
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِمَـدْحِ المصـطفى تَحيا القلوبُ
وَتُغْتَفَــرُ الخطايـا وَالـذُّنوبُ
وَأَرْجُـو أن أعِيـشَ بـه سـعيداً
وَأَلقــاهُ وَليــس عَلَــيَّ حُـوبُ
نــبيٌّ كامــل الأوصــافِ تَمَّـتْ
محاســِنُه فقيـل لـه الحـبيبُ
يُفَــرِّجُ ذِكْـرُهُ الكُرُبـاتِ عنـا
إذا نَزَلَـتْ بسـاحَتِنا الكُـروبُ
مـدائحُه تَزيـدُ القَلْـبَ شـَوْقاً
إليــه كأنهــا حَلْــيٌ وَطيـبُ
وَأَذْكُــرُهُ وَلَيْــلُ الخَطْـبِ داجٍ
عَلَــيَّ فَتَنْجَلِـي عنـي الخُطـوبُ
وَصــَفْتُ شــمائلاً منـه حِسـَاناً
فمــا أدري أمــدحٌ أمْ نَسـيبُ
وَمَـنْ لـي أنْ أرى منـه مُحَيّـاً
يُسـَرُّ بحسـنِهِ القلْـبُ الكئِيـبُ
كــأنَّ حــديثَه زَهْــرٌ نَضــِيرٌ
وَحامــلَ زَهْــرِهِ غُصــْنٌ رَطيـبُ
ولِــي طَــرْفٌ لِمَــرْآهُ مَشــوقٌ
وَلِــي قلــبٌ لِــذِكْراهُ طَـرُوبُ
تَبَـوَّأَ قـابَ قوْسـَيْنِ اخْتصاصـاً
وَلا وَاشٍ هنــــاكَ وَلا رقيـــبُ
مَناصـِبُه السـَّنِيَّةُ ليـسَ فيهـا
لإِنســـانٍ وَلا مَلَـــكٍ نَصـــِيبُ
رَحِيـبُ الصـَّدْرِ ضاقَ الكَوْنُ عما
تَضــَمَّنَ ذلـك الصـدْرُ الرحيـبُ
يُجَــدِّدُ فــي قُعـودٍ أوْ قِيـامٍ
لـه شـَوْقِي المُـدَرِّسُ وَالخَطيـبُ
عَلَـى قَـدَرٍ يُمِـدُّ النـاسَ عِلْماً
كمــا يُعطِيــك أَدْوِيَـةً طـبيبُ
وَتَسـْتَهْدِي القلـوبُ النُّورَ منه
كما اسْتَهْدَى مِنَ البَحْرِ القَلِيبُ
بَـدَتْ للنـاسِ منـه شـُموسُ عِلْمٍ
طَوالِــعَ مـا تَـزُولُ وَلا تَغِيـبُ
وَأَلْهَمَنـا بـه التَّقْـوَى فَشـَقَّتْ
لنــا عمَّــا أَكَنَّتْـهُ الغُيُـوبُ
خلائِقُـــهُ مَــوَاهِبُ دُونَ كِســْبٍ
وشــَتَّانَ المَــوَاهِبُ وَالكُسـُوبُ
مُهَذَّبَــةٌ بنــورِ اللَّـهِ ليسـتْ
كـــأخلاقٍ يُهَــذِّبُهَا اللَّبِيــبُ
وَآدابُ النُّبُــــوَّةِ مُعجـــزاتٌ
فكيـف يَنالُهـا الرجُـلُ الأديبُ
أبيْـنَ مِـنَ الطِّباعِ دَماً وَفَرْثاً
وَجـاءت مثـلَ مـا جَاءَ الحليبُ
سـَمِعْنَا الـوَحْيَ مِنْ فِيه صريحاً
كغادِيَـــةٍ عَزَالِيهَــا تَصــُوبُ
فلا قَـــوْلٌ وَلا عَمَــلٌ لَــدَيْهَا
بفاحِشـــَةٍ وَلا بِهَــوىً مَشــُوبُ
وَبــالأهواءِ تَخْتَلِـفُ المسـاعي
وَتَفْتَــرِقُ المـذاهِب وَالشـُّعوبُ
ولَمـا صـار ذاك الغَيْـثُ سَيْلاً
علاهُ مِـنَ الثَّرَى الزَّبَدُ الغَرِيبُ
فلا تَنْسـُبْ لِقَـوْلِ اللَّـهِ رَيْبـاً
فمـا فِـي قـولِ رَبِّـكَ ما يُرِيبُ
