسوســا
قَـوْمٌ إذا انْتُـدِبوا لِيُـوْمِ كَرِيهَةٍ
ألْفَيْــتَ واحِــدَهُمْ يَــرُدُّ خَمِيسـا
تَــاللَّهِ مـا خـابَ امْـرُؤٌ مُتَوَسـِّلٌ
بالقَوْمِ فِي النُّعْمَى ولا في البُوسَى
ولقـد أتَيْتُـكَ بـاليَقِين فلا تَخَـل
قَــوْلِي ظُنُونــاً فيهــم وحُدُوسـا
وَرَأيـتُ منهـم مـا رأيـتُ لِغَيرِهم
وأقَمْــتُ دَهــراً بينهـم جاسوسـا
مَـنْ كـانَ مُلْتَبِسـاً عليـه حدِيثُهم
أَذهبــتُ عنــه منهـمُ التَّلبِيسـا
مـا ضـرَّهم قـول المُعانِـدِ إنهـمْ
بِفِعَــالِهِم أقـوى الأنـامِ نُفُوسـا
كَــم ذَمَّهُــم جَهلاً وَأَنكَـرَ حـالَهُم
قَــوْمٌ يَلُـونَ الحُكْـمَ والتَّدرِيسـا
فَــرَدَدْتُ قَــوْلَهُم بِقـوْلِي ضـارِباً
مَثَلاً علـى الخَضـِرِ السـَّلامُ وموسـى
وعلــى ســُلَيْمانَ النــبيِّ فـإنَّه
أغْــرَى رِحــالَيْهِ علــى بَلقِيسـا
وَعلـى فَتَـى الحَسـَنِ الذي سَطَوَاتُهُ
مَـرَّت علـى الأَعـداءِ مَـرَّ المُوسـى
يــا رُبَّ ذِي عِلْـمٍ رَأى نُصـْحِي لَـهُ
فأجـــابَني أتُطِـــبُّ جالِينُوســا
لَـمْ يَـدْرِ أنّـي كلَّمـا اسـْتَعطَفْتُهُ
كــانَ الحَديـدَ وكنـتُ مِغْناطِيسـا
لـو كُنـتُ أَرْضـَى الجاهليَّـة مِثْلَهُ
أَمْلَيْــتُ مـا مَلأَ القلـوبَ نَسِيسـا
وَنَفَخْــتُ نــارَ عَـداوةٍ لا تُصـْطَلَى
بَـلْ لا يُطِيـقُ لهـا العَـدُوُّ حَسيسا
لَـمْ يُبْـقِ لِي خَوْفُ المَعادِ مُعادِياً
فَيَهِيــجَ مَنِّــي لِلْهِيــاجِ رَسِيسـا
أوَ مـا تَـرَى حُـبَّ السـَّلامَةِ جاعِلِي
أُلْقِـي السـَّلامَ مُسـالِماً والكِيسـا
أمُكَلِّفِـي نَظْـمَ النَّسـِيبِ وَقـد رَأى
عُـودَ الشـَّبابِ الرَّطْـب عادَ يَبِيسا
أمَّـا النَّسـِيبُ فمـا يُناسـِبُ قَوْلُهُ
شــَيْخاً أَبَــدَّ مُعَمَّــراً مَنْكُوســا
مــا هَــمَّ يَخْضـِبُ شـَيْبَهُ مُتَشـَوِّقاً
زَمَـنَ الصـِّبا إلّا اتَّقَـى التَّدْلِيسا
لَمَّـا رَأى زَمَـنَ الشـبيبَةِ مُـدْبِراً
نَــزَعَ السـُّرَى وتَـدَرَّعَ التَعْرِيسـا
مَضــَتِ الأحِبَّــةُ والشـَّبابُ وخَلَّفَـا
لِــيَ الادِّكَــارَ مُسـامِراً وَأنِيسـا
أذْكَرْتَنِـي عَهْـدَ الطِّعـانِ فَلَم أجِد
رُمْحــاً أَصــُولُ بِــهِ وَلا دَبُّوســا
أيَّــامَ عَزْمِــي لا تَفُــوتُ سـهامُهُ
غَرَضــاً وســَهْمِي جُرْحُــهُ لا يُوسـَى
ثَنَـتِ السـُّنُونَ سـِنانَ صَعْدَتِيَ الَّتي
لــم تَلْــقَ رادِفَــةً ولا قَرْبُوسـا
فَقَنــاةُ حَرْبِــي لا أُرِد تَقْوِيمَهـا
لِلطَّعْـــنِ إلّا رَدَّهـــا تَقْوِيســـا
بـالأمْسِ كـانَ لَـهُ الشـَّمُوسَ مُذَلَّلاً
واليَـوْمَ صـارَ لـهُ الذَّلولُ شَمُوسا
لا دَرَّ دَرُّ الشــــَّيْبِ إنَّ نُجـــومَهُ
تَـذَرُ السـَّعِيدَ مِـنَ الرِّجالِ نَحيسا
كيـفَ الطَّرِيـقُ إلـى اجتماعٍ جاعِلٍ
بَيْــتَ الفِــراشِ بِسـاكِنٍ مَأْنُوسـا
لـو كـانَ لـي في بَيْتِ خالِي نُصْرَةٌ
جَمَعَــتْ نَقِــيَّ الخَــدِّ والإِنكِيسـا