فـإنْ تَخْلُـقْ لـهُ الأعداءُ عَيباً
فَقَـوْلُ العَـائِبِينَ هـو المَعيبُ
فَخــالِفْ أُمَّتَـيْ موسـى وَعيسـى
فمــا فيهــمْ لخـالِقِهِ مُنِيـبُ
فَقَــوْمٌ منهــم فُتِنُـوا بِعِجْـلٍ
وَقَوْمــاً منهـم فَتَـنَ الصـَّليبُ
وَأَحْبــارٌ تَقُــولُ لَــهُ شـَبِيهٌ
وَرُهْبَــانٌ تَقُــولُ لَــهُ ضـَرِيبُ
وَإِنَّ محمـــداً لرَســـولُ حَــقٍّ
حَســيبٌ فــي نُبُــوَّتِهِ نَســِيبُ
أميـــنٌ صـــادِقٌ بَــرٌّ تَقِــيٌّ
عليــمٌ ماجِــدٌ هــادٌ وَهُــوبُ
يُرِيكَ عَلَى الرِّضَا وَالسُّخْطِ وَجْهاً
تَـرُوقُ بـه البَشَاشـَةُ وَالقُطوبُ
يُضـِيءُ بِـوَجْهِهِ المِحْـرَابُ لَيْلاً
وَتُظْلِـمُ في النهارِ به الحُروبُ
تَقَــدَّمَ مَــنْ تَقَـدَّمَ مِـنْ نَبِـيٍّ
نمـاهُ وهكـذا البَطَـلُ النَّجِيبُ
وصــــَدَّقَهُ وحَكَّمَـــهُ صـــَبيّاً
مِــنَ الكُفَّــارِ شــُبَّانٌ وشـِيبُ
فلمــا جـاءهم بـالحقِّ صـَدُّوا
وصــَدُّ أُولئك العَجَـبُ العَجيـبُ
شـــريعتُهُ صـــراطٌ مُســتقيمٌ
فليــسَ يَمَســُّنَا فيهـا لُغـوبُ
عليـكَ بهـا فـإنَّ لهـا كِتاباً
عليـه تَحْسـُدُ الحَـدقَ القلـوبُ
يَنُـوبُ لها عَنِ الكُتبِ المَوَاضي
ولَيْسـَتْ عنـه فـي حـالٍ تَنُـوبُ
ألَــمْ تَـرَهُ يُنَـادِي بالتَّحَـدِّي
ولا أحـــدٌ بِبَيِّنَـــةٍ يُجِيـــبُ
وَقـد كَشـَفَ الغِطَـاءَ لنا وشُقَّتْ
عَـنِ الحُسـْنِ البَـدِيعِ به جُيوبُ
وَدَانَ البَــدْرُ مُنْشــَقّاً إليـه
وأَفْصــَحَ ناطِقــاً عَيْـرٌ وَذيـبُ
وَجِـذْعُ النَّخْـلِ حَـنَّ حَنِينَ ثَكْلَى
لــهُ فأَجــابهُ نِعْـمَ المُجِيـبُ
وَقـد سـَجَدَتْ لـهُ أَغصـانُ سـَرْحٍ
فلِـمْ لا يـؤْمِنُ الظَّبْـيُ الرَّبِيبُ
وَكـمْ مِنْ دَعْوَةٍ في المَحْلِ منها
رَبَــتْ وَاهْتَـزَّتِ الأرضُ الجَـدِيبُ
وَروَّى عَســْكَراً بِحليــبِ شــاةٍ
فعـاوَدَهُم بـهِ العَيْـشُ الخصيبُ
وَمَخْبــولٌ أتــاهُ فثـابَ عَقْـلٌ
إليـه وَلـمْ نَخلْـهُ لـه يثُـوبُ
ومــا مـاءٌ تَلَقَّـى وهْـوَ مِلْـحٌ
أُجـــاجٌ طَعْمُـــهُ إِلَّا يَطِيـــبُ
وعيــنٌ فـارقَتْ نظـراً فعـادت
كمـا كـانتْ ورُدَّ لهـا السَّليبُ
ومَيْـــتٌ مُــؤْذِنٌ بِفِــرَاقِ رُوحٍ
أَقــامَ وســُرِّيَتْ عنــه شـعُوبُ
وثَغْــرُ مُعَمِّــرٍ عُمـراً طـويلاً
تُــوُفّي وهــوَ مَنْضــُودٌ شـَنيبُ
وَنَخْــلٌ أَثْمَـرَتُ فـي دُونِ عـامٍ
فَغَـارَ بها عَلَى القِنْوِ العَسيبُ
وَوفّــى منــهُ سـَلْمانٌ دُيُونـاً
عليــه مــا يُوفِّيهــا جَرِيـبُ
وَجَـرَّدَ مِـنْ جَرِيـدِ النَّخْلِ سَيْفاً
فقِيـلَ بِـذَاكَ لِلسـَّيْفِ القَضـِيبُ
وهَــزَّ ثَبِيــر عِطْفَيْـهِ سـُروراً
بــه كالغُصـْنِ هَبَّتْـهُ الجَنُـوبُ
ورَدَّ الفيــلَ والأحــزابَ طَيْـرٌ
وريـحٌ مـا يُطـاقُ لهـا هُبُـوبُ
وَفــارِس خانهــا مـاءٌ ونـارٌ
فغِيـضَ المـاءُ وانطَفأَ اللَّهيبُ
وَقـد هَـزَّ الحسـامَ عليـه عادٍ
بِيَــوْمٍ نَــوْمُه فيــه هُبــوبُ
فقـامَ المصـطفى بالسيفِ يَسْطو
عَلَـى السـَّاطي بـه وَلـهُ وثُوبُ
وَرِيــعَ لـهُ أبـو جهـلٍ بِفَحْـلٍ
يَنُـوبُ عَـنِ الهِزَبْـرِ لـهُ نُيُوبُ
وَشــُهْبٌ أُرْســِلَتْ حَرَسـاً فخُطَّـتْ
عَلَـى طِـرسِ الظَّلامِ بهـا شـُطوبُ
وَلَــمْ أَرَ مُعجـزاتٍ مِثْـلَ ذِكْـرٍ
إليــه كــلُّ ذِي لُــبٍّ يُنيــبُ
ومــا آيــاتُه تُحْصــَى بِعَــدٍّ
فَيُــدْرِكَ شــَأْوَها منـي طَلـوبُ
طَفِقْـتُ أعُـدُّ منهـا مَـوْجَ بَحْـرٍ
وَقَطْــراً غَيْثُــهُ أَبَـداً يَصـُوبُ
يَجُــودُ ســَحابُهُنَّ وَلا انْقِشـَاعٌ
وَيَزْخَـــرُ بَحْرُهُــنَّ وَلا نُضــُوبُ
فَراقَــكَ مِـنْ بَوَارِقِهـا وَمِيـضٌ
وَشــاقَكَ مِـنْ جَوَاهِرِهـا رُسـوبُ
هــدانا للإِلــهِ بهــا نَــبيٌّ
فضــائِله إذا تُحْكَــى ضــُروبُ
وأَخبَــرَ تــابِعِيهِ بِغائِبــاتٍ
وَلَيــسَ بِكــائِن عنــهُ معيـبُ
ولا كَتَـــبَ الكتـــابَ وَلا تَلاه
فيُلْحِـدَ فـي رسـالته المُريـبُ
وَقد نالوا عَلَى الأُمم المَوَاضي
بــه شــَرَفاً فكلُّهُــمُ حَســيبُ
ومــا كأميرِنـا فيهـم أميـرٌ
ولا كنقِيبِنـــا لهــمُ نقيــبُ
كــأَنَّ عليمَنــا لهــمُ نــبيٌّ
لـــدعوتِهِ الخلائقُ تســـتجيبُ
وَقــد كتِبَـتْ علينـا واجبـاتٌ
أَشــَدُّ عليهـمُ منهـا النُّـدوبُ
ومـــا تَتَضـــاعفُ الأغلالُ إِلَّا
إذا قَسـَتِ الرِّقـابُ أوِ القلوبُ
ولمــا قيــلَ للكفــارِ خُشـْبٌ
تَحَكَّـمَ فيهـمُ السـيفُ الخشـِيبُ
حَكَـوْا فـي ضـَرْبِ أَمثلةٍ حَمِيرا
فواحِـــدُنا لأَلفِهِـــمُ ضــَرُوبُ
ومـــا عُلَماؤُنــا إلا ســُيوفٌ
مَــواضٍ لا تُفَــلُّ لهــا غُـروبُ
ســَراةٌ لـم يَقُـلْ منهـم سـَرِيٌّ
لِيَــوْمِ كَرِيهَــةٍ يــومٌ عَصـيبُ
وَلَــمْ يَفْتِنْهُــمُ مــاءٌ نَمِيـرٌ
مِـنَ الـدنيا ولا مَرْعـىً خصـيبُ
ولــم تُغْمَـضْ لهـمْ ليلاً جُفـونٌ
ولا أَلِفَــتْ مَضــاجِعَها جُنُــوبُ
يَشـُوقُكَ منهـمُ كـلُّ ابـنِ هَيْجَا
عَلَــى اللَّأواء مَحْبُــوبٌ مَهيـبُ