ونَصــِيحَةٍ أَعرَبـتُ عنهـا فـانثَنَت
كالصـُّبْحِ يَجْلُـو ضـَوْءُهُ التَّغْلِيسـا
إنَّ النَّصــارَى بالمَحَلَّــةِ وُدُّهُــمْ
لـو كـانَ جَامِعُهـا يكـونُ كَنِيسـا
أتُــرَى النصـارَى يَحْكُمُـونَ بـأنَّه
مَـنْ باشـَرَ الأَحْبـاسَ صـارَ حَبيسـا
إن عــادَ إســحقٌ إليهـا ثانيـاً
ضـَرَبُوا عَلَـى أبوابهـا الناقُوسا
صـَرَفَ الإلـهُ السـُّوءَ عنـكَ بِصـَرفِهِ
فاصــْرِفهُ عَنَّـا واصـفَعِ القِسِّيسـا
أَفْــدِي بـهِ المُسـْتَخْدَمِينَ وإنَّمـا
أَفْــدِي بِتَيْــسٍ كـاليَهودِ تُيُوسـا
لـو كنـتُ أَملِـكُ أَمرَهُم مِنْ غَيرَتِي
لَــمْ أُبْــقِ لِلمُسـتَخدَمِينَ ضُرُوسـا
يَرْعَــوْنَ أَمْـوَالَ الرَّعِيَّـةِ بـالأَذَى
لـو يُحْلَبُـونَ لأَشـْبَهُوا الجامُوسـا
اللَّــهُ أرْســَلَهُم عَلَـى أَقـوَاتِهِم
سُوسـاً وقـدْ أمِنُوا عليها السُّوسا
مَلأَتْ بُيُـــوتَهُمُ الغِلالُ فلا تَـــرَى
منهــا كَبَيْتِــي فارِغـاً مَكْنُوسـا
مَـن لَـم يَقُـم لِـي منهُمُ بِوَظيفَتِي
جَرَّســــْتُهُ بِملامَتِـــي تَجْرِيســـا
إنّــي لأنْــذِرُ بَعْضــَهم وكَــأنَّني
فـي أُذْنِ بَغْـلِ الكُـوسِ أَضْرِبُ كُوسا
لِـي صـاحِبٌ سـَرَقَ اللُّصـُوصُ ثِيـابَهُ
لَيْلاً فبـــاتَ بِبَيْتِـــهِ مَحْبُوســا
وشـَكا لِـوَالي الحَـرْبِ سارِقَ بَيْتِهِ
فكأنَّمــا يَشــْكُو لـه افرَنسِيسـا
وكـــأَنَّه قــاضٍ يقــولُ لِخَصــمِهِ
هــذا غَرِيمُــكَ أَثْبَـتَ التَّفْلِيسـا
ويَحُجُّـــهُ أصــحابُ رَيْــعٍ عِنْــدَهُ
ويُقَـــدِّمُوهُ فَيُظْهِــرُ التَّعْبيســا
وَلَرُبّمـا التَمَسـُوهُ بالمـالِ الذي
ســَرَقُوا فأصــْبَحَ لامِسـاً مَلْمُوسـا
مَلـؤوا البيوتَ بِمالِهِ ولوِ اشْتَكَى
مَلــؤوا بِـأَوْلادِ الحَزِيـنِ حُبُوسـا
كَـمْ قُلْـتُ إذْ سـَمِعَ الـوُلاةُ كلامَهُم
أتُـرَى الوِلايَـة تُفْسـِدُ الكَيمُوسـا
قَلَـبَ العِيـانَ لهُـمْ وكَمْ في عِلْمِهِ
جَعَلُـوا الـدَّنانِيرَ الثِّقَالَ فُلوسا
فـانْظُرْ لمَـنْ ذَهَـبَ اللُّصُوصُ بمالِهِ
وَبِعَقْلِــهِ يَعْنُـو اللُّصـُوصُ حُبُوسـا
رَفَعُـوا القواعِـدَ مِنْ شِوارِ ثِيابِهِ
واسْتَأصـلوا المَنْصـُوبَ والمَلْبُوسا
قـد كنتُ مِنْ خَوْفِ اللُّصُوصِ أَخافُ أنْ
أُهْـدِي إليـكَ مِـنَ القَرِيـضِ عَرُوسا
لا زِلتَ طولَ الدَّهْرِ تَحْكِي في العُلا
آبــاءَكَ الغُـرَّ الكِـرامَ الشُّوسـا
مــا دامَ يَتّبِــعُ النُّجُـومَ مُنَجِّـمٌ
وَيُخَبِّــرُ التَّثْلِيــثَ والتَّسْدِيســا
محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.ومولده في بهشيم من أعمال البهنساويةووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:أمن تذكّر جيران بذي سلمشرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:كيف ترقى رقيك الأنبياء وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها إلى متى أنت باللذات مشغول