لــه مِـنْ نَقْعِهَـا طَـرْفٌ كَحِيـل
ومِــنْ دَمِ أُســْدِها كَـفٌّ خَضـِيبُ
وتنهـالُ الكتـائبُ حيـنَ يَهْوِي
إليهـا مثلَ ما انهال الكثيبُ
علـى طُـرُقِ القَنـا للموْتِ منه
إلـى مُهـجِ العِـدا أبدا دَبيبُ
يُقَصـِّدُ في العِدا سُمْرَ العَوالي
فيَرْجِــعُ وهْــوَ مسـلوبٌ سـَلوبُ
ذَوابِـلُ كـالعُقُودِ لهـا اطّرادٌ
فليــسَ يَشــُوقُها إلَّا التَّرِيـبُ
يَخِــرُّ لِرُمْحِــهِ الرُّومِـيُّ أنَّـى
تَيَقَّــنَ أنـه العُـودُ الصـَّليبُ
ويَخْضـِبُ سـَيْفَهُ بِـدَمِ النَّواصـي
مَخَافَــةَ أنْ يُقـالَ بـه مَشـِيبُ
لـه فـي الليلِ دَمْعٌ ليسَ يَرْقا
وقلــبٌ مــا يَغِـبُّ لـه وجِيـبُ
رســولَ اللَّـهِ دعـوةَ مُسـتقيلٍ
مِــنَ التقصـيرِ خـاطِرُهُ هَيُـوبُ
تَعَـذَّرَ فـي المَشـِيبِ وكانَ عَيَّاً
وَبُــرْدُ شــبابِهِ ضــافٍ قشـيبُ
ولا عَتْـبٌ علـى مَـن قـامَ يَجْلو
محاســِنَ لا تُـرَى معهـا عيـوبُ
دَعــاك لكــلِّ مُعْضــِلةٍ أَلَمَّـتْ
بــه ولكــلِّ نائبــةٍ تَنُــوبُ
وللــذَّنبِ الـذي ضـاقَتْ عليـه
بـه الـدنيا وجانبُهـا رَحِيـبُ
يُراقِـبُ منـه مـا كَسـَبَتْ يَداه
فيَبْكيـه كمـا يَبْكـي الرَّقـوبُ
وأَنــى يهتــدي للرُّشـدِ عـاصٍ
لِغــارِبِ كــلِّ مَعصــِيَةٍ ركـوبُ
يَتــوبُ لِسـانُهُ عَـنْ كـلِّ ذَنْـبٍ
وَلــم يَـرَ قلبـهُ منـه يَتُـوبُ
تَقَاضــَتْهُ مواهِبُــكَ امْتِـدَاحاً
وَأَوْلَـى الناسِ بالمَدْحِ الوَهُوبُ
وَأغْرانـي بـه داعِـي اقْتِـراحٍ
عَلَــيَّ لأَمْــرِهِ أبَــدَاً وُجُــوبُ
فقلــتُ لِمَـنْ يَحُـضُّ عَلَـيَّ فيـه
لعلَّــك فـي هـواه لِـي نَسـيبُ
دَلَلْـتَ عَلَى الهَوَى قلبي فَسَهْمِي
وَسـَهْمُكَ فـي الهَـوَى كـلٌّ مُصيبُ
لجـودٍ المصـطفى مُـدَّتْ يَـدانا
وَمــا مُــدَّتْ لـهُ أَيْـدٍ تَخِيـبُ
شــفاعَتُهُ لنــا ولكــلِّ عـاصٍ
بِقَــدْرِ ذُنــوبِهِ منهـا ذَنـوبُ
هُـوَ الغَيْثُ السَّكُوبَ نَدىً وعِلْماً
جَهِلْـتُ ومـا هُوَ الغَيْثُ السَّكوبُ
صـلاةُ اللّـهِ مـا سـارت سـحابٌ
عليـه ومـا رَسـا وَثَـوَى عَسِيبُ
محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.ومولده في بهشيم من أعمال البهنساويةووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:أمن تذكّر جيران بذي سلمشرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:كيف ترقى رقيك الأنبياء وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها إلى متى أنت باللذات مشغول